الحرب العراقية الإيرانية بوثائقي على العربية في 8 ساعات

آخر تحديث 2020-09-27 00:00:00 - المصدر: العربية

يصادف هذا العام 2020 الذكرى الأربعين لواحدة من أكثر الحروب وحشية في التاريخ الحديث.

واشتعلت هذه الحرب بين نظامين عنيفين. العراق بقيادة رئيس باطش هو صدام حسين وإيران تحت قيادة زعيم طائفي متطرف هو آية الله الخميني. وسرعان ما توسعت الحرب بين العراق وإيران التي بدأت بتقدير خاطئ وتوسعت إلى حرب شاملة هددت بالتحول إلى صراع عالمي. أولئك الذين قاتلوا في تلك الحرب- أطول حرب تقليدية في القرن العشرين - يروون قصصهم المرعبة.

شهادات لأول مرة

باستخدام لقطات أرشيفية مذهلة من الخطوط الأمامية ومتحدثين لم يسبق لهم تقديم شهاداتهم، بدأت قناة العربية ببث أهم فيلم عن الحرب الإيرانية العراقية في سلسلة قوية من 8 حلقات من إنتاج شركة "أو آر ميديا" التي سبق وقدمت أعمالا وثائقية كبيرة.

صدام حسين

السلسلة التاريخية من 8 أجزاء، كل حلقة ساعة تلفزيونية، يروي شهود العيان قصصًا من خط النار: كيف بدأت، وكيف تطورت، وكيف زجت إيران بالأطفال وبالآلاف؛ وكيف استخدمت بغداد الأسلحة الكيماوية بشكل مروع. وكيف تمت تسوية مدن بأكملها بالأرض من قبل الجيشين. ويصف جنود في الفيلم قصصا عن هجمات الموجة البشرية التي لم نشهدها بهذا الحجم الضخم منذ الحرب العالمية الأولى، حرب ذبح فيها نحو مليون شخص.

وعندما اندلعت الحرب حاول قادة العالم البقاء على الحياد. كانت أمريكا حذرة. فقد كانت إيران تحتجز الدبلوماسيين الأميركيين كرهائن وكانت الولايات المتحدة في ورطة لأنها هي حتى وقت قريب من مكنت إيران بأفضل الأسلحة الأميركية. ووعد الرئيس الأميركي جيمي كارتر بالبقاء خارج الحرب طالما ظل حلفاء أميركا ومصالحها في أمان. لكن التدخل كان حتميا. نفط الخليج هو شريان الحياة للاقتصاد العالمي وفي غضون أيام من اندلاع الحرب، اشتعلت النيران في أكبر مصفاة في العالم.

وستعرض السلسلة الوثائقية كيف تصاعدت الحرب إقليميًا وجرت إليها بقية العالم، تحدث عنها دبلوماسيون وسياسيون من وزارة الخارجية الأميركية باربرا بودين، ومستشار البيت الأبيض جيفري كيمب، ورئيس المخابرات السعودية آنذاك الأمير تركي الفيصل، إلى مستشار الدفاع الفرنسي فرانسوا هايزبورغ.

روح الله الخميني

بعد عامين من القتال، بدت إيران وكأنها قد تنتصر بالفعل وتصر على تهديد المدن العراقية. غيرت أميركا موقفها من الحياد إلى التدخل إلى جانب صدام رغم أنه محسوب على موسكو، وأرسلت الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية. لكنها كانت صفقة مزدوجة.

بداية الأزمة

فقد كانت الولايات المتحدة تبيع وراء الكواليس أسلحة سرا لإيران على أمل تأمين إطلاق سراح الرهائن في لبنان. وظهرت حينها قضية إيران كونترا - الفضيحة التي لطخت عهد الرئيس رونالد ريغان، والفيلم يقدم رواية تلك الأحداث وأسرارها.

مع استمرار الصراع، حاولت الأمم المتحدة مرارًا التفاوض على وضع نهاية له لكن إيران كانت هي من يرفض باستمرار، فقد كان سهلا عليها التضحية بالمزيد من الآلاف من أبنائها. ازدادت المخاطر على صدام وأصبح من الواضح أنه لن يتوقف عند أي شيء لينقذ العراق وينقذ نفسه، عندما شن قصفًا عشوائيًا للمدن الإيرانية واستخدم الغاز في حلبجة ردا على ما اعتبره وقوف بعض الأكراد العراقيين مع إيران.

أميركا تدعم العراق بقوة

يقدم الفيلم تفاصيل جديدة عن دخول الحرب البحرية. عندما ضرب لغم إيراني في الخليج حاملة الطائرات الأميركية صموئيل بي روبرتس، مما أسفر عن مقتل عشرة جنود، دعمت أميركا العراق بقوة في حربه مع إيران وأجبرت الخميني في النهاية على قبول وقف إطلاق النار.

