باحثة تؤشر انتهاكات عديدة للتصميم الأساس لمدينة السليمانية

آخر تحديث 2020-12-05 00:00:00 - المصدر: الاتحاد الوطني الكردستاني

أشرت باحثة كوردية وجود انتهاكات عديدة للتصميم الأساس لمدينة السليمانية على أصعدة التخطيط والاستثمار والتنفيذ، داعية الجهات المعنية إلى ضرورة الالتزام بذلك التصميم واستثمار عناصر القوة الموجودة فيه لما لذلك من أثر إيجابي على حاضر المدينة ومستقبلها.  

وقالت الباحثة المهندسة، مريم عدنان لـ PUKmedia، يوم السبت، إن المدينـة تشكل "تنظـيماً عــضوياً لها هيكلها الفيزيائي والعمراني الكبير والمعقـد الذي ينطوي على مشاكل كثيرة ومتنوعة"، مشيرة إلى أن ذلـك "يتطلـب تنظـيم الفعاليـات داخـل المدينـة عـن طـريق تنظـيم اسـتعمالات أراضيها بواسـطة خارطـة المخطـط الأسـاس الـذي يوضـح اتجـاه نمـوها وتطورهـا علـى المـدى البعيـد وتحديد التوزيعــات المكانيــة لاســتعمال الأرض داخــلها".

وأضافت، أنها قامت بـ"تحليل المخطط الأساس لمدينة السليمانية الذي أقرته الحكومة الكردستانية، للمدة من عام 2009 إلى 2039، موزعة على ثلاث مراحل، كل واحدة منها تمتد على عشر سنوات، فضلاً عن دراسة القطاع السكني للمدينة بسبب عدم توافر دراسات تفصيلية لذلك القطاع"، مبينة أنها اعتمدت على "مؤشرات الكثافة السكانية والإسكانية ومعدل حجم الأسرة فيها والمساحات الإسكانية لكل مرحلة باستخدام خرائط توضح مواقع المشاريع الإسكانية ببرنامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وتحديد الجهات المنفذة لتلك المشاريع".

وأوضحت المهندسة مريم عدنان، لقد "وزعت استمارة استبانة لذوي الخبرة من الجهات المعنية بالمشاريع الإسكانية، كمديرية الإسكان والاستثمار وبلدية المدينة، بالاستعانة بتسعة خبراء لمعرفة مدى مصداقية الأسئلة الموضوعة واتساقها مع أهداف البحث، ومنها تبين أن المخطط الأساس لم ينفذ وأن أحداً لم يستعين بالمخططات الإسكانية الموضوعة فضلاً عن وجود انتهاكات مكانية وزمانية على المخطط الأساس من خلال وجود مشاريع إسكانية منفذة خارجه أو على الأراضي غير المخصصة للسكن، و استخدام بعض الأراضي للسكن قبل المدة المقررة". 

وذكرت الباحثة، أن البحث "وزع على ثلاثة فصول تناول أولها أمثلة مشابهة والتطرق إلى التخطيط الإسكاني ومفاهيمه، والثاني عن المخطط الأساس ومفاهيمه ودور الاستثمار في تنفيذ المشاريع الإسكانية فيما كرس الفصل الثالث لدراسة تحليلية عن المخطط الأساس لمدينة السليمانية والأمد الزمني لتنفيذ المشاريع والدراسة الميدانية وجمع المعلومات وتحليلها وصولاً إلى الاستنتاجات والتوصيات"، لافتة إلى أن أبرز الاستنتاجات التي خلص إليها البحث تضمنت أن هنالك "تعدياً زمانياً ومكانياً من المشاريع الإسكانية على المخطط الأساس، وعدم وجود هيكل إداري تنظيمي لتنفيذ المخطط والمشاريع الإسكانية عليه، وأن المشاريع الإسكانية التي نفذت خارج حدود التصميم الأساس قد أثرت بنحو كبير على المخطط الأساس لمدينة السليمانية".

وأوصت المهندسة مريم عدنان، بضرورة "عدم الإسراع بوضع سياسة تخطيطية لاستعمالات الأرض الحضرية ما لم يكن هنالك توازناً بين عناصر القوة الموجودة فعلاً على الأرض من جهة والأهداف المرسومة من جهة أخرى، وعدم إغفال دور المشاركة الجماهيرية في وضع أي سياسة تخطيطية لاستعمالات الأرض باعتبارهم المستفيد الأبرز من تلك السياسة، مع ضرورة تعزيز الجانب الإداري في المنطقة المراد وضع سياسة تخطيطية إسكانية لها باعتباره الجهة التي تراقب مدى كفاءة تلك السياسة في تحقيق أهدافها، والتأكيد على إلزامية التقيد بالمخطط الأساس لمدينة السليمانية من قبل الأطراف المعنية كافة، وتنمية القدرات البشرية العاملة في هذا المجال لاسيما مديرية بلدية السليمانية كونها الجهة المستفيدة، وتفعيل عمل مديرية الإسكان كونها الجهة المستفيدة من البحث والتنسيق الكامل مع الجهات المعنية خاصة مديرية بلدية السليمانية، لرصد التجاوزات والإسهام الفاعل في تطوير المناطق السكنية المخطط لها".

يذكر أن البحث الذي أعدته المهندسة مريم عدنان محمد غريب، بعنوان ((أثر المشاريع الإسكانية في المخطط الأساس لمدينه السليمانية))، تكلل بحصولها على شهادة الماجستير بتقدير امتياز من قسم هندسه تخطيط المدن بالكلية التقنية الهندسية التابعة لجامعة السليمانية التقنية.. وأنه نفذ بإشراف الدكتورين ئالان فريدون علي أمين، وروزين كمال محمد أمين.. وأنه نوقش من قبل لجنة متخصصة ضمت أساتذة من جامعات السليمانية، بغداد والجامعة التكنولوجية، هم د. أمجد القره داغي، د. عامر شاكر ود. مفيد الشوك.

PUKmedia خاص