استضاف منزل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم مساء يوم الخميس ممثلين عن جميع القوى الشيعية، باستثناء التيار الصدري التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بهدف صياغة إعلان مشترك يتضمن توجيه رسالتين، الأولى إلى رئيس الحكومة المكلف عدنان الزرفي كي يعتذر فوراً عن استكمال مهام التكليف، والثانية إلى الرئيس برهم صالح كي يكلف مرشحاً بديلاً، لكن المباحثات استمرت حتى فجر الجمعة، من دون التوصل إلى قرار بشأن مصير الزرفي أو الاتفاق على بديله.
التعليمات الإيرانية غائبة
مصادر واكبت ساعات الاجتماعات الطويلة، قالت إن غياب التوجيه الإيراني كان واضحاً في منزل الحكيم، فمفاوضات تشكيل الحكومات السابقة، عادة ما تستند إلى رؤية محددة، واضحة الملامح، وخطواتها مثبتة، ثم بعد حين يتبين أنها جاءت من طهران.
توضح المصادر أن ما دار من نقاشات في منزل الحكيم يوم الخميس هو أبعد ما يكون عن وجود رؤية واضحة. إذ إن انفتاح المفاوضات على خيارات غير محدودة، مع غياب تام لأي عرض بشأن آليات تنفيذها، ضيعا فرص التوصل إلى اتفاق.
واللافت أن اللقاء الذي كان منتظراً أن تصدر عنه مواقف حادة ضد رئيس الوزراء ورئيس الوزراء المكلف، انتهى من دون بيان إعلامي أو تصريح صحافي لأي من الشخصيات التي شاركت فيه.
مقربون من تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي ينتمي إليه الزرفي، أكدوا أن القوى الشيعية التي اجتمعت في منزل الحكيم لم تتوصل إلى أي اتفاق بشأن الإعلان عن رفض الزرفي، مشيرين إلى أن اليومين المقبلين سيشهدان لقاءات مكثفة.
رهان الزرفي على الصدر
يراهن الزرفي على التيار الصدري الذي يملك أكبر كتلة في البرلمان العراقي، لإسناده في اتجاهين، الأول هو التصويت له لدى عرض كابينته على مجلس النواب، والثاني دعمه في مواجهة اعتراضات شيعية حادة على استمراره.
كان الصدر رفض حضور ممثلين عنه في لقاء منزل الحكيم، لكنهم حضروا بعد انتهاء اللقاء وعقدوا اجتماعات خاصة مع الحكيم نفسه.
يقول القيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي، إن مهمة الزرفي صعبة، لكنه قد ينال ثقة البرلمان.
اعتراض شيعي ولكن
الزاملي يقر بقوة الاعتراض الشيعي على الزرفي، مشيراً إلى أن عليه العمل لتحقيق التوافق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من وجهة نظر الزاملي، فإن الزرفي يستند إلى دعم سني وكردي، فضلاً عن الشيعي، ما قد يسهل مهمته.
لا يختلف السياسي السني المعروف صالح المطلك مع الزاملي بشأن الموقف السني من الزرفي، لكنه يقول إن القيادات السياسية السنية بحاجة إلى الاطلاع على برنامج رئيس الوزراء المكلف، لتحديد موقفها منه.
يقول المطلك، الذي يتزعم جبهة الحوار الوطني، وسبق له أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء في الدورة السابقة، إن الجمهور السني لم يسجل اعتراضه على الزرفي، لكن القوى السياسية السنية لم تحسم أمرها بعد.
المطلك يرى أن الزرفي يستحق الحصول على هذه الفرصة، مشيراً إلى أن فرصه في نيل ثقة البرلمان مطروحة بقوة، على الرغم من الاعتراضات الشيعية.