مهمة أميركية تاريخية إلى الفضاء.. وبث مباشر للحدث الكبير لناسا

آخر تحديث 2020-05-27 00:00:00 - المصدر: الحرة

 تبدأ حقبة فضائية جديدة، الأربعاء، مع إطلاق شركة سبايس إكس اثنين من رواد وكالة ناسا إلى الفضاء، وهي قدرة تمتعت بها مجموعة من الدول على مدى ستة عقود وحرمت منها الولايات المتحدة لمدة تسع سنوات.

وسيشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحدث التاريخي الذي سيشهد انطلاق صاروخ "فالكون 9" والكبسولة "كرو دراغن" من منصة الإطلاق 39A في مركز كينيدي لفضاء بولاية فلوريدا، وهو المكان ذاته الذي نقل منه صاروخ "ساتورن 5" مهمة أبولو 11، أول رحلة مأهولة إلى القمر، ومنه انطلقت أول وآخر مهمات للمركبات الفضائية الأميركية.

وستكون هذه المرة الأولى التي ينطلق فيها رواد فضاء أميركيون على صاروخ أميركي ومن داخل الولايات المتحدة، منذ إحالة المركبات الفضائية إلى التقاعد في عام 2011 بعد ثلاثة عقود لها في الخدمة. 

ومن المقرر أن تنطلق المهمة التي أطلق عليها اسم ديمو-2 (Demo-2) برائدي الفضاء روبرت بينكن ودوغلاس هيرلي، إلى المحطة الدولية، في الساعة 16:32 بتوقيت شرق الولايات المتحدة ( 20:32 بتوقيت غرينيتش) إذا كانت الأحوال الجوية مواتية.

ويمكن متابعة الحدث بشكل مباشر على تلفزيون ناسا وحساباتها على تويتر وفيسبوك ويوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي. 

وقالت سبيس إكس صباح الأربعاء، إن الأحوال الجوية مناسبة للانطلاق بنسبة 60 في المئة. وإذا لزم الأمر، سيتم تأجيل الرحلة إلى يوم السبت.

وسيكون بينكن قائد العمليات المشتركة للمهمة الفضائية، حيث سيكون مسؤولا عن أنشطة مثل الالتقاء بمحطة الفضاء والالتحام بها والانفصال عنها.

أما هيرلي، الذي شارك في آخر ممهة فضائية قام بها المكوك أتلانتس في يوليو 2011، فسيكون قائد المركبة الفضائية، المسؤول عن أنشطة مثل الانطلاق والهبوط والاسترداد.

وبعد المهمة، ستنفصل كرو دراغون بشكل مستقل مع رواد الفضاء على متنها وتهبط في المحيط الأطلسي، حيث ستلتقطها سفينة الاسترداد، وفقا لوكالة ناسا.

وكانت ناسا قد أكدت ناسا على ضرورة المضي قدما في المهمة على الرغم من أزمة كورونا التي شلت نشاط القطاعين العام والخاص في شتى أنحاء أميركا، لكي تحتفظ بالطاقم الأميركي الكامل في المحطة الدولية.

ويأمل مدير ناسا جيم برادنستاين أن يجلب انطلاق كرو دراغون بعض الإثارة إلى المواطنين الذين  أرهقتهم الجائحة العالمية.

وستكون هذه الرحلة المرة الأولى في التاريخ التي تنقل فيها شركة تجارية بشرا إلى مدار الأرض، كما تشكل لحظة مهمة لوكالة ناسا وعشاق الفضاء الذين انتظروا حوالي 10 أعوام لرؤية عودة الرحلات البشرية إلى الفضاء إلى البر الأميركي. 

وكان رواد الفضاء الأميركيون بعد ذلك، يتجهون إلى روسيا حيث يتدربون على مركبات سويوز الفضائية الروسية قبل الانطلاق في مهامهم. وكلفت كل مقعد للرواد الأميركيين ناسا، ما يصل إلى 86 مليون دولار للواحد.

وقررت ناسا ألا تتنتج برنامجا جديدا للمركبات الفضائية خاصا بها، وطلبت من القطاع الخاص تطوير مركبة فضائية قادرة على حمل روادها بسلام من وإلى محطة الفضاء الدولية.

