وجه رجل الدين العراقي مقتدى الصدر السبت انتقادات مباشرة للمرجعية الدينية في مدينة النجف بعد قرارها الغاء إقامة صلاة الجمعة وتعطيل بعض الشعائر الدينية، تحسبا لانتشار فيروس كورونا المستجد.
واستغل الصدر في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر الدعوة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الجمعة، ويطلب فيها من الأميركيين الصلاة، لتوجيه انتقادات حادة للمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني.
وقال الصدر في تغريدته "أقف مندهشا لما أرى الغرب وترامب يدعو لجعل يوم غد يوم دعاء، وفي (الشرق) عطلوا صلاتهم جمعة وجماعة وأوقفوا زياراتهم المخصوصة والعامة لمراقد المعصومين بل وأغلقوا مراقدهم وما شاكل ذلك".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا في تغريدة الجمعة إلى اعتبار يوم الأحد المقبل "يوما وطنيا للصلاة"، لحماية الولايات المتحدة ومنحها القوة في مواجهة تفشي فيروس كورونا.
وقال ترامب في تغريدته "نحن بلد، طوال تاريخنا، نتطلع إلى الله للحماية والقوة في مثل هذه الأوقات".
ومنذ يوم الجمعة السادس من الشهر الجاري لم تقم المرجعية الدينية العليا في العراق صلاة الجمعة للمرة الأولى منذ سقوط النظام السابق في عام 2003، خشية انتشار فيروس كورونا المستجد.
كما طلب السيستاني من مؤيديه الالتزام بقرار السلطات العراقية حظر التجمعات الرامي لوقف انتشار الفيروس.
وترددت أنباء في النجف خلال الأسبوع الماضي، بأن مقام الإمام علي فتح أمام الزوار، بعد ضغوط شديدة من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وكانت السلطات العراقية قررت في وقت سابق من هذا الشهر منع الزيارات الدينية والتجمعات العامة كما أغلقت المدارس والجامعات حتى 21 مارس الحالي، وخفضت ساعات العمل في المؤسسات الحكومية إلى النصف، إضافة إلى تخفيض فتح المحلات التجارية لثلاث ساعات فقط يوميا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها الصدر انتقادات للمرجع الشيعي الأعلى في العراق، فقد شهدت العلاقة بين الرجلين توترا ملحوظا بعد عام 2003، عندما كان أتباع الصدر يطلقون تسمية "المرجعية الصامتة" على السيستاني على خلفية مواقفه الرافضة لاعتماد الحل العسكري في مواجهة القوات الأميركية.
ويخشى العراق بشكل خاص انتشار الوباء في أماكن الأضرحة والمقامات الشيعية التي يقصدها ملايين الزوار خصوصا من إيران، التي تعتبر مركزا لتفشي فيروس كورونا في الشرق الأوسط.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العراق 93 حالة بينها تسع حالات وفاة، جميعها كانت قادمة من إيران.