نتانياهو: ضم أجزاء من الضفة الغربية فرصة تاريخية لن نفوتها

آخر تحديث 2020-05-25 00:00:00 - المصدر: الحرة

يحيي العالم، الاثنين، اليوم العالمي للأطفال المفقودين والذي يصادف الـ 25 من مايو سنويا، لتسليط الضوء على ما أصبح ظاهرة تورق الجميع حول العالم، حيث يُفقد نحو ثمانية ملايين طفل سنويا.

اختفاء الأطفال ظاهرة يمتد تأثيرها على أسرهم حيث تعاني من غيابهم وفترات البحث الطويلة عنهم، وهو أمر ينهك حالتهم النفسية والاجتماعية وقد يؤدي إلى تفكك بعضها، ناهيك عن تأثيرها السيء على استغلال الأطفال المفقودين وما يتعرضون له من عنف وانتهاك لجميع حقوقهم وتغيير مصيرهم ومستقبلهم.

هذه الظاهر لا تقف حدودها عند العائلة، بل تمتد للمجتمع لما تنشره من خوف لدى الأسر جراء حالات الخطف التي تتم بطرق عدة وفي أماكن مزدحمة أو مراكز تجارية.

الولايات المتحدة بدأت إحياء هذا اليوم في 1983 وذلك بعد أربعة أعوام من اختفاء طفل يدعى ايتان باتز، وتحول إلى يوم عالمي عام 2001 من خلال جهود المركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلين والمفوضية الأوروبية.

مصر.. جهود حكومية متواضعة

"في مثل هذه العيد قبل 6 سنوات نزلت ابنتي الصغيرة ندى لتشتري الحلوى من بقالة تواجه منزلنا في مدينة بنها ، كنت أتابعها من شرفة المنزل ورأيتها تعود وتدخل من باب البناية ، انتظرتها أمام الباب حتى تصعد الدرجات لكنها لم تظهر ، هرولت باحثا عنها لكنها كانت اختفت"، هذا ما يرويه تامر عبد النبي حول اختفاء ابنته ندى لموقع "الحرة".

ندى اختفت خلال دقائق معدودة في وضح النهار وفي منطقة آهلة بالسكان، وحال تامر ينطبق على نحو 1860 أسرة اختفى أطفالها خلال العام الماضي فقط بمعدل 5 حالات يوميا وفق إحصاء رسمي صدر عن خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة .

نموت ألف مرة في اليوم ولا يفارقنا الحزن

انقلبت حياة أسرة تامر رأسا على عقب بعد اختفاء ندى، وأصبح الحزن رفيقا دائما لهم " نموت ألف مرة في اليوم، تتقطع قلوبنا ولا ينقطع بكاؤنا، أصبحت حياتنا رحلة بحث عن ندى ، بحثنا عنها في كل مكان لم نترك أثرا أو دليلا إلا وتتبعناه من دون جدوى بحثنا في معظم المحافظات في محطات القطار والإشارات وأماكن تجمع أطفال الشوارع، الحزن لا يفارقنا جميعا أنا وأمها وأخواتها كانت طفلة مرحة وطيبة ولا أتصور أن يؤذيها أحد.

أصبحت عيد الفطر للعائلة يرتبط باختفاء ندى

رحلة البحث الطويلة بدأت من خلال قسم الشرطة حيث تم تحرير محضر بالاختفاء، وامتدت لتشمل المستشفيات ودور رعاية أطفال الشوارع، ومع كل معلومة أو دليل جديد يتولد أمل العثور على ندى لكنه سرعان ما يتحطم، وهو ما يعتقد تامر أنه أصعب شيء يمرون به، إذ تم القبض على سيدتين اعترفتا بخطف ندى لكنهما لم تعرفا مكان تواجدها.

وفي إحدى المرات تم العثور على جثة متحللة تشبه مواصفات ابنتي، لكن بعد تحليل الحمض النووي ثبت أنها ليست ندى، لم أفقد الأمل ولن أفعل سأظل أبحث عنها طيلة حياتي، أصبح عيد الفطر ذكرى مؤلمة لأسرتي ويرتبط بندى".

الأطفال سلعة 

يعتقد أحمد حنفي استشاري حماية الأطفال أن " الاختطاف " هو أحد أهم وسائل اختفاء الأطفال، حيث يمثلون "سلعة رائجة " لعصابات التسول التي تستخدمهم وتستغلهم في جمع الأموال، أو تجارة الأعضاء أو تجار البشر الذين يعملون على تهريب الأطفال إلى خارج مصر وبيعهم للأسر التي ترغب في التبني.