وفيما أثارت الخطوة جدلا، إلا أن الفكرة وراءها تتمثل في أن الشركات الخاصة سيؤدي إلى تقليص تكاليف ناسا ويدفع إلى الإبداع ويمنح الوكالة مزيدا من الوقت لاستكشاف المجموعة الشمسية.

وبدأ عمل ناسا مع القطاع الخاص خلال عهد جورج دبليو بوش وكان هدفه شحن المعدات والمؤن، ولاحقا خلال عهد باراك أوباما للرحلات البشرية. وقال أوباما في عام 2010 من مركز كينيدي للفضاء "قال البعض إن العمل مع القطاع الخاص بهذه الطريقة غير عملي أو غير حكيم. أنا لا أوافق على ذلك".

سبايس إكس

وأسس شركة "سبايس إكبلوريشن تكنولوجيز كورب" في عام 2002 رجل أعمال مهووس بالمريخ مصمم على كسر قواعد لعبة صناعة الطيران إلى الفضاء، هو إلون ماسك. وحازت شركته تدريجا ثقة أكبر وكالة فضائية في العالم.

وبحلول عام 2012، أصبحت أول شركة خاصة ترسل مركبة شحن إلى محطة الفضاء الدولية وترسو فيها، وأصبحت تقوم بإعادة إمداد المحطة بالمؤن والمعدات بانتظام منذ ذلك الحين. وبعد ذلك بعامين، طلبت ناسا منها القيام بالخطوة التالية: نقل روادها إلى المحطة، من خلال تكييف مركبة الشحن دراغون.

وقال ماسك في العام الماضي بعد مهمة تدريبية ناجحة غير مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية "سبايس إكس لن تكون هنا من دون وكالة ناسا".

ودفعت ناسا أكثر من ثلاثة مليارات دولار للشركة لتصميم مركبتها القابلة لإعادة الاستخدام لمدة ست رحلات فضائية مستقبلية وبنائها واختبارها وتشغيلها.

إلا أن عملية تطوير المركبة شهدت تأخيرات وانفجارات ومشكلات بالمظلات، لكن رغم كل تلك العقبات، تغلبت سبايس إكس على شركة بوينغ العملاقة.

وتدفع ناسا أيضا لشركة بوينغ لبناء مركبة ستارلاينر التي لا تزال غير جاهزة.

حضور ترامب

وسيحضر عملية الإطلاق، الأربعاء، الرئيس ترامب الذي يحاول إعادة ترسيخ الهيمنة الأميركية على الفضاء عسكريا ومن خلال العودة إلى القمر في عام 2024 أيضا.

وإذا كان بإمكان ناسا أن تعهد الرحلات الفضائية "في مدار منخفض" للقطاع الخاص، فستوفر الأموال لمهماتها البعيدة. وقال مديرها جيم برايدنستاين "نتصور مستقبلا حيث يتم تسويق المدار المنخفض بحيث تعد وكالة ناسا زبونة لكثير من الزبائن".

وتابع "إذا واصلنا استخدام أموال دافعي الضرائب الأميركية... فلن نصل إلى القمر ولا إلى المريخ".

ومركبة كرو دراغون مشابهة لأبولو، لكن تم تحديثها لتتناسب مع القرن 21، إذ حلت شاشات قابلة للمس مكان المفاتيح اليدوية، كما تهيمن على الداخل إضاءة بيضاء خفيفة.

لكنها تبدو مختلفة تماما عن المكوكات الفضائية الضخمة والمركبات المجنحة التي كانت تنقل الرواد إلى الفضاء من الأراضي الأميركية من 1981 إلى 2011.

وقال بنكن الذي قام بمهمتين إلى الفضاء في السابق مثل زميله هيرلي "نتوقع رحلة سلسة لكننا نتوقع أن تكون صاخبة".

وعلى عكس المكوكات التي انفجر إحداها وهو "تشالنجر" في عام 1986 بعد الإقلاع، يمكن أن تقذف دراغون في حالة طوارئ إذا واجه صاروخ فالكون 9 أي مشكلة.

ومن المقرر أن تلتحم كرو دراغون بمحطة الفضاء الدولية التي تسبح على ارتفاع 400 كيلومتر، الخميس، وقد تبقى هناك حتى أغسطس.

وإذا أنجزت مهمتها بنجاح، فهذا يعني أن الأميركيين لن يعتمدوا بعد الآن على الروس للسفر إلى الفضاء وستصبح عمليات الإطلاق حدثا منتظما في فلوريدا مرة جديدة.