ترامب يعفو عن مجرمي “ساحة النسور”… السيادة الوطنية العراقية في خطر

آخر تحديث 2020-12-26 00:00:00 - المصدر: المعلومة

كتب / فاطمة عواد الجبوري…

ببيان هزيل ردّت الحكومة العراقية على قرار الرئيس ترامب بالعفو عن مرتكبي جريمة “ساحة النسور” البشعة في العراق. حيث أصدر ترامب (الرئيس المنتهية ولايته) قراراً بالعفو عن محكومين أمريكيين من شركة “ بلاك ووتر”، مدانين بقتل 14 عراقيا بينهم أطفال في بغداد وجرح آخرين عام 2007، فيما عرف باسم “مجزرة ساحة النسور”.

وبدلا من الاعتراض الحقيقي، والمطالبة بطرد السفير الأمريكي من العراق، ورفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية ضد إدارة الرئيس ترامب، أصدرت الحكومة بياناً قالت فيه بأنّ: “وزارة الخارجيّة العراقيّة تابعت القرار الصادر عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب. الوزارة ترى أنَّ هذا القرار لم يأخذ بالاعتبار خطورةِ الجريمة المرتكبة ولا ينسجم مع التزام الإدارة الأمريكية المُعلن بقيم حقوق الإنسان والعدالة وحكم القانون، ويتجاهل بشكل مؤسف كرامة الضحايا ومشاعر وحقوق ذويهم”.

إنه لمن المؤسف أن تفرّط حكومتنا العراقية بأرواح الشهداء وضحايا الاحتلال الأمريكي. فالعراقيون لم ينسوا أبداً مشاهد التعذيب التي تعرّض لها الرجال والنساء والأطفال المدنيين العزل في سجن أبو غريب. ولولا لم يتم كشف هذا النوع من التعذيب لبقيت هذه الجريمة مخفية عن عيون العالم.

بيان الخارجية العراقية يشير إلى أن هذا العفو لا ينسجم مع التزام الإدارة الأمريكية المعلن عن حقوق الإنسان. ونحن هنا يجب أن نذكّر الحكومة العراقية بأنّ الولايات المتحدة لم تحترم يوماً حقوق الإنسان. فحقوق الإنسان لديهم يختلف عن مفهوم حقوق الإنسان في القانون الدولي. نحن العراقيون لا نُصنف “كإنسان” في القاموس الأمريكي، ليتم بعد ذلك احترام حقوقنا. ويبدو بأنّ الخارجية العراقية نسيت الجرائم البشعة التي ارتكبتها القوات الأمريكية على أراضينا، فجريمة “ساحة النسور” ما هي إلا مثال بسيط للغاية عن بشاعة ما قامت به القوات الأمريكية على أراضينا. ولولا التغطية الإعلامية لهذه الجريمة البشعة (كون الجريمة ارتكبت على العلن في ساحة مكتظة للغاية بالسكان) لما تمّ محاكمة هؤلاء الأربعة من شركة “ بلاك ووتر” للمرتزقة. وللمصادفة أمريكا التي أعلنت بأنها ستجلب للعراق الحرية واحترام حقوق الإنسان، استخدمت شركات مرتزقة خاصة لقتلنا نحن العراقيين. هؤلاء الذين نفذوا مراهنات فيما بينهم حول من يقتل أكثر من المدنيين العراقيين. عن أي حقوق إنسان تتحدث الخارجية العراقية!!!!

وأليس ترامب هذا هو نفسه الذي تجاهل السيادة العراقية وحط بطائرته في قاعدة عين الأسد دون إخبار السلطات هناك؟ وأليس ترامب هذا هو من انتهك السيادة العراقية مرة أخرى وأمر بقتل الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني أثناء مهامها بالتصدي لداعش (التي كانت بالمناسبة صنيعة أمريكية بدأت بوادرها من سجن بوكا)؟ وأليس ترامب هذا هو نفسه الذي ذهبت الحكومة العراقية إليه ودفعت مليارات الدولارات (8.5) لشركات الكهرباء الخاصة “كجنرال الكتريك” لدخول هذه الشركة (المفلسة) على خط الاستثمار العراقي؟ وأليس ترامب هذا هو نفسه من صادر مليارات الدولارات من صادرات النفط العراقي في الخزانة الأمريكية؟

بعد كل هذا ألم يَحن الوقت لسماع صوت الشعب العراقي الذي يجُرح في كرامته، عندما يرى مجرمي “ساحة النسور” يصولون ويجولون دون أية محاسبة؟ ألم يحن الوقت لهذا البرلمان أن يمضي قُدما في القرار السيادي العراقي بإخراج القوات الأجنبية (الأمريكية) من أراضيه؟

لقد حان الوقت أيتها الحكومة العراقية لكل هذا؛ فسيادتنا ودماء شهدائنا في خطر، وعليكم القيام بمهامكم وواجباتكم الوطنية وإلا فميدان التظاهر بيننا.