ويقول إن نحو 60 في المئة من المتسولين في الشوارع يستخدمون أطفالا ليسوا من صلبهم وإنما يتم تأجيرهم من عصابات خطف الأطفال بمبالغ يومية لاستخدامهم في التسول .

نموذج شهادة الميلاد في مصر

ويطالب حنفي بتغيير الاستراتيجية المتبعة في التعامل مع حالات الاختفاء حيث يرى أن 80 في المئة من هذه الحالات تتناقص فرص العثور بشكل كبير على الطفل بعد أول 48 ساعة من اختفاءه، ويؤكد أن الحل الأمثل لمواجهة اختفاء الأطفال هو اغلاق المنافذ التي يتم استخدامهم عن طريقها بأن يتم القبض على متسولي الشارع الذي يستخدمون الأطفال، وسن تشريعات أقوى لإجراء عمليات زرع الأعضاء، والاعتماد على بصمة القدم للتعرف على الأطفال أثناء سفرهم إلى الخارج .

الإجراءات رسمية معقدة

عدد من الإجراءات الحكومية الرسمية المتبعة حتى الآن تزيد من تعقيد البحث عن الأطفال المفقودين، وتبدأ من الإبلاغ في اقسام الشرطة عن الاختفاء، حيث تنص اللوائح على عدم تسجيل البلاغ إلا بعد مرور 24 ساعه على الاختفاء، بالإضافة إلى عدم تبادل البلاغات بين أقسام الشرطة وعدم وجود قواعد بيانات مشتركة بينها وبين دور الرعاية التي يتم تحويل الأطفال الذين تجدهم الشرطة إليها، الأمر الذي يشتت جهود الأسر في البحث ويستهلك مواردهم في البحث بالتوجه إلى كل قسم شرطة وكل دار رعاية.

أمر آخر لا يقل أهمية عما سبق وهو اقتصار شهادة الميلاد الرسمية على البيانات الأساسية للطفل والأب والأم وهو ما يخلق ثغرة كبيرة يستخدمها مهربو الأطفال للسفر بهم خارج البلاد، حيث لا تحتوي شهادة الميلاد على صورة للطفل أو بصمة كعب القدم لحديثي الولادة وبالتالي يمكن استخراج جواز سفر لطفل مخطوف استنادا على شهادة ميلاد لطفل آخر ومن ثم السفر به.

"أطفال مفقودة " جهد تطوعي لصفحة على موقع facebook تملأ الفراغ الرسمي

" class="fb-xfbml-parse-ignore" readability="6.9602122015915">

لسه بندور علي محمد... محمد احمد خفاجي 6 سنوات تغيب يوم 25 سبتمبر 2018 من محطه الرمل الميري #الاسكندريه كان بيلعب بره البيت و اختفي برجاء ممن يراه الاتصال ب 01275731019 #أطفال_مفقوده

Posted by ‎أطفال مفقوده‎ on Friday, September 28, 2018

 قبل خمسة أعوام أسس رامي الجبالي صفحة أطفال مفقودة على موقع فيسبوك بهدف استخدام تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في العثور على المفقودين من مختلف الاعمار وتحديدا الأطفال، وخلال السنوات الخمس الماضية استطاع العثور على نحو ألفي مفقود وإعادتهم إلى ذويهم، وتحولت الصفحة إلى موقع الكتروني يساعد أسر المفقودين في الدول العربية والعالم.

يقول الجبالي لموقع الحرة " إن أكبر المشكلات التي تواجه البحث عن الأطفال المفقودين هو عدم وجود الشكل المؤسسي الرسمي لمتابعة بلاغات الاختفاء وعدم وجود قاعدة بيانات متكاملة تتضمن جميع بيانات المفقود، بالإضافة إلى عدم ربط قواعد بيانات وزارة التضامن الاجتماعي بوزارة الداخلية، وانعدام الوسائل التي يمكن للأسر الإعلان فيها عن حالات الاختفاء باستثناء الصحف الورقية ووسائل التواصل الاجتماعي".

حالات الاختفاء التي تصل إلى صفحة أطفال مفقودة في تزايد مستمر لكن هذا لا يمثل الأرقام الحقيقية كما يقول رامي حيث لا يتم الإبلاغ عن جميع الحالات وليس بالضرورة أن يلجأ الأهل إلى صفحة أطفال مفقودة، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى إحصاء دقيق عن حالات الاختفاء .

