"تعيين" أبو فدك المحمداوي.. هل تنشق فصائل عن الحشد الشعبي أم تدخل في مواجهة مسلحة؟

آخر تحديث 2020-02-23 00:00:00 - المصدر: الحرة

عبد العزيز المحمداوي، هو أحد أعضاء هيئة الشورى في كتائب حزب الله العراقية، وهو قيادي ميداني اشترك في الكثير من معارك تلك الكتائب، كما أن هناك اعتقادا واسعا بأنه يدير أحد معتقلات كتائب حزب الله في جرف الصخر.

قبل يومين، تناقلت وكالات الأنباء المحلية العراقية، خبر "تعيين" المحمداوي، المعروف أيضا بـ"أبو فدك المحمداوي"، رئيسا لأركان الحشد الشعبي، خلفا لأبو مهدي المهندس، الذي قتل قبل نحو شهرين بصاروخ أميركي استهدف القائد الإيراني قاسم سليماني.

وبحسب الوكالات التي نقلت عن "أبو علي البصري" قائد عمليات الحشد ونائب رئيسه فإن "هيئة شورى الحشد الشعبي اتفقت على تعيين المحمداوي خليفة للمهندس".

وأثار تعيين المحمداوي اعتراضات فورية من الفصائل التابعة للمرجعية ضمن الحشد الشعبي.

"; //parse XFBML, because it is not nativelly working onload if (!fbParse()) { var c = 0, FBParseTimer = window.setInterval(function () { c++; if (fbParse()) clearInterval(FBParseTimer); if (c === 20) { //5s max thisSnippet.innerHTML = "Facebook API failed to initialize."; clearInterval(FBParseTimer); } }, 250); } } }; thisSnippet.className = "facebookSnippetProcessed"; if (d.readyState === "uninitialized" || d.readyState === "loading") window.addEventListener("load", render); else //liveblog, ajax render(); })(document);

هذه الفصائل التي اعترضت بشكل متكرر على "التهميش" الذي كانت تتعرض له تحت قيادة أبو مهدي المهندس بسبب "ولائها للعراق" كما يكرر قادتها، لم تنتظر توقيع رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي على أمر تعيين المحمداوي خليفة للمهندس لإعلان معارضتها لتلك الشخصية.

والفصائل المعترضة هي لواء أنصار المرجعية ولواء علي الأكبر وفرقة العباس القتالية وتشكيلات فرقة الإمام علي القتالية.

وتدير المرجعية والعتبات الدينية (مراقد أئمة الشيعة) تلك الفصائل بشكل مباشر، كما إنها جهزتها بشكل كامل بعد فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها السيستاني، واستمرت بدفع رواتب منتسبيها وتكاليف تجهيزها لسنوات.

قال بيان هذه الفصائل إن "ليس لنا علم بأي تنصيب لمنصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الآن".

وأضاف البيان أن اختيار بديل للمهندس "يحتاج لسياقات قانونية، غير متوفرة الآن في ظل حكومتين، إحداهما تصريف أعمال، والأخرى لم يكتمل تكليفها".

وتابع البيان "أن القوات المشكلة من قبل العتبات قدمت رؤيتها لرئيس الهيئة (الحشد) وتنتظر الإجابة عليها بشكل رسمي".

ولم توضح الفصائل ما الذي تضمنته "رؤيتها"، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أنها هددت بالانسحاب من هيئة الحشد الشعبي إذا لم تعمل الحكومة على الحد من النفوذ الإيراني داخل المؤسسة التي يرأسها فالح الفياض المقرب من إيران.

ويقول مختصون إن إنشاء إدارة ذاتية من شخصيات سياسية باسم مجلس شورى الحشد وتعيين القادة متجاوزين صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة مخالفة قانونية صريحة.

ويعتبر هذا أول موقف صريح معارض لطريقة تنصيب عبد العزيز المحمداوي خليفة للمهندس في أوساط الحشد الشعبي.

