بيروت (رويترز) - واصل عمال الإنقاذ التنقيب وسط أنقاض مبنى متداع في بيروت يوم السبت ولليوم الثالث على التوالي، أملا في العثور على أي أحياء رغم مرور أكثر من شهر على الانفجار المروع الذي ألحق دمارا واسعا بالعاصمة اللبنانية.
ولم يتمكن بعد حوالي 50 عاملا ومتطوعا من بينهم فريق متخصص من تشيلي من تحديد موقع أي شخص حي وسط الركام بعد أن رصدت أجهزة استشعار يوم الخميس علامات على أنفاس وسخونة. لكنهم قالوا إنهم سيواصلون العمل ما دامت هناك أي فرصة مهما كانت ضئيلة لنجاة أحد، وضيقوا دائرة البحث.
وقال جورج أبو موسى مدير عمليات الدفاع المدني لرويترز “في عملية الإنقاذ هذه، لا مجال لأن تفقد الأمل ولا مجال أن تقول إن هناك أمل مئة بالمئة”.
وأودى الانفجار الذي وقع بمرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب بحياة نحو 190 شخصا وأصاب 6000 ودمر أحياء بأكملها. وأقامت السلطات مراسم يوم الجمعة إحياء لذكرى مرور شهر على الانفجار الذي عصف بمدينة ترزح بالفعل تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة.
وهيمنت جهود الإنقاذ على وسائل الإعلام المحلية وقنوات التواصل الاجتماعي، إذ يتوق اللبنانيون لسماع أي نبأ طيب وسط هذا الكم من الإحباط.
ويقع المبنى المتداعي الذي يجري البحث وسط أنقاضه بين حي الجميزة وحي مار ميخائيل، وهما من الأحياء الأشد تضررا من الانفجار وبهما الكثير من المباني القديمة التي انهارت من قوة الهزة.
ويسير العمل ببطء لأن المبنى يوشك على الانهيار التام حسبما يقول عاملو الإنقاذ.
وقال أبو موسى “هناك خطر كبير على الفريق... البناية متداعية كثيرا”.
ويبحث عمال الإنقاذ بين الركام بأيديهم وبالمجاريف، بينما تقوم حفارات آلية ورافعة بإزالة الكتل الثقيلة.
وتطوع إيمانويل ديرون، وهو مهندس مدني فرنسي يدرب جامعيين محليين، بخدماته ويعمل مع فريق الإنقاذ في مراقبة الهيكل.
ومن خلال مسح المبنى المتداعي بأجهزة ليزر بالغة الدقة، قال ديرون إن فريقه لم يرصد حتى الآن أي علامات على حركة ما.