المؤرخ الفرنسي بيير رازو، وصف هذا الفيلم الوثائقي الضخم بأنه أول مسلسل تلفزيوني متعمق على الإطلاق حول الحرب العراقية الإيرانية.

من الحرب الإيرانية العراقية

ويحكي هذا المسلسل لأول مرة على شاشة التلفزيون القصة الكاملة للحرب المأساوية من خلال الشهادات الشخصية المؤثرة وأرشيف الخطوط الأمامية النابض بالحياة، يفضح الحسابات القاسية للقادة المتوحشين والطموحين ويكشف الأثر المدمر للحرب على جيل من الإيرانيين والعراقيين.

الحلقة الأولى: الهجوم والهجوم المضاد

في صيف عام 1980 قاد زعيمان بلديهما في مسار تصادمي. الرئيس العراقي صدام حسين، صاحب الرؤى العظيمة لنفسه كحاكم للعالم العربي. والشوكة في جانبه المرشد الأعلى لإيران روح الله الخميني، العازم على تصدير ثورته الشيعية عبر العراق إلى العالم.

تتدهور العلاقات خطوة بخطوة، حتى أمر صدام في نهاية المطاف قواته غير المدربة بغزو إيران والاستيلاء على ممر شط العرب المائي. استولوا على عدة مئات من الكيلومترات المربعة من الأراضي الإيرانية، بما في ذلك مدينة المحمّرة، وفرضوا حصارًا على مدينة عبدان النفطية الحيوية. إنها بعيدة كل البعد عن الاستيلاء السريع على الأرض الذي خطط له، وصدام مصدوم من المقاومة الإيرانية.

الحلقة الثانية.. فشل المخطط

بعد ثلاثة أشهر من القتال، دخلت إيران والعراق في طريق مسدود. الفيلم يروي تفاصيل نادرة عن كيف يدفع الرئيس الإيراني وقائد المعارك الحسن بني صدر ثمناً باهظاً لإخفاقاته في الجبهة أمام العراق فيجبره الملالي الثوريون على الهروب.

وبدلاً من استغلال الاضطرابات داخل القيادة الإيرانية، فشل صدام في متابعة انتصاراته. تبددت آماله في بناء أول قنبلة نووية عربية عندما دمر الإسرائيليون مفاعله الجديد بمساعدة المخابرات الإيرانية. وهو الآن يواجه قوة عسكرية إيرانية جديدة تغذيها الحماسة الدينية المتطرفة.

باستخدام هجمات المشاة الجماعية المعروفة باسم الموجات البشرية ونشر الأطفال بلا رحمة لتطهير حقول الألغام، استعاد الإيرانيون تقريبًا جميع الأراضي التي استولى عليها العراقيون. عندما تمت استعادة مدينة المحمرة الثمينة، يبتهج الإيرانيون. على القيادة الإيرانية الآن أن تحسب خطوتها التالية.

الحلقة الثالثة.. التحول

هنا، الرئيس صدام يائس من الخروج من هذه الحرب التي يعرف أنه لا يستطيع الانتصار فيها. مع فوضى قواته، يحاول استدراج الإيرانيين إلى صراع جديد مع إسرائيل. لكن لا شيء سيصرف الخميني عن هدفه - إزاحة صدام من السلطة. بدعوة من الحرس الثوري المتحمس قرر الخميني غزو العراق وقلب الطاولة.

الانتصار الإيراني من شأنه أن يهدد الخليج ويزعزع استقرار المنطقة. خوفا من هزيمة العراق، قام المجتمع الدولي المصدوم بتغيير اتجاهات الحرب بالوقوف خلف صدام، وزوّده بالمعلومات والأسلحة للدفاع عنه.

لكن الخميني لم يردعه فشل الغزو الإيراني في إضعاف الدفاعات العراقية. لن تهاجم إيران العراق فحسب، بل تهاجم من يدعمه.

الحلقة الرابعة.. اليأس

حددت إيران لنفسها الآن هدفًا خطيراً جديدًا - البصرة ثاني أكبر مدن العراق. يبدأ بالاستيلاء على جزر مجنون العراقية الغنية بالنفط. لكن صدام يلجأ إلى الأسلحة الكيماوية لإبعاد الإيرانيين. كما يشن حملة قصف مدمرة على المدن الإيرانية وصناعة النفط.

الشكوك حول جدوى استمرار الحرب ضد العراق تثار همساً في اجتماعات للبرلمانيين الإيرانيين خوفا من بطش الحرس الثوري.

