عروبة العراق والخطّ الأحمر؛ عرب على الطريقة الهندية..!

آخر تحديث 2020-09-23 00:00:00 - المصدر: المعلومة

كتب / د.حيدر البرزنجي…

في زمن مضى ،كانت (الكَونية) أمّ خط أحمر ،تعتبر المقياس الصحيح للوزن ،فذلك الكيس المصنوع من ألياف القنّب ،يزينها خطّ أحمر على كل جانب ، تتسع لمائة كيلو غرام بالتمام ،لذا كانت الصفقات التجارية تتم بشرط أن تكون الحبوب معبأة ب(كَواني أم خطّ أحمر)كناية عن صحة الوزن والمحتوى.

عروبة العراق ، كانت المقياس الرئيس لتاريخ العرب على امتداد حقب وقرون طويلة ،مذ كانت بغداد عاصمة الدنيا كما قال شاعرها (بغداد عاصمة والكون بلاد) ومذ خاطب الغيمة حاكمها (أمطري حيثما شئت ، فخراجك لي)، فاذا رُفع عن تاريخ العرب الثقافي والحضاري والسياسي والعلمي ،ماصنعه العراقيون أو صنع عندهم في بغداد والبصرة والموصل والكوفة ،عندها سيتقلص ذلك التاريخ إلى مجرد فصول منزوعة الدسم.

العرب يعرفون ذلك جيداً ، لكن أكثرهم طالما ناصب العراق العداء ،درجة استدعت شاعرً عراقياً للقول (كنّا لكم حطباً في كل موقعة – فلاتكونوا لنا حمّالة الحطبِ(

ليس من معركة أو حضور للعرب في معظم أقطارهم ،إذا لم يكن العراقيون في الطليعة ،وليس من أياد بيضاء امتدت لبلد عربي ، ألا وكانت الأيادي العراقية في مقدمها ،فكيف قابل العرب كلّ ذلك .

الشواهد تمتد بعمق الجرح العراقي النازف أبداً ،كاتب (عروبوي )يكتب (العراقي يجاهد كي يدخل التاريخ الذي لايذكره إلا في صفحاته السوداء) التاريخ يبدأ من سومر كما يقول كريمر ،اي ان العراقيين هم من كتب التاريخ وهم من دوّن في فصوله وأعظم صفحاته ،ومع ذلك يتنطع ذلك الكاتوب لينكر العراق .

أما هجمات الإعلام العربي على كل مايتحرك في العراق ،ولغة التحريض والكراهية وبواعث الفتنة والسموم التي يبثها تجاه العراق ،فواضحة لكل عين ،ولايعادلها إلا مساندته الإرهاب في العراق واعتباره ثورة (مهمشين) فقط حين وصل اليهم أصبح إرهاباً. .

الأمر الأكثر مدعاة للطرفة ،هو أن على العراقي ،أن يقدم إثباتاً بعروبته ، أمام مجاميع ما أنزل الله بها من سلطان ،والا تتردد الاسطوانة عن أكثرية العراقيين بأنهم (فرس صفويين مجوس)وهؤلاء يشكلون مايقرب من 60% ، ثم الكرد 15% والتركمان والكلدو آشوريين وسواهم حوالي 7% أي أن أكثر من 80% من العراقيين هم غير عرب حسب منطق أولئك (العرب) ،ومع ذلك يقال (عروبة العراق خطّ أحمر) .

يريدون من العراق أن يكون عربياً على طريقتهم ،حتى لوذُبح أطفاله وسبيتْ نساؤه ودمرتْ مدنه ، وعليه ان يعادي كل جيرانه من غير العرب ، فقط كي يرضى عنه العرب المجاورون ، وهم من ينطبق عليهم قول محمود درويش ( لم يبق سيف لم يجد غمدا له في لحمنا ).