حيرة وقلق ومخاوف من اتخاذ أي قرار. هذا ما يسيطر على مجالس إدارات اتحادات كرة القدم في الدول العربية، بسبب تفشي فيروس كورونا، وما بين استمرار تجميد النشاط أو إعادته تدريجياً، ما زالت ملاعب كرة القدم في المنطقة العربية حائرة، وتباينت القرارات من اتحاد لآخر، وفي السطور التالية نرصد تباين القرارت ومصير اللعبة الشعبية الأولى في العالم الذي بات مجهولاً.
الاتحاد التونسي
قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم استئناف مسابقة الدوري المحلي في الموسم الحالي 2019-2020 خلال شهر أغسطس (آب) المقبل بدلاً من 10 يونيو (حزيران) المقبل كما كان مخططاً لذلك. وأضاف أن مؤسسات الدولة المعنية لم تؤشر حتى الآن على استئناف التمارين الفردية والتدريبات الجماعية في الشهر الحالي، وذلك وفق السيناريو الذي وضعه الاتحاد سابقاً.
وقال واصف جليل، نائب رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، في تصريحات لـ"اندبندنت عربية"، إنه سيتم استكمال الدوري في أغسطس، مع الالتزام بجميع الإجراءات الصحية المصاحبة التي سترسل إلى الأندية في شكل قرارات، كما تقرر انطلاق الدوري في الموسم المقبل 2020-2021 بتاريخ 24 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فيما ينطلق في بقية الأقسام يوم 31 من الشهر ذاته، لافتاً إلى أن مسابقة الكأس سيتم وضع مواعيدها بحسب مقتضيات الأجندة العامة الخاصة بالموسم.
لكنه اختتم حديثه بالتأكيد على أن كل المواعيد المشار إليها تخضع دائماً لموافقة مؤسسات الدولة المعنية بضبط السياسة العامة لمجابهة جائحة الكورونا، وذلك بحسب مقتضيات الظرف الصحي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الدوري العراقي
وما زالت أندية الدوري العراقي تنتظر القرار النهائي والحاسم للموسم الحالي، الذي توقف منذ شهرين بسبب جائحة كورونا. وفي هذا الإطار سيعقد وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، الأسبوع المقبل، اجتماعاً مهماً مع وزير الصحة، لحسم موضوع الدوري وإمكانية استئناف المسابقة.
درجال يرغب في استئناف البطولة لكنه سيصطدم بعامل الزمن، لأن مسابقة الدوري في بلاده تعرضت سابقاً لتوقف دام 4 أشهر بسبب الاحتجاجات الشعبية، ومن ثم جرى استئنافها بآلية مختلفة وبمشاركة 15 فريقاً، إلا أنها توقفت بعد مرور الجولة الخامسة.
وهناك 9 جولات متبقية لحسم المسابقة، لكن الوقت يداهم أصحاب القرار والأندية استنزفت طاقتها بسبب المجهول الذي عصف بالدوري في مرحلتين من التوقف بسبب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد وكورونا.
وتنتظر الأندية العراقية قرار الإلغاء ولا ترغب في استئناف المسابقة، لأنها ترى إكمال الدوري بمثابة إرهاق بدني ومالي على عاتقها، بالإضافة لإبلاغ الأندية للاتحاد المحلي للعبة بشكل رسمي رغبتها في شطب نتائج الموسم الحالي.
الدوري السعودي
وتتجه النية داخل رابطة الدوري السعودي الممتاز نحو إلغاء الموسم الحالي، بسبب صعوبة استئنافه خلال الشهرين المقبلين، بعدما توقفت منافساته في مارس (آذار) الماضي.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن رابطة الدوري ترى أن امتداد الموسم الحالي سيؤثر في جدول الموسم المقبل، وهو ما يجعل الإلغاء الخيار الأقرب خلال الفترة المقبلة.
وأشارت التقارير أن 75 في المئة من أندية الدوري السعودي الممتاز تؤيد إنهاء الموسم، حيث أبدى 12 نادياً من أصل 16 رغبة في إلغاء المسابقة، بينما يتصدر الهلال والنصر الأندية المؤيدة لاستكمالها.
وكانت رابطة الدوري حدّدت أغسطس المقبل كموعدٍ محتمل لاستئناف المنافسات، لكنها تجد صعوبة في تنفيذ مقترح إكمال الموسم الحالي. وترغب بعض الأندية في إعارة لاعبيها الذين يريدون الرحيل في الفترة المقبلة للدوريات الأوروبية التي تستأنف النشاط.
الدوري الجزائري
من جانبه، أبدى عبد الكريم مدوار، رئيس رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم، عدم تفاؤله بإمكانية استئناف مسابقة الموسم المحلي. وقال في مؤتمر صحافي، "اقترحنا استكمال المسابقة بعد انتهاء جائحة كورونا، لكن مع استمرار الحجر الصحي، هل تمتلك أنديتنا القدرة على استئناف اللعب في يونيو؟". وأضاف "لا أعتقد أن أنديتنا قادرة على ذلك"، مؤكداً أن القرار النهائي في يد السلطات العُليا في البلاد.
