شركة ادوية امريكية تعلن صناعتها “عقاراً” لكورونا…  450 مصاباً تشافوا بعد استخدامه

آخر تحديث 2020-09-17 00:00:00 - المصدر: يس عراق

يس عراق – بغداد

أعلنت شركة «إيلي ليلي» لصناعة الأدوية أن عقاراً تجريبياً أنتجته أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات فيروس كورونا لدى المرضى المصابين حديثًا، وخفض فرص حاجتهم إلى دخول المستشفيات.

الدواء عبارة عن جسم مضاد أحادي النسيلة، وهو نسخة مصنعة من جسم مضاد ينتجه مريض تعافى من مرض كوفيد-19، وهو المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا. يأمل العديد من العلماء أن تثبت الأجسام المضادة وحيدة النسيلة أنها علاجات قوية لفيروس كورونا لكن تصنيعها صعب ومكلف، وكان التقدم في تصنيعها بطيئًا.

ولم يكن إعلان شركة «إيلي ليلي» مصحوبًا ببيانات تفصيلية، ولم يراجع العلماء المستقلون عن هذه الشركة نتائج هذا الدواء بعد، كما لم يتم نشر نتائج الدراسة في مجلة مُحكمة. تفاصيل الدراسة تلقى أكثر من 450 مريضًا تم تشخيص إصابتهم حديثًا بفيروس كورونا، جسماً مضاد أحادي النسيلة ومنهم من تلقى دواءً وهمياً.

وذكرت شركة «إيلي ليلي» أن حوالي 1.7 في المائة من أولئك الذين حصلوا على الدواء تم نقلهم إلى المستشفى، مقارنة مع 6 في المائة ممن تلقوا الدواء الوهمي، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 72 في المائة في المخاطر الناجمة عن فيروس كورونا.

انخفضت مستويات الفيروس التاجي لدى المرضى الذين تلقوا الدواء، وكانت أعراضهم أقل مقارنة مع أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي. العلاجات المتواجدة حتى الآن لمساعدة مرضى فيروس كورونا عقار «ريمديسفير» المضاد للفيروسات ومنشط «ديكساميثازون»، لكن هذه الأدوية مخصصة فقط للمرضى الذين يدخلون المستشفيات، وكانت تقدم لمن لديهم أعراض خطيرة، أما أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة ​​كان عليهم الانتظار، ولم يكن هناك دواء يقدم لهم.

إشادة خبراء ويقول الدكتور مايرون كوهين، مدير معهد الصحة العالمية والأمراض المعدية في جامعة نورث كارولينا، متحدثا عن عقار شركة «إيلي ليلي» «إنني معجب بذلك يبدو أن التجربة السريرية صارمة، والنتائج مقنعة حقًا». بدوره أشاد الدكتور راجيش تي غاندي، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام، بالدراسة التي أجرتها شركة «إيلي ليلي» وتقدم دواء لمن يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة جراء الإصابة بفيروس كورونا، وقال: «أكثر من 80 في المائة من المرضى يعانون من أعراض خفيفة ومتوسطة».

وتابع: «الدكتور غاندي إنه من المشجع أن العقار يبدو أنه خفض كميات الفيروس في الجهاز التنفسي»، وتابع «إنه قد يعني أن المرضى يمكن أن يصبحوا أقل عدوى»، لكنه أضاف أنه «سيكون من الصعب إثبات ذلك، ويتطلب الأمر تجارب هائلة».

واضاف الدكتور غاندي «إنه في حين أن البيانات حتى الآن محيرة، فقد أراد مزيدًا من التفاصيل وتوقع الانتهاء من الدراسة التي ستشمل المزيد من المرضى». طرق التصنيع تستخدم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لعلاج أمراض من السرطان إلى التهاب المفاصل والأكزيما، لكنها غالية الثمن وصعبة للغاية في التصنيع والإنتاج. لصنع الجسم المضاد أحادي النسيلة، قام الباحثون في «إيلي ليلي» بجمع بلازما الدم من الأشخاص الذين نجوا من العدوى بفيروس كورونا، ثم قاموا باختبار آلاف الأجسام المضادة من البلازما للعثور على تلك التي تبدو أقوى.

بعد ذلك، قدر العلماء التسلسل الجيني للجسم المضاد وأدخلوا الحمض النووي بهذا التسلسل في بكتيريا الإشريكية القولونية، وقاموا يتحويلها إلى مصانع صغيرة للأجسام المضادة. نمت البكتيريا في أحواض ضخمة من الفولاذ المقاوم للصدأ في ظروف معقمة وداخل غرفة معقمة، حيث يجب مراقبة هذا «الحساء البكتيري» باستمرار للتأكد من عدم تلوثه بميكروبات أخرى. بمجرد أن يعج الحوض بالبكتيريا ويمتلئ بالأجسام المضادة، يقوم العمال بإزالة «الحساء البكتيري» وفصل الأجسام المضادة لاستخدامها كدواء، يقومون بشحن الدواء الجديد إلى مصنع للتغليف، مع الحفاظ على الظروف المعقمة والحفاظ على الأجسام المضادة مُبردة.

تستغرق العملية من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويقول خبراء إن «التكلفة المرتفعة للأجسام المضادة أحادية النسيلة ناتجة عن الظروف التي يجب الحفاظ عليها لصنع مثل هذه الكميات الكبيرة بأمان».

صعوبة الإنتاج ستسجل الدراسة في النهاية 800 مريض من جميع الأعمار، وفي جميع فئات المخاطر في مواقع مختلفة بأنحاء الولايات المتحدة، واستمر البحث حتى الآن بسرعة غير عادية. من خلال العمل الدائم، احتاج الباحثون في «إيلي ليلي» ستة أشهر كاملة من أجل عزل الجسم المضاد وصولاً إلى تسجيل المرضى الأوائل لإجراء التجارب عليهم. وقال الدكتور دانيال سكوفرونسكي، كبير المسؤولين العلميين بالشركة: «لقد كان جهدًا كبيراً»، مضيفاً: «هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها شيئًا بهذا الحجم»، مضيفاً: «إن عقار الجسم المضاد لم ينتج عنه آثار جانبية كبيرة فقد تلقى المرضى حقنة واحدة، مما يوفر الأجسام المضادة التي يجب أن تستمر لمدة شهر تقريبًا». تقوم «إيلي ليلي» أيضًا باختبار العقار في دور رعاية المسنين لمعرفة ما إذا كان يمنع العدوى لدى الأشخاص المتواجدين هناك من نزلاء وموظفين.