الكويت تنعي أميرها الشيخ صباح المدافع عن الوحدة العربية

آخر تحديث 2020-09-30 00:00:00 - المصدر: وكالة رويترز

الكويت (رويترز) - توفي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الثلاثاء عن 91 عاما، لتبدأ الكويت حالة حداد على زعيم يعتبره كثيرون من عرب الخليج قائدا دبلوماسيا حاذقا وأميرا للإنسانية.

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في صورة من أرشيف رويترز.

ويحكم الشيخ صباح الكويت منذ عام 2006، ويقود سياستها الخارجية منذ أكثر من 50 عاما. وخليفته هو شقيقه ولي العهد الشيخ نوّاف الأحمد الجابر الصباح.

وقال وزير الديوان الأميري الكويتي الشيخ علي الجراح الصباح في بيان بثه تلفزيون الكويت ”ببالغ الحزن والأسى ينعي الديوان الأميري إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه“.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس خالد ناصر الصالح عقب اجتماع لمجلس الوزراء ”عملا بأعمال الدستور بشأن أحكام توارث الإمارة فإن مجلس الوزراء ينادى الشيخ نواف أحمد أميرا لدولة الكويت. تعلن دولة الكويت الحداد الرسمي لمدة أربعين يوما“.

وذكر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم على تويتر أن الشيخ نواف سيؤدي اليمين الدستورية يوم الأربعاء الساعة 11 صباحا.

وقال الغانم في التغريدة ”التقيت سمو الأمير قبل قليل وتقرر أن يؤدي سموه اليمين الدستورية أمام المجلس صباح الغد“.

وذكرت وسائل إعلام محلية نقلا عن الديوان الأميري قوله إن جثمان الأمير سيصل إلى الكويت يوم الأربعاء من الولايات المتحدة حيث كان في المستشفى منذ سفره للعلاج في يوليو تموز بعدما أجريت له في نفس الشهر جراحة بالكويت لأسباب لم يُعلن عنها.

وقال وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح ”امتثالا لمتطلبات السلامة والصحة العامة فإن الديوان الأميري يقدر مشاعر المواطنين الكرام والمقيمين الفياضة في التعبير عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم... ويعلن الديوان بأن الحضور في مراسم دفن جثمانه الطاهر الثرى سيقتصر على أقرباء سموه فقط“.

وجرى تنكيس الأعلام وإعلان الحداد لمدة 40 يوما. ووضعت لافتة كبيرة مكتوب عليها ”وداعا أمير الإنسانية“ في شارع قرب بورصة الكويت. وخيم الظلام على أبراج الكويت المطلة على البحر والتي عادة ما تكون مضيئة.

وتدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم العربي، وأعلنت عدة دول في الخليج والمنطقة على نطاق أوسع فترات حداد.

سعى الشيخ صباح إلى تحقيق توازن في العلاقات مع جيران الكويت الأكبر، فوثق العلاقات مع السعودية وأعاد بناء العلاقات مع العراق المحتل السابق للكويت، وحافظ على حوار مفتوح مع إيران.

وحاول التوسط في نزاع خليجي جعل الرياض وحلفاءها يقاطعون قطر، وجعل جمع تبرعات للمساعدات الإنسانية في سوريا من أولويات الكويت.

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله على تويتر ”فقدنا اليوم أخا كبيرا وزعيما حكيما مُحبّا للأردن سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله كان قائدا استثنائيا وأميرا للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوانَ في مساعيه الخيّرة عن بذل كلّ جهد لوحدة الصف العربي، نعزي أنفسنا والشعب الكويتي الشقيق بهذا المُصاب الجلل“.

وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة بالعربية بالشيخ صباح لتعزيزه ”الاعتدال والتوازن“ في الكويت والمنطقة.

واحتفظ الشيخ صباح بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة التي قادت تحالفا أنهى احتلال العراق للكويت في 1990-1991 واستخدم الكويت منطلقا لغزو العراق عام 2003.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان إنه حزين لوفاة صديق عزيز ووصف الشيخ صباح بأنه ”صديق وشريك قوي للولايات المتحدة“.

وفي وقت سابق هذا الشهر منح ترامب وسام الاستحقاق الأمريكي للشيخ صباح فيما وصفه البيت الأبيض بأنها أول مرة يتم فيها منح هذا الوسام منذ عام 1991. وتسلم الشيخ ناصر نجل أمير الكويت الأكبر الوسام.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالأمير ووصفه بأنه ”رمز غير عادي للحكمة والكرم ورسول للسلام وموفق بين الأطراف المتنازعة“.

* خلافة سلسلة

انخفض الدينار الكويتي أمام الدولار في السوق الآجلة يوم الثلاثاء وتراجعت الأسهم الكويتية قبيل الإعلان الرسمي عن وفاة الأمير.

وبموجب دستور الكويت يصبح ولي العهد أميرا للبلاد بشكل تلقائي ولكن يتولى السلطة فقط بعد أداء اليمين في البرلمان الذي من المقرر أن تجري انتخاباته هذا العام.

وقالت كورتني فرير الزميلة الباحثة في مركز إل سي إيه للشرق الأوسط لرويترز ”لا أتوقع تغييرا كبيرا في السياسة الخارجية في ظل الأمير الجديد فيما يرجع إلى حد بعيد إلى أن السياسة الخارجية الكويتية تحظى بشعبية كبيرة محليا وإقليميا وتعتبر فعالة“.

ومن غير المتوقع أن تؤثر الخلافة على سياسة النفط أو استراتيجية الاستثمار الأجنبي عبر الهيئة العامة للاستثمار في الكويت، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. فالسياسة النفطية يرسمها المجلس الأعلى للبترول في البلاد، والأمير هو من يعين المجلس.

وستُراقب عن كثب عملية اختيار الأمير الجديد لولي العهد ورئيس الوزراء، الذي سيُكلف بإدارة علاقة الحكومة التي غالبا ما تكون صعبة مع البرلمان، لا سيما في وقت تتعرض فيه المالية العامة للكويت لضغوط بسبب انخفاض أسعار النفط وجائحة فيروس كورونا.

وقالت كابيتال إيكونوميكس ومقرها لندن في مذكرة بحثية إن ”الأمير الجديد سيتولى السلطة وهو يواجه عدة تحديات صعبة تشمل أزمة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط والسياسات الخارجية الحساسة“.

وأضافت أن الأولوية الفورية ستكون سن قانون للديون تأخر كثيرا ويسمح للكويت بالاستفادة من الأسواق العالمية لتمويل عجز الميزانية.

ورفض البرلمان مرارا هذا القانون. ويقول محللون إن البرلمان يشكل عقبة أمام جهود الإصلاح.

وعلى الرغم من أن معظم السلطة السياسية في الكويت في يد أمير البلاد فإن برلمانها أحد أكثر الهيئات المنتخبة نفوذا بين دول الخليج.