حلب (سوريا) (رويترز) - لم يكن عبد المولى إبراهيم تجاوز العام السادس عشر من عمره، عندما تسلل إليه إحساس بأن حياته انتهت. كانت سيارته تجتاز نقطة تفتيش في شمال سوريا، عندما اخترقت رصاصة طائشة ساقه اليسرى، وكسرت عظامها واضطر الأطباء لبترها من فوق الركبة. كانت أسرته معه بنفس السيارة.
المعالج السوري عبد المولى إبراهيم يعمل تصميم طرف صناعي في مركز الباب للأطراف الاصطناعية في مدينة الباب بمحافظة حلب في سوريا يوم 23 سبتمبر أيلول 2020. تصوير: محمود حسانو - رويترز
قال إبراهيم، الذي أصبح الآن شابا في الرابعة والعشرين، إنه أحس في تلك اللحظة بأنه ”كرهان حالي وحياتي ”.
لكن نظرته للحياة تغيرت بعد تركيب ساق صناعية له.
كان ذلك التطور مصدر إلهام للشاب، الذي يعيش في مدينة الباب قرب حلب، للحصول على شهادة أخصائي علاج طبيعي متخصص في الأطراف الصناعية.
يعمل إبراهيم الآن في مركز الباب للأطراف الصناعية، الذي تموله جمعية (يد في يد من أجل المساعدة والتنمية) وهي جمعية خيرية مسجلة في المملكة المتحدة وتقدم المساعدات الطبية في جميع أنحاء سوريا.
يصمم إبراهيم الأطراف الصناعية ويطورها، معتمدا على رصيد تجربته الخاصة، ويقدم العلاج الطبيعي ويجري الحوارات والأحاديث بهدف تشجيع مبتوري الأطراف الآخرين الذين يزورون المركز.
وقال ”صار لي سبع سنين بشتغل بهاد المجال. قدرت إني أخدم عدد كتير كبير من الناس، من خلال تجربتي، من خلال خبرتي بهاد المجال كمصاب وكمعالج لهذا الأمر. الحمد لله كان كتير في حالات تجاوب معي بسبب إنه أنا مريت بالحالات والصعوبات إلي مروا فيها الأشخاص إلي متلي“.
وقال عبد الرحيم خلوف، رئيس مركز الباب، إن عشرات الآلاف فقدوا أطرافهم في شمال البلاد بسبب الحرب متعددة الأطراف المستمرة منذ تسع سنوات.
ويشير تقرير نشره صندوق الطوارئ الدولي للطفولة التابع للأمم المتحدة في عام 2018، إلى أن أكثر من 1.5 مليون سوري يعيشون الآن بإعاقات دائمة سببها الصراع، بما في ذلك 86 ألفا فقدوا أطرافهم.
ويضيف التقرير أن هناك كثيرين يتألمون لعجزهم عن الحصول على الرعاية الطبية أو الدعم النفسي، ويتعرض كثيرون منهم للإقصاء من مجتمعاتهم.
قال إبراهيم، الذي تزوج مؤخرا، إنه يحلم الآن بمواصلة تعليمه في الخارج لاكتساب المزيد من المعرفة لمساعدة مبتوري الأطراف الآخرين.