الحكومة لا تزال مصممة على الفوز. يسعى الثعلب رفسنجاني للحصول على دعم من جهة غير متوقعة. يدخل في صفقة أسلحة سرية مع الأميركيين. يساوم رفسنجاني الأميركيين أنه مقابل شراء أسلحة مضادة للدبابات وقطع غيار، سيمارس نفوذه على حلفائه في لبنان لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين. وهو يخطط الآن لشن هجوم مدمر يأمل فيه تعطيل قوة الدبابات العراقية التي تقف في طريقه إلى النصر.

الحلقة الخامسة.. المفتاح

بفضل مفاوضاته السرية مع الأميركيين، تسلم رفسنجاني الآن مئات صواريخ تاو وقطع غيارها.

مع خطة خداع جريئة وهجوم برمائي على شبه جزيرة الفاو الجنوبية، يضمن الإيرانيون موطئ قدم حاسم على الأراضي العراقية. صواريخ تاو الأميركية الجديدة تعيق الهجوم العراقي المضاد. لكن المعركة أصبحت عالقة في طريق مسدود.

في هذه الحرب المجنونة، الأمم المتحدة في أمس الحاجة إلى وقف إطلاق النار. على الرغم من استجابة العراق، إلا أن محاولات السلام تلقى آذاناً إيرانية صماء. لا يزال الخميني وقيادته العسكرية عازمين على تدمير صدام.

تم فضح صفقة أسلحة رفسنجاني، مما جعل إيران أكثر عزلة من أي وقت مضى. في غضون ذلك، يتسلح صدام ضد الهجوم الإيراني القادم.

الحلقة السادسة.. قلب الميزان

سرعان ما أخمدت قوات العراق هجوماً على البصرة في نهاية عام 1986، لكنهم لم يدركوا أنه تم التخطيط لهجوم أكثر شمولاً في غضون أيام. كادت أن تتحول المواجهة إلى هزيمة، لكن دفاعات صدام صمدت لفترة كافية لإرهاق الإيرانيين الذين لا يستطيعون الاستفادة من نجاحهم المبكر.

في حالة رعب من المذبحة، ترسم الأمم المتحدة خطة سلام جديدة، تتضمن لأول مرة عقوبات محتملة لعدم الامتثال. لكن الحرب تزداد ضراوة عندما تصطدم سفينة أميركية ترافق ناقلات النفط الكويتية عبر الخليج بلغم إيراني. الأميركيون ينتقمون لأول مرة، الآن لا رجعة في الحرب.

إيران تقلل من هجماتها في مياه الخليج. ويخطط رفسنجاني لهجوم بري آخر ضد العراق للقضاء على نظام صدام.

الحلقة السابعة.. نقطة الانهيار

مع تدهور الاقتصاد الإيراني، ومرض الخميني، يخطط رفسنجاني لإلقاء نظرة أخيرة على اللعبة.

بعد أن فشل في الاستيلاء على البصرة ، يأمل أن يؤدي الهجوم على مدينة حلبجة الشمالية إلى وضعه في موقع قوي للتفاوض بشأن السلام. بمساعدة مقاتلي البشمركة الكردية، نجح الهجوم.

لكن إيران فشلت في حساب رد صدام - هجوم كيماوي شامل يقضي على السكان الأكراد في المدينة. ومع ذلك، فإن المجتمع الدولي المصاب بالصدمات يغض الطرف عن هذه الفظائع، وصدام يقرر الآن المضي في الهجوم.

في هجوم بأسلوب الحرب الخاطفة، يفاجئ صدام الإيرانيين ليس باستهداف الأراضي في الشمال، ولكن جنوبا، باستعادة شبه جزيرة الفاو استراتيجياً. انتصاره قلب مجرى الحرب.

الحلقة الثامنة.. السم

إيران تقريبا على ركبتيها. بعد أن كاد أحد ألغامها إغراق سفينة أميركية أخرى ما أدى إلى شن هجوم بحري أميركي انتقامي واسع النطاق.

يعرف رفسنجاني أنه لا يستطيع الانتصار في حرب ضد كل من العراق والأميركيين، ويقنع الخميني بقبول وقف إطلاق النار والانسحاب إلى حدود الحرب السابقة. ولكن حتى بعد موافقة الخميني على ما يسميه "تجرع السم"، يرفض المفاوضون الإيرانيون الجلوس على نفس الطاولة مع نظرائهم.

صدام يصعد الضغط بمزيد من الهجمات على إيران. وفقط عندما يتوسط السعوديون يقوم صدام في النهاية بوقف هجومه وتبدأ عملية السلام.

تنتهي الحرب بالتعادل والخسائر، ويتساءل الكثيرون: ما الغرض من وراء الحرب؟