وقد تبدو المخالفة أكثر وضوحا في ظل أنه لا وجود رسمي لـ"مجلس شورى الحشد"، ولا يعرف كيف يتم اختيار أعضائه ومن أي الفصائل التي بلغ تعدادها أكثر من 40 فصيلا كبيرا انضمت كلها إلى الحشد الشعبي.

وتسري أنباء غير مؤكد أن هذه الهيئة تمثل كلا من عصائب أهل الحق، بحضور ليث الخزعلي، شقيق أمينها العام قيس الخزعلي، وكتائب حزب الله العراقية، ومنظمة بدر، و"مستشارين" من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة لآخرين.

وتسيطر إيران على قرارات هذه الهيئة، لذا يبدو الخلاف بين الفصائل التابعة للمرجعية والفصائل التابعة لإيران، خلافا أكبر من مجرد الصراع على القيادة أو الموارد داخل الحشد الشعبي.

توقعات بـ"الانشقاق"

وفيما لا يتوقع تطور الصراع إلى مواجهة مسلح بين الطرفين، إلا أن مراقبين يتوقعون انشقاق فصائل المرجعية بشكل رسمي عن هيئة الحشد، مستفيدة من ثقلها السياسي والديني والاجتماعي، بوصفها "ممثلة عن الفتوى الشرعية" التي أدت إلى تشكيل الحشد من الأساس، كما يقول الكثير من المطلعين.

وبينما ستخسر فصائل المرجعية في حال الصراع المسلح، بسبب التفوق العسكري لباقي الفصائل، إلا أنها تتمتع بكم أكبر من الشرعية الاجتماعية والدينية خاصة في ظل عدم تسجيل جرائم أو انتهاكات مرتبطة بها، والاحترام الذي يكنه كثير من العراقيين لها باعتبارها "صاحبة قرار عراقي".

وأحيطت شخصية المحمداوي، بالسرية، مثل قادة الكتائب الباقين.

وسربت، بالتزامن مع الإعلان عن تسلمه منصبه، مجموعة من الصور التي تظهره كمقرب من المهندس وسليماني، بالإضافة إلى صور له وهو يحمل السلاح ويرتدي الملابس العسكرية الخاصة بالحشد الشعبي.

تتولى كتائب حزب الله العراقية مهمات الاستخبارات والتحقيقات والإدارة داخل هيئة الحشد الشعبي، كما إن مديرية إعلام الحشد خاضعة لنفوذها، وهي تتحدى أحيانا سلطة رئيس هيئة الحشد فالح الفياض على هذه المؤسسات.

وفي حال مرر تعيين المحمداوي على الرغم من اعتراضات فصائل المرجعية، فهذا سيعني دورا مباشرا أكبر للكتائب في قيادة الحشد، خاصة وإنها تعتبر على نطاق واسع أشرس الميليشيات الشيعية وأكثرها تنظيما وابتعادا عن الإعلام المباشر.

وتتبنى كتائب حزب الله العراقية بشكل معلن، الاشتراك في عمليات مسلحة ضد القوات الأميركية في العراق.

كما إنها متهمة بارتكاب "مجزرة السنك" ضد المتظاهرين في بغداد قبل نحو شهرين.

ونشر موقع الحشد الشعبي على الإنترنت بيانا حينها يبرر فيه المجزرة بإنها "مشادة" ويتهم التيار الصدري بالتسبب بها، لكن البيان حذف بعد ساعات على نشره، واستمرت الكتائب بتبني روايته.

وتوقع مراقبون أن يتولى أكرم الكعبي، قائد ميليشيا النجباء هذا المنصب.

وانتشرت مؤخرا صور للكعبي، الذي قاتلت ميليشياته في سوريا لسنوات، مع قادة في الحرس الثوري الإيراني، كما ظهر وهو يضع يده على يد قائد ميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وربما كان تسريب هذه الصور جزءا من الضغط لتولي الكعبي، خاصة وإن نشرها تزامن مع فترة النقاش لترشيح شخصية بديلة للمهندس.

وتعتقد مصادر مطلعة بأن المحمداوي تم اختياره قبل أسبوع، لكن الإعلان تأجل إلى ما بعد الذكرى الأربعينية لوفاة أبو مهدي المهندس.