التوصل لخيوط منفذي الاغتيالات في البصرة.. هل سيتكرّر سيناريو قتلة الهاشمي؟

آخر تحديث 2020-08-25 00:00:00 - المصدر: الترا عراق

ألترا عراق ـ فريق التحرير

أضيفت إلى قائمة الاختبارات التي تواجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مؤخرًا أزمة محافظة البصرة، إذ شكلت سلسلة الاغتيالات التي طالت ناشطين في الاحتجاجات بالمحافظة ذعرًا لدى جميع المحافظات، خاصة بعد التسريبات عن وجود قائمة اغتيالات لناشطين في جميع المحافظات التي شهدت احتجاجات.

قال النائب عن محافظة البصرة عامر الفايز إن العراقيين اعتادوا الوعود في اللحظات الساخنة، ولكن نأمل أن تنفذ هذه المرة

 إثر ذلك، لم يكتفِ الكاظمي بإقالة قائد شرطة المحافظة ومدير الأمن الوطني، وذهاب وزير الداخلية عثمان الغانمي إلى هناك، إذا توجه بعد عودته من واشنطن مباشرة إلى هناك، وعقد اجتماعًا أمنيًا وزار بعدها منزل الناشطة ريهام يعقوب التي اغتيلت بنيران مسلحين مجهولين وسط المدينة.

اقرأ/ي أيضًا: بعد الاغتيالات في البصرة.. تظاهرات ومطالب بإقالة "حليف الفصائل"

وفي مشهد يعيد إلى الأذهان زيارة رئيس الوزراء إلى منزل هشام الهاشمي بعد اغتياله، قال الكاظمي لعائلة يعقوب "أقسم أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، وأن دماء الشهيدة والشهيد هشام الهاشمي، والشهيد تحسين أسامة لن تذهب هدرًا".

وخلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة، قال الكاظمي إن "وجوده في المحافظة جاء لأمر استثنائي، وأنتظر منكم عملًا جادًا، وعليكم الكشف عن المجرمين بأسرع وقت"، مبينًا أن "جماعات خارجة عن القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة، وهي تشكل تهديدًا لهم ولجميع العراقيين"، رافضًا "أي شكل من أشكال التدخلات السياسية في العمل الأمني، كما شدد على وجوب العمل بكل الإمكانيات لتوفير الأمن لأهالي البصرة"، لافتًا إلى أن "هناك مجرمين يرتكبون عمليات اغتيال، لكن لم نرَ عملًا يوازي خطورة هذه الجريمة".

وبعد جولة في البصرة، تحدث الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، عن التوصل إلى "خيوط مهمة تتعلق بالجناة" الذين نفذوا عمليات الاغتيالات الأخيرة بحق الناشطين في البصرة، وقال رسول في تصريحات تابعها "ألترا عراق"، "هناك متابعة استخبارية دقيقة بهذا الشأن، وسيتم الوصول للجناة وإحالتهم إلى القضاء ليأخذ مجراه في محاسبتهم"، مبينًا أن "البصرة ليست بحاجة إلى تنفيذ عملية أمنية كبيرة؛ وإنما تحتاج لعملية استخباراتية دقيقة، وأجهزة الدولة الاستخبارية قادرة على ذلك".

من جهته، يرهن النائب عن محافظة البصرة عامر الفايز، السيطرة على الوضع الأمني بتنفيذ الوعود التي قطعها رئيس الوزراء خلال زيارته للمحافظة، وهي محاسبة منفذي الاغتيالات والسيطرة على السلاح المنفلت وحل النزاعات العشائرية، مبينًا أن "العراقيين اعتادوا الوعود في اللحظات الساخنة، ولكن نأمل أن تنفذ هذه المرة".

ويضيف الفايز لـ"ألترا عراق"، أن "يومين مضيا على زيارة الكاظمي، ولم نلمس أي تغيير على الواقع، والقوات الموجودة في المحافظة كافية لو أطلقت يدها، ولكنها مقيدة من السلطات المركزية، بحسب قيادة العمليات".

يشبه الناشط "ن.ل"، الوضع في المحافظة بعد زيارة الكاظمي بالوضع بعد زيارته السابقة للموانئ، فيما ينفي وجود أي "تغيير جوهري وملموس يطمئن الناس والناشطين على وجه الخصوص، مبينًا أن " الغريب بالأمر، ويدعو الناشطين للخوف هو التغاضي المستمر عن إقالة المحافظ أسعد العيداني، وهو رئيس اللجنة الأمنية العليا في البصرة، وإقالته من مطالب المحتجين منذ سنوات".

يعتبر أحد النشطاء أن أهم خطوة لضبط الوضع واستعادة هيبة الدولة وفرض القانون هي "إقالة أسعد العيداني أو السعي لها" 

ويضيف الناشط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية لـ"ألترا عراق"، أن "جهات أمنية نصحت بعض الناشطين بمغادرة المحافظة للحفاظ على حياتهم، لوجود قوائم اغتيالات، وهذه ليست المرة الأولى، إذ سبق وأن حدث ليلة اغتيال الناشط الميساني عبدالقدوس قاسم".

اقرأ/ي أيضًا: حراك أمني في 3 محافظات: من التضييق على الدراجات النارية إلى السيارات المظللة

يعتبر الناشط أن "أهم خطوة لضبط الوضع واستعادة هيبة الدولة وفرض القانون هي "إقالة أسعد العيداني أو السعي لها باعتبارها من شأن مجلس المحافظة أو البرلمان بطلب من رئيس الوزراء، ولو رفع الأمر للبرلمان، سيثير السجال ضده من قبل الكتل السياسية الحانقة عليه"، مبينًا أن "محاسبة قتلة تحسين الخفاجي وريهام يعقوب على الأقل، من شأنه أن يهدأ الوضع ويطمئن الناس تجاه الكاظمي، لكن هل يقدر على ذلك بظل وجود العيداني؟".

وتابع الناشط، أن "قلقًا غير عادي من قبل الناشطين بعد مقتل ريهام يعقوب، وهذا الأمر شعر به الكاظمي بنفسه، وأحس بخطورة الموضوع وما ترمي إليه المجاميع المسلحة القاتلة، أحس بخطورة الأمر تحديدًا بعد تنامي دعوات من قبل بعض الناس تطلب حمل السلاح بشكل شخصي من أجل الدفاع عن النفس"، لافتًا إلى أنه "بعد زيارة الكاظمي واجتماعه بقادتها الأمنيين، بساعات تم إلقاء القبض على متهم بجريمة قتل مضى عليها شهر أو شهرين، من عناصر حدثت  نتيجة شجار بمحل حلاقة، وهذا ما يؤكد ما لمح إليه الكاظمي بخصوص التهاون بأداء الواجبات من قبل القوى الأمنية بالبصرة".

اقرأ/ي أيضًا:

استنفار أمني في البصرة.. ما خطة وزارة الداخلية لمواجهة حملة الاغتيالات؟

إحصائية بعمليات الاغتيال للناشطين في شهر آب