وصلت الاستعدادات لربط شبكة الكهرباء العراقية بشبكة الكهرباء السعودية وغيرها من شبكات دول الخليج مرحلة متقدمة، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال. وتستعد السعودية والعراق للاتفاق على التفاصيل النهائية لمشروع الربط الكهربائي، وطرح المناقصات خلال فترة وجيزة.
وذكرت الصحيفة أن مشروع الربط الكهربائي من شأنه تقليل اعتماد العراق على استيراد الكهرباء من إيران، إضافة إلى مشاريع مشتركة أخرى بين العراق والسعودية ودول خليجية أخرى كالكويت والإمارات ستساعد بغداد في الابتعاد عن إيران.
ونوقش موضوع الربط الكهربائي خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لواشنطن قبل أيام، ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأركان إدارته. ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين عراقيين وأميركيين قولهم إن واشنطن تشجع العراق على تعزيز علاقاته مع السعودية ودول الخليج والابتعاد عن إيران.
ونقلت الصحيفة عن وزير المالية العراقي علي علاوي قوله إن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية "على وشك الانتهاء من تفاصيله وطرح المناقصات على المنفّذين". وأضاف الوزير العراقي خلال ندوة المجلس الأطلنطي عبر الإنترنت، أن شبكة الكهرباء العراقية سيتم ربطها مع شبكة كهرباء السعودية والكويت.
وأكد متحدث باسم وزارة الطاقة السعودية المشروع، ونقلت عنه وول ستريت جورنال قوله إن الاتفاق "يتقدم نحو الاكتمال" ويشمل الربط المباشر بين العراق والسعودية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية فإن المسؤولين العراقيين والسعوديين يبحثون مشاريع مشتركة أخرى، بينها مشاريع في مجال الطاقة بمليارات الدولارات. وأضاف التقرير أن السعودية بدأت مباحثات الاستثمار في مشروع حقل أرطاوي العراقي بكلفة 2.2 مليار دولار، والذي يهدف للاستفادة من الكميات الهائلة للغاز الطبيعي فيه، وتحويلها لإنتاج الكهرباء. وذكرت الصحيفة أن المسؤولين العراقيين والسعوديين أكدوا خبر المباحثات حول الاستثمار السعودي في المشروع.
كما تدرس السعودية أيضاً مشروع استثمار مشترك لإنتاج الطاقة الشمسية في العراق، وتصدير الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في السعودية للعراق، بحسب ما أضاف المتحدث باسم وزارة الطاقة السعودية ونقله تقرير الصحيفة.
وفي غير مجال الطاقة، تبحث السعودية والعراق إنشاء استاد رياضي يتسع لـ 100 ألف شخص بكلفة مليار دولار في بغداد، تموله وتقوم بإنشائه شركات سعودية.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية جددت إعفاء العراق من العقوبات المفروضة على إيران، بما يسمح لبغداد باستيراد الكهرباء من إيران لمواجهة مشكلات الانقطاع المتكرر للتيار في المدن العراقية. لكن واشنطن تشجع أيضاً حكومة الكاظمي على إيجاد البدائل لتقليل الاعتماد على إيران. وأشار التقرير إلى أن عملية الربط الكهربائي لن تكون سهلة، وستواجه تحديات مثل ضرورة تحديث الشبكة العراقية للتمكن من حمل التيار الكهربائي من الشبكة السعودية أو الشبكات الخليجية. لكن عملية التحديث والتطوير لن تستغرق أكثر من عام.
وقال وزير المالية العراقي إن الربط الكهربائي بين السعودية والعراق ودول خليجية أخرى يعني أن "الاعتماد على واردات الغاز والكهرباء من إيران سيبدأ في التراجع بشكل كبير من العام المقبل".
ويسعى العراق لتعزيز علاقاته التجارية والاقتصادية مع السعودية ليعدل ميزان اعتماده التجاري مع إيران التي يصل حجمها سنوياً إلى 10 مليارات دولار، بينما تقل التجارة مع السعودية عن نصف مليار دولار سنوياً.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال للصحافيين في واشنطن الخميس إن الإدارة الأميركية تشجع حكومته على تعزيز التعاون الخليجي، وأنها سهلت اجتماعات بين مسؤولين عراقيين ومسؤولين من السعودية ودول خليجية أخرى خلال الفترة الماضية.