نيويورك/دبي (رويترز) - وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سهام النقد لإيران في أول خطاب له للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء، داعيا إلى حل شامل لاحتواء منافسة بلاده في المنطقة ومنعها من الحصول على أسلحة دمار شامل.
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال اجتماع افتراضي للحكومة في مدينة نيوم 18 أغسطس اب 2020. صورة لرويترز من وكالة الأنباء السعودية.
وقال الملك سلمان ”لقد مدت المملكة أياديها للسلام مع إيران وتعاملت معها خلال العقود الماضية بإيجابية وانفتاح، واستقبلت رؤساءها عدة مرات لبحث السبل الكفيلة لبناء علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل، ورحبت بالجهود الدولية لمعالجة برنامج إيران النووي“.
وأضاف ”ولكن مرة بعد أخرى رأى العالم أجمع استغلال النظام الإيراني لهذه الجهود في زيادة نشاطه التوسعي، وبناء شبكاته الإرهابية، واستخدام الإرهاب، وإهدار مقدرات وثروات الشعب الإيراني لتحقيق مشاريع توسعية لم ينتج عنها إلا الفوضى والتطرف والطائفية“
ومضى يقول للجمعية العامة المكونة من 193 عضوا في بيان مصور سُجل مسبقا بسبب جائحة فيروس كورونا ”لا بد من حل شامل وموقف دولي حازم“.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 ووصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه ”أسوأ اتفاق على الإطلاق“. وتفرض واشنطن منذ ذلك الحين من جانب واحد عقوبات على طهران وتؤكد أنه يتعين على جميع الدول أيضا معاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة في محاولة لدفع الجمهورية الإسلامية للتفاوض على اتفاق جديد.
وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأمم المتحدة يوم الثلاثاء بان حملة العقوبات التي تشنها واشنطن على إيران قد باءت بالفشل.
ويقول باقي أطراف الاتفاق النووي، ومنهم حلفاء قدامى للولايات المتحدة، و13 من أعضاء مجلس الأمن الدولي البالغ عددهم 15، إن مطالبة الولايات المتحدة بفرض عقوبات الأمم المتحدة باطلة. ويذهب دبلوماسيون إلى إن من المرجح ألا يعاود فرض هذه الإجراءات العقابية سوى قلة من الدول.
وقال الملك سلمان ”ولقد علمتنا التجارب مع النظام الإيراني أن الحلول الجزئية ومحاولات الاسترضاء لم توقف تهديداته للأمن والسلم الدوليين“.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة بعد على طلب للتعليق على تصريحات الملك سلمان.
وتخوض السعودية ذات الأغلبية السنية وإيران التي يهيمن عليها الشيعة عدة حروب بالوكالة في المنطقة، مثل التي تدور رحاها في اليمن، حيث يقاتل تحالف تقوده المملكة منذ أكثر من خمس سنوات جماعة الحوثي المتحالفة مع طهران.
وحملت الرياض، التي تدعم جهود إدارة ترامب لمواجهة إيران، طهران مسؤولية شن هجمات على منشآت نفطية في المملكة العام الماضي، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية. وتنفي إيران تسليح جماعات في الشرق الأوسط، منها الحوثيون، وتنحي باللائمة في التوتر الإقليمي على الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين.
* تجريد حزب الله من السلاح
مر ترامب مرور الكرام على إيران في كلمته للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، مركزا بدلا من ذلك على مهاجمة الصين. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة يوم الاثنين إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض ”لا المفاوضات ولا الحرب“ على بلاده.
وتحدث جميع الزعماء للمنظمة الدولية في بيانات مصورة مسجلة مسبقا.
وتشعر دول الخليج العربية بالقلق أيضا من تنامي نفوذ حزب الله حليف إيران في لبنان، مما حدا بها إلى حجب الدعم المالي للحكومة اللازم لمواجهة أسوأ أزمة مالية في لبنان منذ عقود.
وقال الملك سلمان أيضا إن انفجار مرفأ بيروت بلبنان الشهر الماضي وقع ”نتيجة هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح“.
وأضاف ”تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح“.
وأرجعت السلطات انفجار الرابع من أغسطس آب إلى كمية كبيرة من نترات الأمونيوم كانت مخزنة لسنوات في المرفأ دون اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة.
وبخصوص محاولات التوسط في سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قال العاهل السعودي إن مبادرة السلام العربية لعام 2002 هي أساس ”حل شامل وعادل“ يضمن حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال ”كما نساند ما تبذله الإدارة الأمريكية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل“.
وطرحت السعودية المبادرة عام 2002 وعرضت بموجبها الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق مع الفلسطينيين لإقامة دولة لهم وانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
ولم يصل الملك إلى حد مباركة الاتفاقين الأخيرين اللذين توسطت فيهما الولايات المتحدة بين الإمارات والبحرين لإقامة علاقات مع إسرائيل. وأبدت المملكة تقبلا ضمنيا للاتفاقين لكنها أشارت إلى أنها ليست مستعدة لاتخاذ إجراء مماثل.
وندد قادة فلسطينيون بتحسين الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، ووصفوا ذلك بأنه خيانة لجهودهم في إقامة دولة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.