سلاحها السرقة والتجسس.. الصين تسعى للسيطرة على الذكاء الاصطناعي

آخر تحديث 2020-07-12 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس

كلكامش برس/متابعة

دخلت الصين في منافسة مع الولايات المتحدة للاستحواذ على مجالات الذكاء الاصطناعي، والذي تستخدمه ليس لأغراض اقتصادية فقط، بل لأغراض سياسية وتجسسية.

الصين تسعى للسيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولكنها لا تبحث عن ذلك من خلال التطوير فقط، إنما تستخدم السرقات ومحاولات اختراق الأمن القومي للدول، خاصة الولايات المتحدة.

ويدعو تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" واشنطن لضرورة التنبه إلى ما تقوم به بكين واهتمامها بالتكنولوجيا الناشئة، والتفكير بعمق سياسيا وتكنولوجيا فيما تقوم به الصين من خطوات.

ورغم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ظهرت منذ فترة قصيرة، إلا أنها أخذت زخما كبيرا مع جائحة كورونا المستجد، حيث أصبحت ضرورية لتطبيقات تستخدم الخوارزميات وتحليل البيانات من أجل تتبع الفيروس، وانتشاره في المدن الصينية.

وللذكاء الاصطناعي، فوائد جمة ولكنه لا يخلو من المخاطر أيضا، ورغم أنه يتعلق بإتاحة الإدراك للآلات المختلفة وتمكنيها من اتخاذ قرارات بشكل مستقل، إلا أنه لا يزال يقتصر في المرحلة الحالية على تعليم الآلة، فيما تسعى الصين إلى الوصول إلى أبعد من ذلك.

اللجنة الأميركية للمراجعات الاقتصادية والأمنية مع الصين كانت ذكرت في تقريرها لعام 2019 أن خطة تطوير الذكاء الاصطناعي من الجيل الثاني التي أصدرتها الصين في 2017 تمثل تحولا في نهجها تجاه هذا المجال، واعتباره أساسا لقدرتها التنافسية الاقتصادية الشاملة.

ورغم تأخر الصين في هذا المجال مقارنة مع الولايات المتحدة، إلا أنها بدأت بردم الفجوة حيث تشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للملكية الفكرية "ويبو" إلى أن بكين أصبحت تتصدر براءات الاختراع الصادرة عن مؤسسات البحث العامة.

وهذا لا يعني أن الصين سرعت من وتيرة البحث والتطوير في البلاد بقدر ما أنها حفزت أجهزتها المختلفة في مجالات السرقة والتجسس. ولتضمن عدم ملاحقتها دوليا، سعت بكين إلى تثبيت تعيين مرشحها لرئاسة "ويبو"، وهذا ما سيعني أنها ستكون محمية من أية عواقب تتعلق بحقوق الملكية الفكرية والتجسس، حسب ناشونال إنترست.

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية كريستوفر راي كان قد كشف خلال الأسبوع الماضي أبرز ممارسات الصين في سرقات الملكية الفكرية من الولايات المتحدة، والتي تقوم بها من خلال طرق عديدة أبرزها بإغراء العلماء على سرقة أسرار الاختراعات المختلفة ونقلها لهم.

وقال في حديث له بمعهد هادسون للأبحاث إن الصين تستخدم أدوات اقتصادية وسياسية وتكنولوجيا في خدمة أهداف الحزب الشيوعي الحاكم، حيث تحاول سرقة الأفكار الإبداعية الأميركية، مشيرا إلى أنه يتم فتح تحقيق داخل الولايات المتحدة كل 10 ساعات يتعلق بالصين بهذا الإطار.

وأشار إلى أن التحقيقات أظهرت أن الصين تستخدم الاختراقات السيبرانية أو حتى سرقة المعلومات والبيانات والأفكار، وهو ما يشرف عليه جهاز الاستخبارات الصيني وشركات خاصة مختلفة وحتى طلبة دراسات عليا مثل برنامج "الألف موهبة" الذي كانت تشرف عليه، إذ أنها تريد سرقة الملكية الفكرية للعديد من المشاريع التكنولوجية المتقدمة هنا، سواء كانت اقتصادية وحتى عسكرية من أجل منافسة الولايات المتحدة.

وقدم راي أمثلة على نشاطات الصين غير الشرعية، من خلال استقطابها للباحث هو جنتان، الذي انضم لبرنامج الألف موهبة الصيني، وقام بسرقة أفكار ومعلومات إبداعية سرية تقدر قيمتها أكثر من مليار دولار، بالإضافة إلى عالمة في تكساس تم سجنها مطلع العام الحالي، حيث قامت بسرقة معلومات حول تكنولوجيا تطوير غواصات، وقدمتها للصين.

وسرقت  الصين معلومات تفصيلية حول مشروع تقني يتعلق بتطوير تكنولوجيا لاسلكية أمضت شركة أميركية أكثر من 20 عاما في تطويره.

وهذه الحوادث جزء من بين 1000 تحقيق قامت الـ "FBI" برصدها تتعلق بسرقة الملكية الفكرية لتكنولوجيا أميركية ونقلها للصين، حيث يوجد نحو 56 مكتبا متخصصا تابع للوكالة يقوم بدراسة هذه التحقيقات ومتابعتها، حيث تضاعفت أعداد هذه الحوادث خلال العقد الماضي بـ 1300 مرة، وهو ما يسبب ضررا للاقتصاد الأميركي.

ورصد مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضا عمليات ومحاولات اختراق من قبل قراصنة عسكريين صينيين تستهدف معلومات عسكرية أميركية وحتى معلومات تفصيلية حول ملايين الأميركيين.

ووصف راي الصين بـ"القائدة" لهذه الممارسات غير الشرعية التي تغذي بها بكين تنمية الصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت وتيرتها 1300 في المئة خلال العقد الماضي.