كلكامش برس/
اثار اختطاف الناشطة الألمانية، هيلا ميفيس، الاثنين، من أحد شوارع بغداد هلعا كبيرا بين صفوف الناشطين العراقيين، في حين قال مصدر حكومي إن السلطات لا تزال تبحث عن الفاعلين.
ومن بين عشرة ناشطين، رفض نحو سبعة الحديث بسبب "مخاوف على السلامة"، فيما طلب ثامن إخفاء هويته.
وقال أحد الناشطين إن "هيلا كانت صورة جميلة، وغريبة، في شوارع بغداد التي يسيطر عليها المسلحون المتشددون"، مضيفا أن "أوروبية شقراء تتجول في بغداد على دراجة هوائية ليلا ونهارا، ربما كان هذا وجه بغداد في السابق لكن يبدو أن المسلحين يريدون طمس هذا الجانب تماما من ذاكرة البغداديين".
ويقول الناشط، طالبا عدم كشف هويته، إن "هيلة الكرادية، كما تحب أن تسمي نفسها نسبة لحي الكرادة في بغداد، كانت موجودة في التظاهرات بشكل مستمر توثق بكاميرتها أحداث القمع وتتكلم لوسائل الإعلام الألمانية والأوروبية، وقد يكون هذا سببا آخر لاستهدافها".
وقالت الناشطة نوف عاصي إن "هيللا هي إنسانة بسيطة يعرفها جميع سكان الكرادة وشارع أبو نؤاس لأنها معتادة على التجول بالدراجة هناك".
وتضيف عاصي "قدمت هيلا الدعم لعشرات الفنانين الشباب، بل إنها ساهمت بحصول بعضهم على منح دولية أو إشراكهم في معارض فنية لزيادة خبرتهم".
وقال مصدر حكومي إن السلطات العراقية تعتقد أن الخاطفين "غير عراقيين".
وكشف المصدر، الذي يقول إنه قريب من النقاشات بشأن الحادث، عن أن "الحكومة كانت تعتقد أن الخاطفين هم مجموعة من كتائب حزب الله العراقية"، لكنه قال إن "الكتائب نفت، عقب وساطة قام بها رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض، أي دور لها في الحادث".
وتداول ناشطون شريط فيديو يعتقد أنه لعملية الاختطاف، تظهر فيه مجموعة تستقل باصا صغيرا، مع سيارات متوقفة بشكل يحجب رؤية الكاميرا، ثم يظهر فيه راكب (أو راكبة) دراجة وهم يجبرونه على الصعود في الباص.
وبدأت ألمانيا تحقيقاتها لمعرفة مصير هيلا، وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الثلاثاء، أن وزارته بدأت النظر في القضية من أجل إيجاد "حل يضمن الشخص المعني وأمنه وسلامته"، دون أن يضيف أي تفاصيل.
وتعيش الألمانية "هيلا" منذ سنوات في بغداد، وقد استقرت في العاصمة العراقية "لأنها تحب الشمس والمنازل التراثية"، بحسب صديقتها الفنانة العراقية ذكرى سرسم.
وقالت سرسم إن "مشروع تركيب الذي أسسته عام 2015 و قدم أول عروضه في برج بابل، حقق أصداء كبيرة و أسهم في تحقيق حلم عشرات الشباب ليقدموا مشاريعهم الفنية و عروضهم".
وبحسب سرسم فإن عمل هيلا أتاح الفرصة للعشرات أو المئات من العراقيين لتقديم أعمالهم الفنية أو تعلم اللغة والموسيقى.