تراجعت أسعار النفط متجهة صوب تسجيل أول انخفاض أسبوعي في خمسة أسابيع، بعد أن أظهرت بيانات المخزون الأميركي طلباً فاتراً على الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم، بينما يضغط تفاقم التوتر بين واشنطن وبكين على الأسواق المالية العالمية.
وفي وقت متأخر من الجلسة، أمس، تراجع خام "برنت" 43 سنتاً أو ما يعادل 1.2 في المئة إلى 34.86 دولار للبرميل. وبلغ خام "غرب تكساس الوسيط" 33.14 دولار للبرميل، منخفضاً 57 سنتاً أو ما يعادل 1.7 في المئة. ويتجه الخامان القياسيان صوب تحقيق أكبر مكسب شهري في سنوات، إذ تلقى الأسعار الدعم من تخفيضات للإنتاج وتفاؤل بشأن تعافي الطلب بقيادة الصين، وفقاً لما يقوله محللون.
ويمضي خام "غرب تكساس الوسيط" على مسار الصعود بنسبة 76 في المئة في مايو (أيار) الحالي، وهو أكبر مكاسبه الشهرية على الإطلاق، بينما صعد خام "برنت" بنحو 38 في المئة، وهو أقوى ارتفاع شهري منذ مارس (آذار) 1999.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
السعودية تقود أكبر خفض في إنتاج "أوبك"
وأظهر مسح حديث، أن إنتاج "أوبك" بلغ أدنى مستوى خلال عقدين في مايو، حيث بدأت السعودية وأعضاء آخرون في المنظمة تنفيذ خفض قياسي للإنتاج، على الرغم من أن نيجيريا والعراق تعثرتا في تنفيذ حصتيهما من التخفيضات. وفي المتوسط، خلص المسح الذي أجرته وكالة "رويترز"، إلى أن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" البالغ عددهم 13 قاموا بضخ 24.77 مليون برميل يومياً هذا الشهر، بانخفاض 5.91 مليون برميل يومياً مقارنة مع رقم مُعدل في أبريل (نيسان) الماضي.
واتفقت "أوبك" وحلفاؤها الشهر الماضي على خفض الإنتاج لتعويض انخفاض في الطلب والأسعار ناجم عن أزمة فيروس كورونا. وساعد تخفيف إجراءات العزل العام الحكومية وانخفاض المعروض أسعار النفط على أن ترتفع لأكثر من مثليها مقارنة مع أدنى مستوى في 21 عاماً عند ما يقل عن 16 دولاراً للبرميل في أبريل.
وقال دانيال جيربر، الرئيس التنفيذي لشركة "بترو لوجيستيكس"، التي تقيم إمدادات "أوبك" عبر تتبع شحنات الناقلات، إن "المنظمة حققت بداية قوية في مايو مع أحدث خفض لإنتاجها، عبر خفض الإمدادات خمسة ملايين برميل يومياً مقارنة مع شهر أبريل".
وأضاف "لكن الامتثال أبعد ما يكون عن المثالي. مع أقل من أربعة أسابيع بين تبني وبدء الاتفاق، التزمت عدة دول بالفعل بأحجام للمشترين ولم تتمكن من خفض الإمدادات إلى المستويات المتفق عليها".
واتفقت "أوبك" وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، على خفض الإمدادات بقدر قياسي 9.7 مليون برميل يومياً اعتبارا من أول مايو. وتبلغ حصة "أوبك" نحو 6.084 مليون برميل يومياً. وخلص المسح إلى أنه منذ بداية الشهر الحالي، خفضت "أولك" 4.48 مليون برميل يومياً من الخفض المتعهد به، بما يعادل امتثالاً بنسبة 74 في المئة.
أدنى إنتاج لـ"أوبك" منذ عام 2002
وتشير البيانات والأرقام إلى أن إنتاج "أوبك" في مايو سيكون الأدنى منذ عام 2002، باستثناء تغييرات العضوية منذ ذلك الحين. وجاء الانخفاض الأكبر من السعودية، التي ضخت النفط بمعدل قياسي بلغ 11.7 مليون برميل يومياً في أبريل. ومن المتوقع أن يواصل الإنتاج في هذا البلد الخليجي الانخفاض في يونيو (حزيران) المقبل.
كما قلصت الإمارات والكويت الإنتاج بقوة وفقاً لما قالته مصادر في المسح. وكان البلدان يضخان النفط بمعدل قياسي في أبريل. وخفض العراق، الذي تعثر في تنفيذ التخفيضات في 2019، الإنتاج وفقاً للمسح عقب تراجع الصادرات من جنوب البلاد على الرغم من أن معدل امتثاله البالغ 33 في المئة يقل كثيراً عن معدل التزام أعضاء "أوبك" الخليجيين.
وكشف المسح أن نيجيريا، التي تتعثر في الأداء أيضاً، نفذت 19 في المئة فقط من خفض الإنتاج المتعهد به، وقلصت فنزويلا وإيران الإنتاج في مايو، بينما استقرت إمدادات ليبيا. والدول الثلاث معفاة من التخفيضات الطوعية بسبب عقوبات أميركية أو مشكلات داخلية تكبح الإنتاج.
وتشهد إيران انخفاضاً في استهلاك الوقود بسبب تفشي فيروس كورونا، ما فاقم أثر العقوبات على الإمدادات، في حين سجلت فنزويلا، التي تكافح العقوبات الأميركية وتراجعاً طويل الأمد في الإنتاج، انخفاضاً آخر في الصادرات.
وانخفض إنتاج النفط في ليبيا منذ 18 يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب إغلاق موانئ وحقول من جانب مجموعات موالية للقائد العسكري خليفة حفتر المتمركز في شرقي البلاد. وخلص المسح إلى أن متوسط إنتاج البلد الواقع في شمال أفريقيا بلغ في المتوسط 100 ألف برميل يومياً في مايو.
إنتاج النفط الأميركي يواصل التراجع
في سياق متصل، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير شهري، إن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 28 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل 0.2 في المئة، في مارس إلى 12.716 مليون برميل يومياً. ويتباطأ الإنتاج الأميركي الكبير للخام على خلفية زيادة المعروض وقلة الطلب بسبب جائحة فيروس كورونا.
فيما انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة للأسبوع الحادي عشر على التوالي، كما تراجعت منصات الغاز الطبيعي خلال الفترة نفسها.
وأظهرت بيانات شركة "بيكر هيوز"، أن الشركات الأميركية أغلقت 15 منصة للتنقيب عن النفط في الأسبوع المنتهي اليوم لتصل إلى 222 منصة. كما تراجع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي منصتين خلال الأسبوع الحالي ليسجل 77 منصة، بينما تم إغلاق أخريين للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي معاً خلال الأسبوع الحالي.