العودة من بوابة عرعر.. السعودية تستميل العراق اليها والاخير يسعى للاستفادة اقتصاديا

آخر تحديث 2020-11-19 00:00:00 - المصدر: NRT عربية

فوتو: 

منذ 21 دقیقة

250 مشاهدة

ديجيتال ميديا ان ار تي

كشفت صحيفة العرب، الخميس، عن وجود مساع سعودية لإستمالة العراق اليها ووقف تزايد نفوذ إيران في المنطقة، فيما اشارت الى ان بغداد تسعى للاستفادة اقتصاديا من تعزيز العلاقات مع الرياض.

ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية عراقية، اليوم (19 تشرين الثاني 2020) قولها أن "السعودية تكفلت بتأهيل جانبي الممر، ولم تكتف بتأهيل جانبها من المعبر فحسب".

وأضافت المصادر إن "الرياض تعاملت مع ملف معبر عرعر بجدية كبيرة، إذ دارت المباحثات بشأنه مع الجانب العراقي بشكل منفصل عن حزمة ملفات أخرى يخوض فيها الطرفان منذ سنوات، دون إحراز تقدم كبير".

وتقول الصحيفة ان "هذه الخطوة كتتويج لسلسلة من الإشارات الإيجابية لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الهادفة إلى الاقتراب أكثر من السعودية ومن ورائها بقية الدول الخليجية والعربية، لإحداث توازن مع النفوذ الإيراني المتزايد في العراق حتى باتت الميليشيات الموالية لطهران تتهمه بالارتهان للسعودية والولايات المتحدة.

وكانت أول زيارة خارجية مقررة للكاظمي بعد توليه منصبه في مايو، إلى الرياض لكنها ألغيت في اللحظة الأخيرة بسبب مشاكل صحية تعرض لها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز حينها.

وفي المقابل، كانت السعودية تستجيب لرسائل الكاظمي بحذر في ظل مقاربة تقوم على التريث في الانفتاح على عراق واقع بشكل شبه كامل تحت نفوذ إيران وأذرعها وفي ظل حملات شيطنة للمملكة ودورها الإقليمي.

ويقول متابعون إن السعودية تحتاج إلى إدراك أن الكاظمي قد يكون فرصتها الأخيرة لتعويض انسحاب كامل من الشأن العراقي على مدى ثلاثين عاما وتقديم العراق على طبق من فضة لإيران مثلما قال وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل.

ولا تزال الرياض مترددة في الدخول في شراكة اقتصادية مع العراق ورصد أموال للاستثمار على أرضه مخافة أن تذهب أموالها إلى جيوب جهات معادية لها، لكون البلد لا يزال ساحة نفوذ لإيران وتتحكم فيه قوى سياسية موالية لطهران، وهو ما يحيل السعوديين على التجربة اللبنانية حيث ظل لبنان على مدى عقود يتلقى مساعدات من المملكة يستفيد منها حزب الله وإنْ بطريقة غير مباشرة.

ولا تمتلك السعودية فرصة لإعادة العراق إلى محيطه العربي بشكل دائم ما لم تتبن نهجا جديدا يقوم على المجازفة واستثمار فرص التراجع الإيراني تحت الضغوط الأميركية، خاصة أن العراق سيكون لها بمثابة الضرورة في ظل تراجع التأثير السعودي في لبنان لصالح إيران، وتضاؤل نفوذ الرياض في سوريا، والأثمان الباهظة التي كلفتها الحرب التي تقودها ضد الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران في اليمن.

وتعمل الرياض على استمالة العراق في إطار مسعى لوقف تزايد نفوذ إيران في المنطقة، بينما يسعى العراق للاستفادة اقتصاديا من تعزيز العلاقات مع جارته الجنوبية.

ويعتقد مراقبون في بغداد أن هذا التطور سيخدم مصالح السعودية أكثر من العراق؛ ففي النهاية، لا ينتج العراق شيئا يمكن أن تشتريه السعودية. كما يشعر العديد من الساسة السنة في العراق بأن انفتاح السعودية على بلادهم من شأنه أن يمنحهم زخما كبيرا في مواجهة تغول النفوذ الإيراني.

وزار وفد سعودي رفيع المستوى الأسبوع الماضي بغداد حيث اجتمع مع مسؤولين عراقيين، وسبقت ذلك زيارة من قِبل وفد عراقي مماثل إلى السعودية.

ويعود التقارب بين البلدين إلى عام 2015 عندما أعادت الرياض فتح سفارتها في بغداد بعد انقطاع دام 25 عاما.

وأثار فتح المعبر وبشكل واضح، حفيظة الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران التي تتهم السعودية بمحاولة “استعمار” العراق تحت ستار الاستثمارات".

ويقول النائب عن اتحاد القوى، أكبر الكتل السنية في البرلمان العراقي، رعد الدهلكي إن “افتتاح منفذ عرعر الحدودي وفتح آفاق الاستثمار والتعاون مع السعودية هي بداية مباركة وخطوة صحيحة للحكومة في هذه المرحلة”، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعزز عودة العراق “إلى الحضن العربي بعيدا عن مزايدات المشككين في تلك الاتفاقيات لخدمة أجندات أضعفت وأفسدت البلد لتحقيق مصالحها“.

وأضاف أن الاستثمار والتعاون الاقتصادي مع السعودية ودول الخليج هو الأمر الصحيح وهو الخطوة التي ينبغي للحكومة المضي بقوة فيها بعيدا عن الأبواق مدفوعة الثمن التي تريد التشكيك فيها.

ويقع منفذ عرعر الحدودي في محافظة الأنبار التي تمتد في غرب وجنوب غرب العراق، وتشترك بحدود مع الأردن وسوريا والسعودية. وتهدف الخطوة إلى السماح بمرور البضائع والمسافرين، ما يعني بوابة أخرى للواردات التي تدخل العراق الذي يستورد حاليا القسم الأكبر من حاجاته من إيران، ثاني أكبر بلد من حيث التبادل التجاري مع العراق.

وكان منفذ عرعر خلال السنوات الماضية يفتح فقط أمام مرور الحجاج العراقيين المتوجهين إلى مكة لأداء مناسك الحج.

ويسعى البلدان أيضا إلى إعادة فتح معبر الجميمة، وهو منفذ بري ثان في جنوب العراق.

A.Sh