سلط تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي الضوء على التناقضات التي شابت استجابة إيران لتفشي فيروس كورونا على أراضيها.
وقال التقرير إن إيران، التي تعتبر أكثر دول الشرق الأوسط تضررا من الفيروس، كانت استجابتها للأزمة عبارة عن "مزيج من التحذيرات المسؤولة من مسؤولي الصحة العامة، وسياسات غير متسقة لرئيس البلاد، ونظريات مؤامرة من المرشد الأعلى"، وهو ما ترك الشعب غير مدرك لكيفية التصرف مع الأزمة.
وذكر مجلس العلاقات الخارجية أنه قبل أزمة الوباء كانت هناك مشكلات اقتصادية تعاني منها البلاد جراء العقوبات، وكان الشعب "محبطا من أداء الحكومة ليزداد هذا الإحباط مع سوء إدارة أزمة كورونا".
وقد قلل الرئيس الإيراني حسن روحاني من حجم الأزمة في بداية الأمر ولم يأمر بإغلاق البلاد على غرار دول أخرى في الشرق الأوسط، ثم حدث أن سافر الإيرانيون بأعداد كبيرة خلال السنة الجديدة في شهر مارس، وفقا للتقرير.
أعقب ذلك حذر من جانب الرئيس الذي طالب الشعب بالاستماع إلى نصائح المجتمع الطبي، لكن سرعان ما أعادت الحكومة فتح البلاد في أبريل، وهي تصرفات اعتبرها التقرير تحمل "رسائل مختلطة".
ووسط ذلك، كان الإيرانيون مترددين في الامتثال لتعليمات العاملين في القطاع الصحي، مثل التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات.
وتطرق التقرير إلى نظريات المؤامرة التي روج لها المحافظون ومن بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي رفض الحصول على مساعدة طبية من الولايات المتحدة، وقال إنها قد ترسل أشخاصا بصفتهم أطباء ومعالجين، لكنهم يريدون رؤية "آثار السم الذي أنتجوه شخصيا".
وزعم خامنئي أن الفيروس "صنع خصيصا لإيران باستخدام البيانات الوراثية للإيرانيين، والتي حصلت عليها الولايات المتحدة بوسائل مختلفة".
يذكر أنه على امتداد أسابيع رفض النظام الإيراني الإقرار بتفشي الفيروس في البلاد، وتضاربت الأرقام الرسمية حول أعداد ضحاياه، ليتبين لاحقا أن هناك أزمة، رفض النظام الاعتراف بها منذ البداية.
الصحفي الأميركي من أصل إيراني جيسون رضائيان كتب في مقال سابق على "واشنطن بوست" أن طريقة تعامل النظام مع الأزمة "تزيد الأمور سوءا"، مشيرا إلى أن "الفجوة العميقة بين الشعب الإيراني وحكومته يمكن أن تسهم في انتشار المرض".
وأضاف: "يتناقض الإحساس المفاجئ بالانزعاج بشكل صارخ مع تقليل الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين سابقا من خطر التهديد الذي يشكله الفيروس".
ويقول رضائيان: "كان يمكن تجنب الكثير من المشكلات الحالية، بعدم التقليل من أهمية الأزمة"، ويضيف: "زاد المسؤولون الإيرانيون من الذعر العام الذي أرادوا تجنبه، وقوضوا شرعيتهم. الناس خائفون، وليس لديهم ثقة في قدرة الدولة على إدارة الأزمة".