سومر نيوز: بغداد.. ناقش تقرير صحفي، أبعاد التقارب السعودي العراقي، فيما استعرض وجهات نظر مراقبين حول الموقف الايراني من ذلك.
وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية في تقرير، ان "التقارب السعودي العراقي يقلق إيران وقد تستخدم أدواتها الموجوده في العراق من أجل عرقلة هذه العلاقات المتنامية".
وتحدث عدد من الخبراء والشخصيات خلال التقرير معبرين عن وجهات نظر متباينة إزاء ردود الفعل الإقليمية التي قد يواجهها هذا التقارب
فيما يلي نص التقرير:
في خطوة جديدة على مسار التقارب بين السعودية والعراق عقدت اللجنة الثقافية والإعلامية والشؤون الإسلامية بمجلس التنسيق العراقي السعودي الاثنين اجتماعا بحضور وزيري الثقافة من البلدين، لوضع جملة من التفاهمات، والاتفاق على توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم ضمن مجالات الثقافة والإعلام والسياحة والحج والعمرة.
الاجتماع تناول محاور الثقافة والإعلام والسياحة والحج والعمرة والشؤون الإسلامية، واتفق الطرفان على إدخال التفاهمات القائمة حيز التنفيذ وبحث توقيع مذكرات تفاهم جديدة، وتبادل الزيارات خلال الفترة المقبلة، وعقد مزيد من الاجتماعات للجنة لبحث آخر تطورات ما تم الاتفاق عليه في جميع المجالات.
وبدأت ملامح التقارب العراقي السعودي تظهر بطريقة مفاجئة عام 2017 بزيارات متبادلة من وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير، والمرجع العراقي مقتدي الصدر ورئيس الوزراء حيدرا العبادي ومن بعده عادل عبد المهدي و الكاظمي كما تم في هذا السياق إنشاء لجان مشتركة وتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي وزراعي وفتح المعابر الحدودية وحديثا اتفاقيات تعاون ثقافي.
وينظر بعض المراقبين إلى هذا التقارب على أنه آلية لمواجهة إيران في حين يرى آخرون أنه يصب في اتجاه إعادة المياه إلى مجاريها بين بغداد والرياض بعد سنوات من التباعد وربما تمثل خطوة ضد الطائفية أوتمد جسرا نحو طهران وسوريا.
وفي حديثه لـ "سبوتنيك" قال وزير الثقافة العراقي السابق عبد الأمير الحمداني، إن "التعاون الثقافي بين السعودية والعراق قائم منذ فترة رئاسة عادل عبد المهدي للوزارء ويشمل الكثير من الجوانب حيث تجمعنا مع المملكة الكثير من الروابط، ولدينا ملفات مشتركة كثيرة في مجالات الثقافة والسياحة، وهذه الروابط تمثل نافذة للتقارب بين الشعوب، ولا علاقة لها بموضوع السياسة، ونحن نؤمن أن الثقافة جسر يربط بين الشعوب".
وأكد الحمداني أن "أي انفتاح على دول الجوار يلقي بظلال طيبة لرفع الاحتقان، وعلاقاتنا بدول الجوار تتعدي الجانب الطائفي فكلنا مسلمون وهذا سيفيد برفع الاحتقان الطائفي".
وأوضح رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، د. إحسان الشمري، إن "المرجعية الدينية في العراق دافعة باتجاه أن يأخذ العراق دورا وتكون علاقاته متوازنة مع الجميع، وهي لاتضع العراق ضمن خندق معين حتى لا يمضي باتجاه الانعزال لذلك هي ترى أن قضية دخول أي شراكات بما يتطابق مع القوانين العراقية سيصب في صالح البلاد".
وحول أهداف السعودية من تكثيف التعاون قال الكاتب والمحلل السياسي، د. عبدالله العساف ان "المملكة لديها هدف الحفاظ على استقرار وأمن المنطقة، والاستفادة من تجارب الماضي حيث كان العراق منفتحا على إيران حتى استحوذت عليه بالكامل، وكان يجب على محيط العراق العربي الالتفات إليهخاصة مع وصول حكومة عروبية وطنية متمثلة في الكاظمي الغير محسوب على أي انتماءات أو تيارات وهدفها تصحيح أخطاء الحكومات السابقة والالتفات إلى محيطها العربي" مشيرا إلى أن "التقارب السعودي العراقي يعمق الهوة بين السعودية وإيران فهي تعتبر العراق حديقة خلفية، وسيأخذ فك الارتباط بين طهران وبغداد المزيد من الوقت".
وحول أثر التقارب على علاقات كل من العراق والسعودية بإيران وسوريا قال د.محمد غانم الرميحي، مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت، إن "الموضوع السوري ذهب بعيدا، ولا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك تقارب الآن، وبالتأكيد فإن التقارب السعودي العراقي يقلق إيران وقد تستخدم أدواتها الموجوده في العراق من أجل عرقلة هذه العلاقات المتنامية".