حوالات مالية كبيرة لنساء "داعش" في مخيم الهول شمال شرقي سوريا تعزز مخاطر عودة التنظيم

آخر تحديث 2020-06-01 00:00:00 - المصدر: نورث برس

من وراء الواجهة الإنسانية لتحويل الأموال من جميع أنحاء العالم إلى زوجات وأطفال "تنظيم الدولة" (داعش) في مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، تحت مسميات كالزكاة والتضامن الاجتماعي يكمن واقع خطير يتمثل بتهريب الأسلحة وجمع الأموال لأجل إعادة هيكلة التنظيم واستعادة قوته.

 

وقال رشيد، الذي يعمل في مكتب للحوالات المالية في سوق القطاع المخصص لزوجات مسلحي التنظيم، لـ نورث برس: "تتلقى بعض نساء داعش مبالغ مالية كبيرة، تتجاوز /3000/ دولاراً شهرياً، من أقاربهن وأصدقائهن في مناطق المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب وأيضًا من الخارج، ومعظم تلك الحوالات تأتي من تركيا وعدة دول أوروبية".

 

ويوجد نحو /11/ألف امرأة وطفل من عوائل مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من حوالي /54/ دولة محتجزين في جزء منفصل من المخيم يعرف بقسم الأجانب أو المهاجرات، في حين أن نحو /56/ ألف شخص، بمن فيهم لاجئون عراقيون ونازحون سوريون، يعيشون في الجزء الآخر من المخيم، الذي يحتوي على سوق كبير وفيه العديد من مكاتب تحويل الأموال.

 

ويخضع مخيم الهول وعشرات المخيمات الأخرى التي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وقوى الأمن الداخلي (الأسايش).

 

وفي حين أن الوصول إلى مخيم الهول يخضع لإجراءات صارمة للغاية، إلا أن قدرة ساكنيها على تلقي الأموال المرسلة من الخارج تمثل تحدياً جديداً لسلطات المخيم.

 

استلام وادخار مبالغ ضخمة

 

وقالت سلطات المخيم إن هناك العشرات من منظمات الإغاثة الدولية، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، تعمل في المخيم، وتوزع سلال الطعام شهرياً، بالإضافة إلى المواد غير الغذائية مثل البطانيات والإسفنجات ومدافئ "الكيروسين" لفصل الشتاء والمراوح لفصل الصيف، بالإضافة إلى إمدادات طبية تتبرع بها منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة الهلال الأحمر الكردي المحلية.

 

وقال أحمد، وهو بائع لديه متجر متنقل ويأتي إلى سوق قسم المهاجرات في المخيم كل يوم: "تنفق امرأة لديها بضعة أطفال حوالي /10-15/ ألف ليرة سورية يومياً، أي نحو /450/ ألف ليرة سورية (250 دولاراً أمريكياً) على الجوز والعصير والحلويات، والتي نطلق عليها أطعمة الرفاهية، والتي لا يقدر اللاجئون والنازحون على شرائها مطلقاً في القسم الآخر".

 

وأضاف أحمد أن بعض عائلات التنظيم تتلقى أكثر من /2000/ دولاراً شهرياً، لكنها تنفق /300/ دولاراً كحد أقصى.

 

وقال عمر، وهو طفل أوزبكي يبلغ من العمر /9/ سنوات أنه يشتري الآيس كريم لإخوته كل يوم، وإن والدته تطهو الدجاج والأرز كل يوم تقريباً. "أمي لديها الكثير من المال، وقالت إنها توفرها لنا وأننا سنحتاجه عندما نكبر".

 

ولا يوجد سوى مكتب واحد لتحويل الأموال في قسم عائلات التنظيم في المخيم، حيث أنشأت سلطات المخيم سوقاً منفصلاً قبل بضعة أشهر للنساء الأجنبيات من أجل منعهن من التبضع في السوق الرئيسي للمخيم بعد أن تكررت حوادث طعن من قبل نساء روسيات لعناصر من الأمن الداخلي في السوق الرئيسي عدة مرات الصيف الماضي.