وتابع "لن نتحدث عن عودة المنافسات إلا بعد رفع الحجر الصحي، حيث إن صحة المواطنين أولى، وننتظر الضوء الأخضر من السلطات قبل القيام بأي خطوة واتخاذ أي قرار".
الدوري الكويتي
في حين أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، نيته استئناف الموسم الحالي من الدوري المحلي في سبتمبر (أيلول) المقبل، على أن يصل إلى محطته الأخيرة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك شرط الحصول على الضوء الأخضر من السلطات الصحية.
وأفصح رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد، فهد الهملان، عن خطة استئناف النشاط وذلك في بيان عبر الصفحة الرسمية للاتحاد، جاء فيه "بناء على خطاب الاتحاد الآسيوي الذي يطلب من خلاله تحديد موعد استئناف الموسم الرياضي 2019-2020، قرر الاتحاد الكويتي تحديد 11 سبتمبر المقبل موعداً لاستئناف المنافسات".
الدوري الإماراتي
وهناك مطالبات في الإمارات بإلغاء بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم هذا الموسم من أجل إتاحة مساحة زمنية كافية لاستكمال بطولة الدوري الحالية قبل تدشين النسخة المقبلة من الدوري.
وذكرت تقارير صحافية في البلد الخليجي أن النية تتجه لإلغاء الموسم الحالي من بطولة الدوري، وانطلاق موسم جديد من دون أي ضغوط على الأجندة المزدحمة لهذا الموسم، التي يوجد بها استكمال دوري أبطال آسيا وتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم. وأشارت التقارير إلى أن تحديد أغسطس المقبل موعداً لاستئناف النشاط الرياضي يعد توقيتاً مبدئياً مشروطاً بانحسار فيروس كورونا بالدرجة الأولى.
كما رفضت أغلب الأندية المحترفة، مقترحاً قدمه ناديان يطالبان خلاله بإلغاء دوري تحت 21 عاماً، بسبب تكلفته العالية على خزائنهم والموازنات المالية، لكن اتفق 12 فريقاً على قيمة تلك البطولة في تطوير المواهب الصاعدة.
كما اتفقت الأندية على أهمية البطولة في تأهيل اللاعبين للفرق الأولى، بشكل "قليل التكلفة"، حيث تتراوح التكلفة بين 2 إلى 2.5 مليون درهم سنوياً، يتم تعويضها لاحقاً، سواء ببيع العناصر المؤهلة للاحتراف أو الإعارة، أو حتى بتقديم المواهب للمشاركة في دوري الخليج العربي.
الدوري المصري
وكشف مصدر مسؤول داخل الاتحاد المصري لكرة القدم، أن تصريحات مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يمكن أن تساعد في اتخاذ قرار يخص استئناف مسابقة الدوري الممتاز الموسم الحالي لكن بشروط وضوابط محددة.
وكان مدبولي صرح في مؤتمر صحافي، بأنه "اعتباراً من منتصف يونيو المقبل، سيتم الإعلان عن العودة للعديد من الأنشطة، سواء الرياضية في النوادي أو مراكز الشباب بإجراءات احترازية".
وقال المصدر "لدينا سيناريو لعودة الدوري حال تم اتخاذ قرار باستئناف النشاط في 15 يونيو المقبل"، مشدداً على أن "هذا التاريخ كان بالنسبة إلينا أقصى موعد يمكن خلاله وضع خطة تخص استئناف الدوري وفقاً لضوابط وشروط تخص الإجراءات الاحترازية وتأمين كل عناصر اللعبة بشكل يضمن السلامة".
وأضاف "بالطبع ننتظر القرار الرسمي من الحكومة وكذلك سنناقش وزير الشباب والرياضة قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن مصير الدوري".
واختتم "سيكون هناك تواصل في المرحلة المقبلة مع الوزارة واللجنة الطبية العُليا من أجل تجهيز كل الملاعب التي يمكن لها استضافة المباريات بالشكل الأمثل، وأيضاً سنتناقش مع مسؤولي الأندية لوضع كل الحلول الممكنة والاتفاق على كافة التفاصيل، وكل ناد يجب أن يتحمل مسؤولياته".
وتوجد في مصر أندية تعارض فكرة استئناف الموسم الحالي بحجة ضيق الوقت وعدم وجود فترة كافية للاستعداد.
الدوري السوري
وتترقب الجماهير في سوريا عودة الدوري المحلي، نهاية الشهر الحالي، بعد فترة توقف طويلة، بسبب أزمة كورونا. وكان اتحاد الكرة السوري وافق لفرق الدوري على البدء بالاستعداد من خلال التدريبات الجماعية لاستئناف المسابقة خلال مايو الحالي، وفقاً لضوابط وقائية، للحد من انتشار الفيروس المستجد.
وفور عودته، سيكون الدوري السوري محط اهتمام ومتابعة على المستوى العربي والقاري، خصوصاً مع توقف جميع الدوريات على كل الأصعدة.