لاجئ عراقي يضمن مكانا له في جامعة كامبريدج

آخر تحديث 2020-08-18 00:00:00 - المصدر: اندبندنت عربية

جاء براق أحمد إلى بريطانيا مع جدّته وهو طفل كي يتلقّى علاجاً طبّياً عاجلاً لخلل خلقي في وركه. وحين غدت العودة إلى العراق غير آمنة، مُنح الطفل وجدّته حقّ اللجوء في المملكة المتحدة.

براق اليوم بات واحداً من مجموعة فتيان وفتيات يحتفلون بنتائجهم المدرسية الباهرة هذا الأسبوع، بعدما حصل على أربع علامات أ منَجمة (A*). وقد ضمنت له تلك النتيجة مكاناً في جامعة كامبريدج لدراسة الطب كي يصبح طبيباً في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS.

وكانت الجدّة، سعديّة خطاب، اصطحبت حفيدها إلى المملكة المتحدة وهو في سن الثالثة، بعدما باع أهله منزلهم في العراق كي يؤمّنوا المال الكافي لإجراء عملية جراحية عاجلة له في بريطانيا. ومع استعار الحرب في بلده الأم لم يعد بإمكان الصبي العودة إلى إهله، فبقي ليكمل حياته في كارديف. ولم يكن براق يجيد الإنجليزية حين بدأ الذهاب إلى المدرسة، بيد أنّه سرعان ما تفوّق ونبغ في دراسته. وهو، إذ خضع سلفاً لثماني عمليات في وركه نتيجة خلل خلقي، فإنّه ما زال ينتظر عملية لاستبدال الورك في جانبه الأيسر، التي تأجّلت بسبب جائحة كورونا.

واعتبر الفتى في حديث أجرته معه وكالة SWNS الإخبارية البريطانية، أن اللطف والعناية اللّذين تلقّاهما من أفراد "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" منحاه هذا الطموح في أن يصبح طبيباً. وقال براق في حديثه إنّه و"بفعل قضاء وقت طويل في المستشفيات، والأوقات الأسعد في حياتي برعاية الممرضات الرائعات، قرّرتُ رهن حياتي بمساعدة الآخرين مِمَّن يتكبّدون المعاناة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان تعذّر على الفتى رؤية والديه، دريد عبد الله ورؤى يوسف، طوال عشر سنوات بعد أن أجبرتهم الحرب على مغادرة المنطقة التي وُلد فيها. وللشريكين اليوم ثلاثة أبناء آخرين، وهم يعيشون معاً في بلجيكا. وتحدّث براق عن أهله وإخوته هؤلاء، قائلاً "أدركتُ الآن، عندما كبرت، مدى اقتران ذلك الوقت، بالنسبة إلى أهلي وإخوتي الثلاث الأصغر، بالقلق".

في هذا الإطار، وعن حيثية إقامة براق في بريطانيا، فقد كان عمّه وعمّته انتقلا أيضاً إلى كارديف، وهما بالتالي وجّها دعوة إلى براق وجدّته للعيش معهما، خصوصاً أن الجدّة تقدّمت في السن. ومع تردّي حالة ورك براق حين بلغ عمر المراهقة، قضى الفتى مزيداً من الوقت في الانكباب على دروسه وضمن لنفسه منحة دراسية في "مدرسة كارديف الحكومية" Cardiff Six Form College. واستناداً إلى مستوى علاماته الرفيع (مستوى أ)، الذي يُتيح له دراسة الطب، شارك براق في مناقشاتٍ في جامعتَيْ أكسفورد وكامبريدج وغدا عضواً ناشطاً في "جمعية الأخلاقيات الطبّية" Medical Ethics Society التي يديرها طلاب. وحقّق علاماته الأعلى في مواد الاقتصاد والرياضيات وعلم الأحياء والكيمياء.

من جهته، تحدّث مع وكالة SWNS الإخبارية، مدير مدرسة كارديف الحكومية غاريث كوليير، عن النتائج الأكاديمية الاستثنائية التي حقّقها براق أحمد وذكر "على الرغم من بداية حياته المكتنفة بالصدمات، وباستمرار انفصاله عن أهله وقساوة العلاج الطبّي الذي خضع له لتخفيف آلامه اليومية، فإن براق لم يستسلم لتلك الصعوبات". وأضاف السيد كوليير قائلًا "بل على العكس، فإنّ تلك الأمور مدّت براق بمزيد من القدرة على الصمود والإصرار على النجاح وتلقّف كلّ فرصة أُتيحت له في المدرسة". وأشار كوليير في الختام إلى أن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا" تحتاح إلى أشخاص مثل براق أحمد، وأنا شديد السعادة من أجله".