حرب الاغتيالات..عنوان مؤقت لمرحلة انتقالية

آخر تحديث 2020-11-28 00:00:00 - المصدر: المعلومة

كتب / سعيد ياسين موسى

الاغتيالات والعقوبات المالية والحصارات الدولية والمسيرات القاصفة والعمليات العسكرية المحدودة والضربات المحسوبة والميديا الناعمة والتظاهرات المُوجهة والغزوات السيبرانية والهجمات الالكترونية والتجسس وتزييف الرأي العام وشيطنة الخصوم وغيرها الكثير من المفردات- العسكرية أو المدنية- تدخل في إطار الحروب المركبة او الهجينة التي تُخاص في المنطقة منذ مطلع القرن العشرين.

تندرج عملية اغتيال العالم الإيراني الكبير محسن فخري زادة في إطار الحروب المركبة والهجينة ونُفذت في هذا التوقت -بعد رفع سقف التهديد بالعدوان المباشر لتهيئة الأجواء النفسية وتمرير العدوان الأقل كلفة وأضيق دائرة- لعدة أسباب من اهمها:

١/ التيقن الصهيوني من الإنسحاب الأميركي من المنطقة وانتفاء خيار توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.

٢/ الاختلافات بين توجهات الدولة الفاعلة العميقة المُهيمن عليها صهيونيا والراغبة بمواصلة الضغط على إيران وبين توجهات الدولة الرسمية العريقة الساعية للانكفاء والليونة وترتيب البيت الداخلي وترميم السياسة الخارجية.

٣/ وضع العصا في عجلة حكومة بايدن وإبطال مساعي العودة للاتفاق النووي 5+1 مع ايران.

٤/ إبقاء سياسة الضغوط القصوى المُمارسة ضد إيران بوسائل مركبة ومزدوجة تتجاوز العقوبات الإقتصادية إلى العمليات الأمنية والمخابراتية.

٥/ توريط الحكومة الأميركية الجديدة بمشاكل جديدة مع إيران تحافظ مخرجاتها على الستاتيكو القائم في اقل التقادير لأجل غير مسمى.

٦/ ضرب القدرات الإيرانية النووية والصاروخية والنيل منها في لحظة أميركية انتقالية نوعية لها انعكاساتها الدولية والإقليمية الحساسة.

٧/ تقدير واستشراف عدم القدرة الإيرانية على الرد المباشر بما يشعل حربا واسعة ما يخلط الاوراق الإيرانية وينال من عقولها وبرامجها الدفاعية.

٨/ استدراج رد فعل ايراني يعقد الموقف التفاوضي الإيراني المنتظر مع الجانب الأميركي ويصعب الحلول الدبلوماسية.

٩/ تأخير العودة للاتفاق النووي أوحجز مقعد إسرائيلي خليجي على طاولة المفاوضات بعد أن تركهم أوباما خلف ظهره في الاتفاق السابق.

١٠/ تقوية وتمتين المواقع الإسرائيلية والمواقع التابعة في المنطقة لإحتواء وإبطال مفاعيل اي إتفاق إيراني أميركي محتمل بقوة.

السكوت الإيراني يعني تماديا إسرائيليا وتكرارا لعمليات مماثلة في إيران أو ساحات حلفائها ويعني تحقيقا لكل الأهداف الإسرائيلية ولهذا لن تعلن ايران الحرب ولن ترد بشكل مباشر على شاكلة قصف قاعدة عين الأسد ردا على عملية إغتيال الجنرال سليماني مطلع العام الحالي وإنما سيكون بعمليات أمنية موازية تعيد الأمور إلى نصابها.