مصراته (ليبيا) (رويترز) - في وقت فراغه من تدريس اللغة العربية بجامعة مصراتة، يدير الأستاذ الجامعي عمر مصباح المغربي ورشة لإصلاح السيارات في مرآب منزله بشمال ليبيا، وفي ساعات العصر يتوجه إلى سوق للمواد الغذائية ليبيع التمور.
الأستاذ الجامعي عمر مصباح المغربي ينتظر مشترين للتمر الذي يبيعه في مصراته بليبيا يوم 28 سبتمبر أيلول 2020. تصوير:أيمن السهلي-رويترز.
وبعد تسع سنوات من الحرب الأهلية، يتعلم الليبيون كيف يتعايشون مع نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وأزمة التمويل التي تؤدي إلى تأخير الرواتب لأسابيع أو ربما لمدة أطول من ذلك. ورغم ثرائها بالنفط تعطلت صادرات ليبيا لشهور بسبب القتال.
وقال المغربي الذي يبلغ من العمر 48 عاما لرويترز ”الحياة اليومية هي عبارة عن كومة ومجموعة من المعاناة المتراكمة مع بعضها“. وأضاف ”أنت كمواطن مضطر للبحث عن الأساسيات اليومية المعيشية.. الخبز.. المياه.. الغاز.. البنزين.. الديزل.. انقطاع الكهرباء“.
كان المغربي، بلحيته البيضاء وقميصه ذي اللون الكريمي الهادئ، يعمل في المرآب مع أحد أبنائه، وسط الأسلاك والأدوات الكهربائية.
وتنقسم ليبيا بين معسكرين متناحرين أحدهما في الغرب، حيث تقع مصراتة، والآخر في الشرق والجنوب.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في الغرب. ويحظى الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا) بقيادة خليفة حفتر، في الشرق، بدعم الإمارات ومصر وروسيا.
ووصل الجانبان إلى طريق مسدود منذ يونيو حزيران الماضي عندما صدت حكومة الوفاق الوطني هجوما للجيش الوطني الليبي استمر 14 شهرا على العاصمة طرابلس. واحتفظ الجيش الوطني الليبي بسيطرته على معظم منشآت النفط الليبية وأوقف الصادرات منذ يناير كانون الثاني.
لكن حفتر أعلن الشهر الماضي نهاية الحصار، واستؤنفت بعض الصادرات ، مما سمح بعودة تدفق الإيرادات على مؤسسات الدولة.
يتعين على المغربي تربية أربعة أطفال، فتاتين وصبيين، تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاما.
وتضافرت الأزمة المصرفية مع نقص السيولة ليتسلم راتبه البالغ 900 دينار ليبي (655 دولارا) مرة كل شهرين.
وقال ”عدم وجود مواصلات عامة وخدمات عامة تجبرك إنك توفر وسيلة مواصلات خاصة بيك.. تجد نفسك في عمل مستمر من الصباح حتي المساء ربما حتي 24 ساعة لا تكفي أساسا في حياتك اليومية... نحن نتكلم عن الأساسيات وليس الكماليات لأنه الكماليات أصبحت حلما بعيد المنال“.