العراق يستعد للدراسة بـ"التعليم المدمج" والانتقادات تلاحقه

آخر تحديث 2020-11-14 00:00:00 - المصدر: اندبندنت عربية

خاضت الأوساط الرسمية العراقية نقاشاً مطولاً، بهدف التوصل إلى صيغة ترضي الكوادر التعليمية وتعطي تطمينات بأن الطلاب لن يكونوا عُرضة للإصابة بفيروس كورونا، إذ تواجه العملية التعليمية أزمة تقليص الدوام مع توزيع أعداد محدودة من الطلبة على الصفوف، في ظل نقص عدد المدارس، التي أصبحت مكتظة بشكل يسهّل من إمكانية تفشي الفيروس.

ووفق آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة العراقية، فإن إجمالي الإصابات بلغ 516 ألفاً و915 إصابة، منها 11623 وفاة.

التعليم المدمج آلية جديدة

غير أن هذه المعوّقات لم تمنع اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية من تحديد التاسع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي موعداً لبدء العام الدراسي الجديد، مُنهية أسابيع طويلة من النقاش والجدل الرسمي والشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وطالبت اللجنة، بحسب بيان لها في السابع من الشهر الحالي، وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي بأن تعرضا خططهما المُعّدة مع وزارة الصحة والبيئة، لتأمين تنفيذ الإجراءات الوقائية وطرحها في الاجتماع المقبل.

ودشنت وزارة التربية نظام "التعليم المدمج" وهو آلية جديدة تعمل على تنظيم الدراسة ومن المفترض أنها ستقلّل أعداد الإصابات بكورونا بين الطلبة، وتحقق جانباً مهماً من تطوير المستوى التعليمي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول تفاصيل النظام الجديد، يقول متحدث التربية حيدر فاروق، "الآلية ستطبّق مع بدء العام الدراسي وتتضمن أن يكون التعليم مدمجاً من خلال يوم تفاعلي داخل الصف، وخمسة أيام للتعليم الإلكتروني، فضلاً عن تقسيم الطلبة بأعداد تتراوح ما بين 8 و12 طالباً في الصف الواحد وبحسب مساحته".

ومنحت الوزارة خياراً آخر بإمكانية مواصلة التدريس من المنزل للطالب، شرط توافر البيئة التعليمية الملائمة والمقدرة على التواصل إلكترونياً مع المدرسة، بحسب فاروق، الذي أكد أن هذا الأمر "يسمح للطالب بتأدية امتحان نصف السنة ونهاية العام الدراسي في المدرسة".

ويسمّى هذا النظام التربوي بـ"الانتساب"، وهو معمول به سابقاً في العراق في ظروف معينة، إلا أنه جرت توسعته بشكل أكبر.

وأضاف فاروق، "الوزارة ستقوم من خلال لجنة مشتركة مع وزارة الصحة بتعفير المدارس وإجراء فحوص دورية، للتأكد من سلامة الطلاب وعدم إصابتهم بكورونا"، مشدداً على "ضرورة إنجاح التعليم الإلكتروني في العراق من أجل استمرار الطالب بالتعلم، خصوصاً أن الأجيال الحالية واكبت التكنولوجيا الإلكترونية، وهذا ما نلاحظه من خلال تقبّلهم للأجهزة الذكية".

وعادة ما يبدأ العام الدراسي في العراق خلال أكتوبر (تشرين الأول) وينتهي في يونيو (حزيران)، إلا أن الأزمة الصحية دفعت الحكومة إلى تأجيله وسط نقاشات حول الآلية المفترض أن تُتَّبع في ظل الجائحة.

قرار فردي

من جانبها، رأت لجنة الصحة في مجلس النواب العراقي أن بدء العام الدراسي نهاية الشهر الحالي "خطوة مستعجلة" من وزارة التعليم، مؤكدة أنها "لا تستند إلى أسس علمية، وقد تؤدي إلى تفشي فيروس كورونا بين الطلاب".

وقال عضو اللجنة فالح الزيادي، "القرار مستعجل وفردي"، منتقداً "استئثار الوزارة بالقرار، من دون استشارة لجنة الصحة في البرلمان". وأوضح "من المتوقع أن تكون هناك موجة ثانية للفيروس في البلاد، بعدما ارتفع عدد الإصابات في دول حول العالم إلى حدّ كبير، ووضع البلاد ليس مستقراً على المستوى الوبائي".

وسيترتّب على النظام الجديد أن يكون الدوام يوماً واحداً، وخمسة أيام إلكترونية، وهو ما يراه الزيادي يؤدي إلى "عدم تحقيق الغرض التعليمي المطلوب"، وفي الوقت ذاته يبدي تخوفه من انتشار الفيروس بسبب الاختلاط، مقترحاً "تأجيل الدراسة إلى إشعار آخر".

عقبات التنفيذ

ولم يكن موقف نقابة المعلمين بعيداً من لجنة الصحة البرلمانية، إذ أقرّت بصعوبة تنفيذ التعليم الإلكتروني في المدارس الابتدائية، ويقول متحدث النقابة ناصر الكعبي، "التعليم الإلكتروني جديد على العملية التربوية في العراق، وتوجد صعوبات في تطبيقه على طلبة الدراسة الابتدائية، والسبب أن ما يقارب نصف إلى ثلاثة أرباع المعلمين غير مدرّبين على الدراسة عن بعد"، لافتاً إلى أن "بعض مراحل الدراسة الابتدائية مثل الصف الأول يحتاج إلى تفاعل مع المدرّس، وهذا لا يتحقق إلكترونياً".

وعلى الرغم من تراجع خدمات الإنترنت في العراق، فإن بعض المعلمين يرون أن التعليم الإلكتروني "أصبح ضرورة"، بسبب انتشار كورونا. ويوضح أستاذ اللغة العربية علي هاشم أنه "من الممكن تطبيق التعليم الإلكتروني. لكن يُستثنى منه طلاب المرحلة الابتدائية، الذين يحتاجون إلى التواصل مع المعلم، وتلقينهم أساليب النطق في بعض المواد".

ويضيف هاشم، "الموسم الدراسي الماضي أظهر نجاح هذا الأسلوب في المرحلة الإعدادية والجامعية، وعلى الرغم من تدني خدمة الإنترنت في العراق، إلا أنه جرى إكمال العملية التعليمية"، لافتاً إلى أن الظرف الحالي يتطلب تعليماً إلكترونياً بسبب الجائحة، ويمكن اللجوء إلى النظام المدمج لطلبة المراحل الابتدائية، شرط أن يحضر الطالب إلى المدرسة، لتعلّم بعض المواد مثل اللغة العربية على أقل تقدير.