لا يكاد دوام الطلبة ينتظم بعد الإضراب الذي شهدته المؤسسات التعليمية في البلاد إثر احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر، حتى عاد تعطيل الدوام، لكن هذه المرة بقرار حكومي ضمن إجراءات السلطات في مواجهة فيروس كورونا، وفي محاولة لمواصلة الدراسة، وجهت وزارة التعليم العالي الجامعات بإعطاء المحاضرات للطلبة إلكترونيًا من خلال نظام "جوجل كلاس روم" والذي قوبل برفض الطلبة.
يقول طلبة إن المشكلة الأساس في عدم تقبل الطلاب لمشروع الدراسة الإلكترونية هو سوء خدمة الإنترنت
"جوجل كلاس روم"، هي خدمة مجانية على الويب تم تطويرها بواسطة جوجل للمدارس التي تهدف إلى تبسيط إنشاء المهام وتوزيعها وتصنيفها بطريقة غير ورقية، الغرض الأساسي من "جوجل كلاس روم" هو تبسيط عملية مشاركة الملفات بين المعلمين والطلاب.
اقرأ/ي أيضًا: "كورونا" يعطل المؤسسات الحكومية والتعليمية في العراق مجددًا
المشكلة الأساس في عدم تقبل الطلاب لمشروع الدراسة الإلكترونية هو سوء خدمة الإنترنت، بحسب الطالبة زينب الربيعي، والتي تقول إن "ما يصعب تطبيق الكلاسروم هو عدم امتلاك جميع الطلاب هواتف حديثة، بالإضافة إلى عدم انتظام ساعات تجهيز الكهرباء، فضلًا عن عدم تجربته في الوقت الطبيعي فكيف بهذه المرحلة الحرجة".
تستغرب الربيعي خلال حديثها لـ"ألترا عراق"، "عدم تجربة هذه الخطوة خلال الإضراب الذي شهدت الجامعات بعد احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر، خاصة وإن المسألة تتعلق بحِراك طلابي ومسألة عامة، بالإضافة إلى أنه جاء نتيجة لسقوط آلاف الضحايا".
فيما يعتبر التدريسي عمار السراي التطبيق جيد كبيئة دراسية، إذ يساعد على صناعة جو تفاعلي بين الأستاذ والطالب، خاصة وهو يتمتع بعدة خيارات تتعلق بالطالب والأستاذ"، مبينًا أن "الإنترنت ليس عائقًا كبيرًا، كون معظم المحادثات تُستلم كملفات مقروءة يمكن تنزيلها".
يفتقد أكثر من 70% من الأستاذة للثقافة الإلكترونية التي تساعدهم على التدريس بواسطة هذا التطبيق، خاصة أنه يحتاج لجهد ومتابعة مستمرة فيما يتعلق بتفاعل الطلبة وتقيمهم"، بحسب السراي، والذي قال خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، إن "الطالب هو الآخر لا يجيد التعامل مع هذا التطبيق والتحضير بما يناسب المادة العلمية، ما يفرض ضرورة إجراء ورش تدريبية لتطوير مهارات الأستاذة في التدريس من خلاله بالإضافة إلى الطلاب".
في سياق رفضهم للتعليم الالكتروني، يواصل الطلاب حِراك فيما بينهم لتسجيل الخروج من "الجوجل كلاس روم"، بحسب عبد الله الكروي، والذي قال إن "هذا البرنامج يصعب من عملية التواصل والفهم من الأساتذة، خاصة وأن الكثير متعصب ويتعامل بطريقة فوقية مع الطلبة".
يقول أحد أعضاء اتحاد جامعات بغداد إن هذا البرنامج يصعب من عملية التواصل والفهم من الأساتذة، خاصة وأن الكثير متعصب ويتعامل بطريقة فوقية مع الطلبة
أضاف الكروي وهو عضو اتحاد جامعات بغداد، أن "طلبة الجامعة التكنولجية سجلوا خروجهم من البرنامج، فيما يتم التواصل مع آخرين لترتيب موعد محدد للانسحاب لطلبة الجامعات الأخرى، وهذه الخطوة تعتبر رسالة واضحة إلى الوزارة برفضنا هذه الطريقة لعدم تلبيتها الطموح، فضلًا عن عدم تماهيها مع ظروف الطلبة".
اقرأ/ي أيضًا: "الحرمل" و"العرق" يتنافسان بمواجهة "كورونا" في العراق وكوكل يوثق
في الأثناء، أوضحت تنسيقية طلبة جامعة بغداد، أن أغلبية الطلبة معارضين لفكرة التعليم الإلكتروني، من خلال نتائج التصويت الذي تم إجراؤه في كليات الجامعة.
وذكر بيان للتنسيقية أطلع عليه "ألترا عراق"، أن "جميع معارضي فكرة التعليم الإلكتروني، من خلال نتائج التصويت الذي تم إجراؤه في كليات الجامعة، وسوف يتم تسجيل الخروج منه، لما فيه من مشاكل عديدة".
أبرز المشاكل التي استعرضها البيان "وجود مشاكل متعددة في الايميلات والكودات المعطاة للطلبة، بعض التدريسين يقوم بشرح المادة ورقيًا وليس فيديويًا"،مهددين بـ" بالتظاهر والاعتصام في سنتر الجامعة".
من جهتها، أعلنت وزارة التعليم العالي، موعد التوقف عن الاعتماد على التعليم الإلكتروني.
وذكر بيان للوزارة أطلع عليه "ألترا عراق" أن "التعليم الإلكتروني إجراء مؤقت، وبعد عودة الدوام تعاد هذه الدروس إلى طبيعتها المعتادة"، مبينًا أنه "بعد قرار تمديد تعطيل الدوام من قبل خلية الأزمة تم استحداث نظام "جوجل كلاس روم" لشرح بعض الدروس ولكي يبقى الأساتذة متواصلين مع الطلبة".
تقول وزارة التعليم العالي إن نحو 80 % من الطلبة استفادوا من التعليم الإلكتروني، وعلى جميع الجامعات والكليات والمعاهد كافة المباشرة بالتعليم الإلكتروني
ولفت البيان إلى أنه "هناك نحو 80 % من الطلبة استفادوا من هذا التعليم، وعلى جميع الجامعات والكليات والمعاهد كافة المباشرة بالتعليم الالكتروني وتطبيق تعليمات الوزارة باستغلال العطلة والدراسة الالكترونية".
اقرأ/ي أيضًا:
العراق.. حصيلة القرارات بشأن الجامعات والمدارس للوقاية من "كورونا"
نداء استغاثة من آلاف الطلبة العراقيين في إيران: الإقامة المتصلة قد تقتلنا!