استذكرت مجازر داعش والعثمانيين.. عراقية تستعد لدخول 'غينيس' كأكبر معمرة في العالم

آخر تحديث 2020-11-29 00:00:00 - المصدر: NRT عربية

المعمرة الإيزيدية

فوتو: أرشيف

منذ 16 دقیقة

384 مشاهدة

ديجيتال ميديا إن آر تي

سلط تقرير لموقع "سكاي نيوز" الأحد، الضوء على حياة معمرة إيزيدية عراقية يستعد أحفادها لإدراجها في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، فهم يعتقدون أنها أكبر معمرة على كوكب الأرض.

وذكر التقرير الذي تابعه ديجيتال ميديا إن آر تي، اليوم، 29 تشرين الثاني 2020، ان "روشي قاسم" استذكرت خلال لقاء صحفي، المحن التي مرت بها الطائفة الايزيدية منذ أمد بعيد، وتحديدا منذ مجازر الدولة العثمانية بحقهم، مرورا بأزمات بلدها وحروبه المعاصرة، حيث تقضي أيامها بعد نزوحها من قضاء سنجار داخل خيمتها في مخيم "كبرتو" للنازحين الإيزيديين بمحافظة دهوك.

وأضاف انه "بعد أشهر من الآن، ستكون المعمرة روشي قد أتمت 134 عاما كما تقول عائلتها، وهي ليست طريحة الفراش أو فاقدة للوعي، بل تتمتع بذاكرة متخمة بقصص الحرب والإبادة التي عاصرتها منذ الحقبة العثمانية مرورا بالانتداب البريطاني، ففترة الحكم الملكي والجمهوري وفصول الأزمات والحروب التي ضربت بلادها، لا سيما الأخيرة مع تنظيم داعش الإرهابي، التي تقول إنها الأكثر فظاعة".

وتابع أن بطاقة هوية روشي، تظهر أنها ولدت في الأول من تموز عام 1887، ويستعد أحفاد المعمرة الإيزيدية العراقية لإدراجها في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، فهم يعتقدون أنها أكبر معمرة على كوكبنا بعد وفاة رجل عراقي آخر كان قد بلغ أكثر من 100 عام، هو حنون الغالبي من محافظة ميسان جنوبي البلاد، وعلاوة على ذلك، فهم يملكون شهادة ميلادها ويسعون لإدراجها حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك أنها ولدت في عام 1887.

ولا تزال المعمرة الإيزيدية مواظبة على سماع الطرب الكوردي يوميا، وبرامج الفن للإذاعات المحلية التي تبث الأغاني والأخبار باللغة الكوردية، لكنها تعاني ضعفا في بصرها لا يسمح لها بالتنقل بين الخيم من دون عكازها، قاصدة زيارة أحفادها وأبنائهم.

وتحتفظ روشي بشعرها الأسود الذي قاوم الشيب، والفضل في ذلك يعود، كما تقول، إلى نوع الأطعمة التي تتناولها الأرملة، والجدة لأكثر من 150من الأحفاد، وتقول إنها لم تزر طبيبا، وهي تحرص على تناول البيض واللبن والخضار والفاكهة لا سيما المجففة منها، وتفضل تناول السمك كوجبتها الأساسية في قائمة اللحوم.

وقبل نزوحها من سنجار بعدما اجتاحها داعش ودمرها، كانت المعمرة العراقية تعتمد على خيرات الأرض من الأعشاب العطرية في حال أصيبت بوعكة صحية، وعلى تناول الكمي والفطر والتين والعنب، بينما كان العسل يتصدر مائدتها على الفطور.

وعاشت الجدة روشي قاسم كأسلافها الإيزديين تحت الحكم العثماني خاصة في أواخره، وبدأت معاناتهم بفتاوى عثمانية منذ القرن السادس عشر، وضعت كأطر تشريعية وعسكرية أباحت الدم الإيزيدي، حيث لا تزال روشي تتذكر كيف كانت القوات العثمانية تقتحم قرى طائفتها تحت جنح الظلام، فيقتلون من فيها وينتقلون إلى أخرى، فيما يكتب للمحظوظين القلائل النجاة من هول المجازر وسرد شهاداتهم.

وتنقل المعمرة عن والدها تفاصيل مجزرة "أيوب بك" العثماني سنة 1891، وكانت حينها تبلغ 5 سنوات، ووصف لها كيف كانت تنهال سيوف العثمانيين على رقاب الإيزديين دون رأفة بصرخات الأطفال والرضع، وتلتها حملة عمر وهبي باشا سنة 1892، ثم حملة بكر باشا سنة 1894.

وأفادت روشي، بانها شهدت 7 مجازر ارتكبها الأتراك بحق طائفتها، إذ قتل العثمانيون آلاف الإيزيديين، إلى جانب ملاحقتهم أثناء مجازر الأرمن في القرن الماضي، لا سيما أن العثمانيين هددوا بقتل الإيزديين في جبال سنجار إن لم يسلموهم العائلات الأرمنية الفارة من حملات الإبادة.

وكانت تلك العائلات استنجدت بالإيزديين الذين أغاثوهم وآووهم، ورفضوا تسليمهم إلى العثمانيين، الذين ارتكبوا بحقهم آخر مجزرة كانت على يد إبراهيم باشا، بعد 3 سنوات من الحملة العثمانية بحق الأرمن، فيما ترى المعمرة العراقية أن تنظيم داعش كان الأكثر إرهابا.

 

ر.إ