من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل.. كورونا يبعد أطفال الدول النامية عن التعليم

آخر تحديث 2020-09-28 00:00:00 - المصدر: عين العراق

مقابلات وتقارير

الأثنين 28 سبتمبر 2020 | 02:12 مساءً

| عدد القراءات : 11

من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل.. كورونا يبعد أطفال الدول النامية عن التعليم

ساهم إغلاق المدارس الناجم عن فيروس كورونا المستجد، بخروج الأطفال من مقاعد الدراسة إلى الشوارع للعمل، في أجزاء كثيرة من العالم النامي بسبب حاجة عوائلهم للمال.

وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مئات الملايين من الأطفال في البلدان الفقيرة، يفتقرون إلى أجهزة الكمبيوتر أو الإنترنت وقد توقفوا عن التعليم بشكل كامل. في الوقت الذي تناقش الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى فعالية التعليم عبر الإنترنت، يقدّر مسؤولو الأمم المتحدة أعداد الطلاب الذين يتسربون من المدارس بـ 24 مليون، كثير منهم ينخرط في العمل.
  وأشار التقرير إلى أن الأطفال الذين يعملون على استخراج الرمال في كينيا لا تتجاوز أعمارهم عشرة أعوام، فيما يعمل أطفال بذات العمر في قطع الحشائش في مزارع الكاكاو غرب إفريقيا، آخرون يعلمون في شوارع قذرة بالهند لجمع المواد القابلة لإعادة التدوير، بينما يتم طلاء الأولاد والبنات بالفضة للتسول تماما مثل عروض التماثيل الحية في الشوارع الأوروبية. ويمكن أن يؤدي الارتفاع المفاجئ في عمالة الأطفال إلى تباطؤ التقدم الذي تحقق في السنوات الأخيرة على مستوى محو الأمية، والحراك الاجتماعي، وصحة الأطفال.
 قال كورنيليوس ويليامز، وهو مسؤول رفيع المستوى في اليونيسف: "كل المكاسب التي تحققت، وكل العمل الذي قمنا به سوف يتراجع، خاصة في أماكن مثل الهند". واستعرضت الصحيفة قصصا واقعية من عدد من الدول منها قصة الطفل راهول الذي يعمل في البحث عن البلاستيك القابل لإعادة التدوير بين القاذورات في إحدى الضواحي بالقرب من مدينة تومكور الصناعية الهندية. وأغلقت المدارس بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في الهند وجميع دول العالم تقريبا واعتمدت دول أخرى سياسة التعليم عن بعد عبر تقنية الاتصال المرئي لاستكمال الدراسة. 
راهول الذي يبلغ من العمر 11 عاما، أثنى عليه معلمه ووصفه بأنه ذكي، وقال تعليقا على تحوله من مقاعد الدراسة إلى العمل: "أنا أكره ذلك". 
يحمل الطفل الهندي أكياسا قذرة باحثا عن بعض القطع البلاستيكية التي لا تجلب له سوى بضع سنتات في الساعة، وهو حافي القدمين، دون أن يرتدي أقنعة الوجه في بلد يعد هو الثاني تضررا من فيروس كورونا بعد الولايات المتحدة. تسجل الهند أكثر من 6 مليون إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي منذ بداية الجائحة، فيما بلغ عدد الوفيات بمرض "كوفيد 19" الناجم عن الفيروس ذاته أكثر من 95 ألف حالة وفاة، وفقا لإحصائيات جامعة "جونز هوبكنز". 
في جاكرتا عاصمة اندونيسيا، تطلي سورلينا 14 عاما، نفسها بالفضة لتشبه تمثالا، حيث تتدلى يدها الممدودة، وهي تجلس على رصيف تابع لإحدى محطات الوقود. تسعى سورلينا للتسول لكسب بضع دولارات لتمنح والدتها هذه الأرباح، بعد أن تسبب الوباء في حرمان والدها من العمل. قالت سورلينا: "ليس لدي خيار آخر، هذه هى حياتي، عائلتي فقيرة. ماذا يمكنني أن أفعل؟". انضم الأطفال الذين هم في سن المدرسة بالهند لجميع أنواع الأعمال، من لف السجائر وتكديس الطوب، إلى تقديم الشاي خارج بيوت الدعارة، وفقًا لأكثر من 50 مقابلة أجريت مع الأطفال وآبائهم ومعلميهم ومقاولي العمل ونشطاء الأطفال. في يوليو 2019، اعتمدت الجمعية العامة في الأمم المتحدة بالإجماع قرارا يعلن أن عام 2021 سنة دولية للقضاء على عمل الأطفال، حيث طلبت (الجمعية) من منظمة العمل الدولية أن تأخذ زمام المبادرة في تنفيذه، لإنهاء جميع أشكال عمل الأطفال بحلول عام 2025.