ألترا عراق ـ فريق التحرير
لم يوفر رواد ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، منذ يوم أمس الاثنين، حرفًا لقضايا لا تخص حادثة اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي قرب منزله مساء أمس، حتى امتلأت قائمة الترند العراقي في تويتر بوسوم وجمل متعلقة بالقضية وحدها، لتتراكم "الاتهامات" صوب كتائب حزب الله بشكل صريح وعلى وجه التحديد.
للعراقيين تجارب سابقة "متشائمة" من تشكيل اللجان التحقيقية، التي لم تتوصل لمدانين، بل تنتهي دومًا إلى تقييد جرائم الاغتيال ضد "مجهول"
وسم "#كتائب_حزب_الله_تغتال_الهاشمي" أصبح على رأس قائمة الوسوم المتداولة في العراق، بآلاف التغريدات التي استعرضت نشاط الهاشمي وربطه بحديثه المكثف عن "خلايا الكاتيوشا" التي أصبحت الابن الصريح للكتائب بعد عملية الدورة.
اقرأ/ي أيضًا: اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي.. ماذا قال في آخر كلماته؟
ولم يتوقف أمر الاتهام الموجه لكتائب حزب الله على التحليل والتفسير فحسب، بل عززت الرسائل والمحادثات الخاصة بين الهاشمي وبعض المقربين منه، الإصرار على توجيه أصابع الاتهام على هذا الفصيل، لما احتوته المحادثات من تأكيدات سابقة للهاشمي حول تعرضه لتهديدات بالتصفية من قبل كتائب حزب الله، ولا سيما بعد تغريداته التي رافقت عملية الدورة، وجهده في تفصيل هيكلية الحشد الشعبي وفصائله وشخوصه، فضلًا عن تحليلاته الأمنية التي انفرد بها حول "خلايا الكاتيوشا" ومراقبة نشاطاتها.
وعمد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى إعادة نشر تغريدات سابقة وهامة للهاشمي، اعتبروا أن لها علاقة في تعزيز الاتهامات الموجهة لكتائب حزب الله، ومن بينها، تغريدة تعود لشهر آذار/مارس الماضي، نشر فيها الهاشمي صورة لقيادي في الحشد يدعى "حسين مؤنس" قال إنها تعود للمسؤول الأمني لكتائب حزب الله وصاحب الحساب المجهول الذي يحمل اسم "أبو علي العسكري" والذي كان لسان "التهديدات" الصريحة باسم كتائب حزب الله، والذي سبق وأن قام بتهديد رئيس الجمهورية برهم صالح، فضلًا عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وشهد موقع تويتر، تغريدات لعناصر في الفصائل المسلحة "استبشرت" باغتيال الهاشمي، في الوقت الذي يقود جمهور الفصائل حملة "تبرئة" الفصائل من دم الهاشمي، ورمي التهمة تارة على الولايات المتحدة الأمريكية وتارة أخرى على تنظيم "داعش".
وانتشر خبر "مزور" يظهر تبني تنظيم "داعش" عملية الاغتيال، إلا أن مختصين بالتحقق من الأخبار وتشخيص الزائفة منها، أكدوا تزوير الخبر، وعدم وجود أي تبني من هذا النوع في المواقع الرسمية للتنظيم.
"تشكيل لجنة".. ويأس غاضب
لم يعجب بيان وزارة الداخلية العراقية حول الحادثة، الكثير من المغردين والإعلاميين، بعد أن اعلنت الوزارة تشكيل لجنة تحقيقية للتوصل إلى الجناة، بينما لدى العراقيين تجارب سابقة "متشائمة" من تشكيل اللجان التحقيقية، التي لم تخرج يومًا بنتائج واضحة والتوصل إلى مدانين، بل تنتهي دومًا إلى تقييد جرائم الاغتيال ولا سيما تلك التي تطال ناشطين وإعلاميين ضد "مجهول".
وبالرغم من اليأس من أن تفضي نتائج اللجنة التحقيقية لوزارة الداخلية إلى التوصل للجناة وكشفهم بشكل صريح، إلا أن إصرارًا واضحًا كما يبدو من التغريدات على كشف الجناة وعدم السكوت على نتائج التحقيق كسابقاتها من اللجان من قبل معظم "الغاضبين" من اغتيال الهاشمي.
اقرأ/ي أيضًا:
وثق الانتهاكات وشخّص الطرف الثالث.. لماذا قتل عبدالصمد فورًا بعد هذا الفيديو؟
الأسئلة التي لا يُجيب عنها أحد في العراق