ومع ذلك يرى أن هناك نمطا تسير عليه حالات الاختفاء، حيث تزداد في القرى والمناطق الفقيرة، وينفذ الخطف في معظم الحالات عن طريق سيدات منتقبات وباستخدام " توك توك " ومع عدم امتلاك معظم الاسر الفقيرة الموارد الكافية لعمليات البحث تتعمق معاناتهم .

ويشير الجبالي إلى نمط الهروب المتعمد من الأطفال كأحد مظاهر الاختفاء خصوصا في شهور الامتحانات الدراسية، حيث تهرب الحالات خوفا من العنف الأسري الممارس من قبل الأب أو الأم.

ويدير رامي مجموعة من المتطوعين للبحث عن المفقودين كما تشاركه زوجته في هذا الجهد، ويقول إنهم لا يحصلون على أي تبرعات من أي جهة لكن الضغوط النفسية التي يتعرضون لها في متابعة مئات الملفات تدفع الكثير من المتطوعين إلى البحث عن مجالات أخرى للتطوع، ووصلت في بعض الأحيان إلى التفكير بإغلاق الصفحة ".

ويشير إلى أن إحدى الحالات التي نجحنا في إعادتها كانت لطفل يعاني من إعاقة ذهنية، تم اختطافه لمدة 4 أشهر واستخدامه في التسول عندما قابل والدته للمرة الأولى بعد عثورنا عليه لم يتحمل قلبه فرحة رؤية والدته ومات بسكته قلبية. في لحظة واحدة تحولت فرحتنا وفرحة الأم إلى حزن مأساوي.
ويضيف "في بداية الأمر لم يكن هناك أي تعاون مع الجهات الحكومية، ولكن مع مرور الوقت وتكوين قاعدة بيانات كبيرة عن المفقودين هناك شكل من التعاون مع خط نجدة الطفل ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الداخلية، لكنه ليس التعاون الذي نأمله والذي يعيننا على العمل بشكل أكثر فعالية على حالات الاختفاء ".

ويطالب رامي بربط قواعد البيانات الحكومية وتغيير طريقة التعامل مع حالات الاختفاء بالإضافة إلى الزام الاسر بإصدار شهادة ميلاد جديدة عند بلوغ الطفل الخامسة من عمره وتكون متضمنة لصورة شخصية، بالإضافة الى تضمين بصمة كعب القدم لشهادات الميلاد التي تصدر للمواليد الجدد .

الأمل ... دائما موجود

بتنهيدة عميقة بدأ جاب الله العزوني حديثه لموقع الحرة عن قصة عثوره عن نجله مروان حيث اختفى عام 2010 وكان يبلغ من العمر 5 سنوات وبحث عنه لمدة 8 أعوام حتى استطاع العثور عليه في إحدى دور الرعاية وبمساعدة صفحة أطفال مفقودة.

مروان عاد لعائلته بعد 8 سنوات من الغياب

ويقول" كان لدي إحساس بأنني سأعثر عليه ، لم أفقد الأمل مطلقاً وما مررت به من الصعب وصفه أو اختصاره في كلمات قصة مروان معقدة ومرت بالعديد من الفترات الصعبة أهمها قيام ثورة يناير عام 2011 وما صاحبها من حرق لاقسام الشرطة نتج عنه احتراق البلاغات التي حررتها باختفاء ابني وبالتالي صعبت المهمة كثيرا ، كانت فترة صعبة علي وماتت زوجتي بعد عام من اختفاء مروان من الحزن الشديد عليه ... لم تتحمل الأزمة ".

" preload="auto" width="100%" readability="4.1739130434783">

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

عودة مروان

اختفى مروان عندما كان بصحبة والدته التي تعرضت لإغماء في الشارع عندما اصطحبها الناس إلى المستشفى لم يعرفوا أن معها ابنها وعثر أناس آخرون عليه في شارع مجاور واصطحبوه إلى قسم شرطة مختلف ومن ثم تم ايداعه في دار رعاية ولو كانت لدى الجميع قواعد بيانات مشتركة لعثر على مروان سريعا.

ويعتقد جاب الله أن ازمة فقد طفل لا تتوقف تأثيراتها عند العثور عليه بل تمتد لسنوات " رغم أنني عثرت على مروان منذ أربعة أعوام إلا أنني حتى الآن ما زلت أعالج السلوكيات التي اكتسبها طيلة السنوات الثمان التي عاشها بعيدا عني ، وما زلت أعالج الاثار النفسية السيئة التي غيرت من شخصية ومن طباعه يساعدني في ذلك تخصصي في علم النفس لكن الأمر ليس سهلا على الإطلاق".