نجار يحوّل ورشته إلى مدرسة موسيقية في ميسان

آخر تحديث 2020-10-17 00:00:00 - المصدر: وكالة الانباء العراقية

ميسان- واع- شذى السوداني وعبدالحسين بريسم

 

في منطقة (الجدَيْدَة) ،واحدة من أقدم مناطق ميسان، وقرب السوق المُسقف تقع ورشة صغيرة للنجارة، حيث اعتاد صاحبها سعد شناشيل على صناعة غرف النوم والأبواب وغيرها من متطلبات الزبائن، ولم يدر في ذهنه أن خبرته في تطويع الخشب ،وتحويله إلى أشكال متعددة ستقوده إلى صناعة آلة العود ،التي أصبح بمرور الوقت مولعاً بها، ليستدرجه هذا الولع صوب تحويل ورشته إلى مدرسة لتعلم الموسيقى ،والفنون الموسيقية الأخرى.

وكالة الأنباء العراقية (واع) اتجهت صوب هذه المدرسة الصغيرة للاطلاع على هذا المشروع الموسيقي ،وأجرت حواراً مع الموسيقي النجار سعد شناشيل ،صانع العود وصاحب مدرسة الموسيقى ،الذي تحدث عن بدايته مع مهنة النجارة قائلا: "منذ الطفولة وأنا أعمل في مهنة النجارة أي ما يقارب الـ 53 عاماً، وولعي بالنجارة أمر طبيعي ناتج عن هوية مدينة العمارة المتشبعة بتاريخ القصب وصناعة المشاحيف ومن ثم التطور الذي جعل لهذه الصناعة مكانة في هذه المدينة".

وأضاف أنه" منذ عدة سنوات وأنا محب للموسيقى ،وهذا الأمر شجعني على صناعة آلة العود ،ومن ثم العزف على هذه الآلة لاكتشف مدى تعلقي بها ،وولعي للعب على أوتارها ،واكتشفت أيضاً أن صناعة العود تجربة مهمة تستحق الجهد والاهتمام، لذلك بدأت أطور مهارتي في صناعة هذه الآلة لتكون متاحة أمام الجميع ممن لديهم شغف موسيقي".

مدرسة الموسيقى

وعن فكرة انشاء المدرسة الموسيقية أشار سعد إلى أن "ميسان أرض خصبة وبكر للفن والموسيقى ،وهناك إقبال شديد على آلة العود، ولكن في بادئ الأمر واجه القيد الأسري والاجتماعي الذي مانع تعلمه الموسيقى أو اقتناء آلة موسيقية ،وهذا الأمر ينعكس على الواقع الاجتماعي في المدينة، ولكن مع الوقت بدأت هذه النظرة تتفكك ،وأخذت المدرسة تستقبل محبي الموسيقى من جميع مناطق المحافظة ومن جميع الأعمار".

ولفت إلى أن "فتح معهد في محافظة ميسان هو طموحه ،لأنه يمهد لصناعة جيل متزن يحمل روحاً  فنية وجميلة من خلال الموسيقى كون آلة العود وبقية الآلات تخلق الحب وتنثر المشاعر والمحبة".

وعن أهم مقومات صناعة آلة العود قال إن "أهم الأسس في صناعة العود نوع الخشب ،وكيفية التعامل معه في الصناعة وبمهنية لا بهواية ،فقط القياسات الصحيحة والتنفيذ بتانٍ وصبر"، مشيراً إلى أن "محافظة ميسان فيها عدد من العازفين وبعضهم يتصف بالشمولية الفنية ،ويعزف على العود والكمان، وهذه المدرسة استطاعت أن تخرج الكثير من العازفين".