شرطي عراقي يتطوع للقيام بدور "المسحراتي"

آخر تحديث 2020-05-14 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس

كلكامش برس/ متابعة 


جمع شرطي عراقي في محافظة ديالى بين واجبه المهني المتمثل في حفظ سلامة المواطنين وبين مهمة إيقاظهم للسحور خلال أيام شهر رمضان، مستعينا بمكبر صوت سيارة دورية النجدة.

ويجول الشرطي أحمد حسن في أحد الأحياء الشعبية في منطقة التحرير جنوبي مدينة بعقوبة على متن سيارة دورية أمنية في الشوارع ليس لحفظ الأمن كالمعتاد فقط، ولكن لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور في شهر رمضان، في إجراء أمني استثنائي لتفادي تفشي فايروس كورونا في البلاد.

ويجلس حسن كل ليلة في مقدمة سيارة دورية النجدة ذات اللون الأسود، وهي تسير ببطء شديد بين الأزقة والأحياء، ممسكا بمكبر صوت لينادي “سحور، سحور، سحور”، ثم يصمت قليلا قبل أن يكرر نداءه ثم يختمه قائلا “سحور يرحمكم الله”.

لكنه سرعان ما يستخدم مكبر الصوت في توجيه الناس بعدم التجمهر، قبل أن يلقي التحية على بعض الأطفال، قائلا لهم وهو يبتسم “اذهبوا إلى النوم، كورونا في الشارع”.

دور حسن الجديد فرضته الإجراءات الوقائية المشددة لمواجهة تفشي كورونا خلال شهر رمضان في محافظة ديالى ، إذ بات بديلا للمسحراتي التقليدي ضمن تغييرات جوهرية في تقاليد الشهر الفضيل.

والمسحراتي، هو رجل يجوب الشوارع والأزقة، خاصة في المناطق الشعبية، حاملا طبلة يطرق عليها بقوة بشكل متزن، وهو ينادي “سحور سحور” في ليالي شهر رمضان لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور.

ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، قال مدير إعلام شرطة محافظة ديالى العميد نهاد المهداوي، إن “المسحراتي من التقاليد الشعبية التي ترافق شهر رمضان الكريم وإحدى صوره المميزة وهو مستمر في أغلب مناطق ديالى دون استثناء”.

وأضاف أن “أزمة كورونا والمخاوف من أن يؤدي تجوال المسحراتي وتجمع الناس حوله كما جرت العادة إلى انتقال المرض دفعنا إلى استبدال المسحراتي بدوريات أمنية متنقلة لتنبيه الناس بموعد السحور”.

تم تطبيق تجربة “شرطة المسحراتي” في عدد من المناطق في ديالى في خطوة لاقت استحسانا وتفاعلا شعبيا كبيرا

وبحسب المهداوي، في ظل ظروف الحظر، تم تطبيق تجربة “شرطة المسحراتي” في عدد من المناطق الشعبية بمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، في خطوة لاقت استحسانا وتفاعلا شعبيا كبيرا.

وأثنى خالد عدوان، الذي عمل سابقا كمسحراتي، على تجربة دخول الشرطة في مجال عمل المسحراتي.

وقال إنها “تجربة رائعة تشير إلى قرب هذه المؤسسة من حاجات الناس ومتطلباتهم، وهي تقدم خدمتين في وقت واحد، إذ توقظ الناس لتناول وجبة السحور، وتنبه من خرق إجراءات حظر التجوال”.

وتابع أن “المسحراتي تقليد شعبي يرافق الشهر الكريم وهو عمل تطوعي يتم دون أجر ويضفي نكهة خاصة على شهر رمضان، بما يرافقه من أجواء تشمل تجمع الشبان والأطفال حول المسحراتي وتقديم الطعام والهدايا له تقديرا لجهده اليومي”.

وأبدت أم إبراهيم، موظفة متقاعدة في العقد السابع من العمر، إعجابها بهذه التجربة، قائلة “لم أسمع بحياتي دوريات نجدة تجوب الأحياء والأزقة، وهي تنادي على السحور”.

وأضافت أنها “تجربة مميزة تفاعلت معها، لكن تبقى للمسحراتي، ذلك الرجل الذي يشق هدوء وسكينة الليل بصوت الطبلة، نكهة تبعث في الأنفس ذكريات عقود مضت”. لكنها أكدت أن “من المهم اليوم هو المحافظة على الصحة والسلامة والالتزام بإجراءات الحظر”.

وتستغرق هذه المهمة بالنسبة إلى حسن ما بين 40 دقيقة إلى ساعة بصحبة سائق وسيارة شرطة ثانية.

وأكد حسن “أنا مسحراتي ببزة أمنية وهدفي إنساني بحت”، مضيفا “أتلقى في أغلب الأحيان عبارات الشكر والثناء من الناس ويستوقفني بعضهم لالتقاط صور تذكارية”.

وتابع “لم أفكر يوما أن أتحول إلى مسحراتي، لكنها بالفعل مهمة جميلة تقدم خدمة للناس في شهر رمضان وأرى في عيونهم رسائل امتنان لما نقوم به”.