سارة غيلبرت المرأة التي صممت لقاح أكسفورد
فوتو: أرشيف
منذ 13 دقیقة247 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
كشفت وسائل إعلام بريطانية، حقائق عن البروفيسورة سارة غيلبرت، التي صممت اللقاح الأخير ضد فيروس كورنا، والذي أعطى نتائج واعدة جدا.
وذكرت أنه قبل سنوات، عندما كانت غيلبرت تحضر للدخول في مرحلة دراسة الدكتوراه، فكرت في التخلي عن دراسة العلم بشكل كلي، وبوصفها طالبة شابة في قسم علوم البيولوجيا بجامعة "إيست أنجيليا" تحفزت نتيجة لتنوع الأفكار والتجربة التي عاشتها في قسمها العلمي.
وتابعت أنه بعد تقدمها لدراسة الدكتوراه في جامعه "هال" اكتشفت أنها لا تحب التركيز على مدخل ضيق في حقل علمي محدد في دراستها وأنها أكثر ميلا للانفتاح على مختلف الحقول المعرفية والأفكار.
وقالت في مقابلة سابقة "يسر بعض العلماء بالعمل بمفردهم، بهذه الدرجة أو تلك، على موضوع واحد ولفترة طويلة جدا... وهذه ليست الطريقة المفضلة في العمل لدي، فأنا أحب أن آخذ بنظر الاعتبار أفكارأ من الكثير من الحقول والمجالات (المعرفية) المختلفة".
وأضافت "لقد فكرت جديا في ترك العلم في تلك اللحظة والقيام بشيء مختلف"، بيد أنها قررت في النهاية أن تمضي قدما في مسيرتها العلمية لأنها كانت بحاجة إلى دخل، بحسب تعبيرها، وهذا القرار قاد إلى الإعلان صباح الثلاثاء الماضي - وفقا لنتائج تجارب المرحلة الأخيرة - عن أن لقاح فيروس كورونا في جامعة أُكسفورد فعال جدا في إيقاف تطور أعراض كوفيد-19، حيث تشير بيانات أولية إلى أنه يوفر حماية بنسبة 70٪ ، لكن الباحثين يقولون إن الرقم قد يصل إلى 90٪ عن طريق تعديل جرع اللقاح.
وبعد أن أكملت غيلبرت دراسة الدكتوراه، حصلت على وظيفة في مركز لأبحاث التخمير، حيث بحثت في كيفية التعامل مع الفطريات المستخدمة في الخميرة ، قبل أن تنتقل إلى العمل في مجال الصحة البشرية، ولم تكن غيلبرت تخطط أبدا للتخصص في مجال اللقاحات. بيد أنها عملت في منتصف التسعينيات بوظيفة أكاديمية في جامعة أكسفورد، وبحث خلالها في الشفرة الوراثية (الجينات) لطفيلي الملاريا، وقاد ذلك إلى العمل على لقاحات الملاريا.
وفي غضون ذلك، تعقدت ظروفها الحياتية العائلية بعد أن ولدت ثلاثة توائم، وكان عليها أن تقوم برعايتهم وتربيتهم.
وفي غضون ذلك، ترقت غيلبرت في المراتب الأكاديمية في جامعة أُكسفورد، وأصبحت أستاذة في معهد "جينر" المرموق في الجامعة. وأسست مجموعتها البحثية الخاصة في محاولة لتصنيع لقاح شامل ضد الإنفلونزا، أي أنه لقاح يكون فعالا ضد جميع العتر الفيروسية المختلفة المسببة للمرض.
وفي عام 2014 ، قادت التجربة الأولى للقاح الإيبولا. وعندما تفشى فيروس "ميرس" - متلازمة الشرق الأوسط التنفسية - سافرت إلى السعودية في محاولة لتطوير لقاح ضد ذلك النوع من فيروسات كورونا.
كانت التجربة الثانية لهذا اللقاح قد بدأت للتو عندما ظهر كوفيد-19 في الصين في أوائل عام 2020. فأدركت غيلبرت بسرعة أنه ربما يمكنها استخدام نفس النهج لنطوير لقاح ضده.
سباق ضد الفيروس وليس لكسب المال
استغرق الأمر بضعة أسابيع لتطوير لقاح ضد كوفيد-19 في المختبر. ثم دخلت الدفعة الأولى مرحلة التصنيع بحلول أوائل نيسان الماضي، مع توسع استخدام نظام اختبار صارم، ووصفت البروفيسورة غيلبرت العملية بأنها عبارة عن سلسلة من الخطوات الصغيرة، بدلا من أن تكون تحقيق إنجاز كبير في لحظة واحدة.
تتجه أنظار العالم الآن إلى البروفيسورة غيلبرت وحفنة من مهندسي لقاح كوفيد 19، وهم يسابقون الزمن لاثبات فعالية لقاحهم.
من هي سارة غيلبرت؟
سارة غيلبرت من الرائدات في سباق تطوير وإنتاج لقاح لفيروس كورونا.
ويعكف الفريق العلمي الذي تقوده في جامعة أوكسفورد - بالتعاون مع شركة أسترا زينيكا البريطانية السويدية للأدوية والعقاقير - على إجراء اختبارات تشمل 1,077 شخصا.
وعندما أعلن عن النجاحات التي حققها فريقها - بعد أن أظهر متطوعون ردا مناعيا قويا بإنتاج الأجسام المضادة وخلايا تائية (T-cells) يمكنها محاربة الفيروس - تحولت بين ليلة وضحاها إلى نجمة في سماء العلم.
ورغم أنه من السابق لأوانه القول إن النتائج التي خرج بها فريق أوكسفورد ستكون كافية لتوفير الحماية من فيروس كورونا، فإن هذه النتائج تعد مع ذلك مهمة وواعدة جدا. وما زالت بحوث أوسع نطاقا تجرى الآن للتحقق من فعالية اللقاح الجديد.
عالمة شابة
تقول الأستاذة غيلبرت إنها كانت تعلم منذ نعومة أظفارها أنها تريد العمل في مجال البحوث الطبية، ولكن عندما بلغت من العمر 17 عاما لم تكن تعرف من أين ستبدأ هذا المشوار.
كانت الخطوة الأولى التي خطتها هي الحصول على شهادة في علوم الحياة من جامعة (إيست أنغليا)، واستتبعت ذلك بالحصول على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية.
وشاركت بعد ذلك في بحوث في قطاع التقنية الحياتية، حصلت من خلالها على خبرات في مجال صناعة وإنتاج الأدوية والعقاقير.
وبحلول عام 1994، حصلت غيلبرت على وظيفة بارزة في جامعة أكسفورد للعمل في مجالات علم الوراثة والطفيليات والملاريا.
وأدى عملها هذا إلى انخراطها في مجال تطوير وإنتاج اللقاحات.
ر.إ