’’راجع بعد 200 عام’’.. عراقيون يسخرون من ’’رسائل المرور’’ لمواعيد الحجز الالكتروني

آخر تحديث 2020-12-16 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم

بغداد اليوم- خاص

"لماذا تسير بسيارتك بدون أرقام؟ يُفترض أن تضع لواحات مرورية حديدية وليست ورقية، قبل السيّر في سيارتك، والآن يجب حجز السيارة، لأن هذه الورقة التي تضعها لا يراها رجل المرور في الشارع.." بهذه الكلمات كلّم أحد رجال المرور، رجلاً يُدّعى أبو صالح الباوي (60 عاماً) بعد ما خرج بسيارته التي أخذت مديرية المرور أرقامها لتحويلها مما يسمّى بـ "الصدامي" إلى "الألماني".

اشترى أبو صالح الباوي سيارةً فيها أرقام "قديمة" بحسب ما صنّفته مديرية المرور، وأصدرت أمراً بتبديل الأرقام المرورية القديمة إلى الأرقام الجديدة، إلاّ أنّ مَن يريد استلام لوحة مرورية جديدة، عليه أن ينتظرَ لاستلام رقمه الجديد.

بالخطأ.. "200 عام للمراجعة"

وتداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، منشوراتٍ تضمّنت رسائل نصيّة استلموها من مديريات المرور، وجاء بها: "أمنياتنا لكم بالسلامة، نعتذر عن تأجيل موعد مراجعتكم إلى مديرية المرور (بغداد طوبجي) في تاريخ 22 كانون الأول 2213".

ليس هذا فقط، فبعض الرسائل جاءت إلى المواطنين كالتالي: "أمنياتنا لكم بالسلامة، نعتذر عن تأجيل موعد مراجعتكم إلى (بغداد- الغزالية) مديرية المرور في 20 كانون الأول من عام 2206"، ليتلقاها المواطنون بسخرية، حزنين من الواقع الحالي".

ومواعيد استلام اللوحات ليست أول مرة تؤجل، فأحد متلقي هذه الرسائل، نشر منشوراً، تضمن تأجيل الموعد ثلاث مرات، "الأولى في الشهر العاشر من العام الحالي، والثانية اليوم، والثالثة أُجلت إلى 21 كانون الأول من عام 2139"، وهذا وفقاً للرسائل التي صوّرها وقام بنشرها.

ولم تستطع (بغداد اليوم) التأكد مما إذا كانت الأخطاء في الرسائل المرسلة للمراجعين، بشرية أم ألكترونية، وبعد التواصل مع إعلام المرور، رأى إعلام المرور تأجيل التصريح بسبب ’’الانشغال’’ بحملة على سيارات الحمل والعجلات الكبيرة.

إلغاء الحجز الإلكتروني وبقاء الإجراءات الروتينية

وبعد الحجز الإلكتروني الذي أطلقته مديرية المرور، بعد تفشي جائحة كورونا، أصدر مدير المرور العام، اللواء الحقوقي طارق إسماعيل حسين، أمراً لبدء العمل بالدوام (الصباحي، والمسائي) في بغداد والمحافظات تمهيداً لإلغاء الحجز الإلكتروني، مشيراً إلى أن "الحجز عبر النافذة الإلكترونية سيُلغى بعد أن يتم سحب زخم المعاملات في مجمعات التسجيل".

يأتي ذلك بعد توجيه سابق، بإلغاء الحجز الالكتروني للراغبين بتجديد إجازة السوق ايضاً.

سخريّة المواطنين من الإجراءات

وما زال المواطنون يعانون عندما تكون لديهم معاملة مرورية، "فمَن يريد أن يذهب إلى إنجاز معاملة مرورية، يحتاج إلى صبر جميل: "لأنك ستعود غاضباً إلى المنزل بعد المعاملة، وتتشاجر مع الجميع على أبسط الأسباب"، وفقاً لتعليق أحد المواطنين على منشور في مواقع التواصل الاجتماعي المتعلّقة باللوحات المرورية، ساخراً من الإجراءات الروتينية المستمرة.

"لِمَ هذا الاستهزاء بالمواطنين؟ ولمَ لا تطبع مديرية المرور أرقام المواطنين وتسهّل إجراءات التحويل ونقل الملكية واستلام الأرقام؟ لِم هذا التعقيد؟ هل يستمتعون بأذيّة المواطنين ورؤيته معذّباً بين أروّقة المديريات، لاستلام وصلٍ وتسليم أموالٍ لا تعود عليه بالفائدة؟".. بهذه الكلمات أيضاً تكلّم أحد المواطنين الغاضبين من إجراءات المعاملات في الدوائر المرورية.

والعراق لا يطبع أرقامه، رغم بساطة العملية، حيث تبقى السيارات بلا لوحات، لحين وصول اللوحات من المانيا، بحسب تعاقد قديم بين البلدين.

ويشير المواطن المذكور آنفاً إلى أنه "لا يستفاد من الأموال التي يعطيها إلى المرور عند نقل الملكية ونقل الأرقام، لأن بعض الأموال يتم استلامها لـ "إصلاح الطرق والجسور"، إلاّ أن الطرق والجسور بدون إصلاح، أو إصلاح يبقى أسبوعاً ثم يعود إلى خرابه".

وعن الروتين، يذكر أحد المواطنين، أنه "وقف في إحدى مديريات مرور بغداد، من الساعة العاشرة صباحاً لغاية الساعة الثالثة مساءً بعد تحويله، من الدوام الصباحي إلى المسائي".