أعتداءات التحالف الامريكي – الاسرائيلي -الرجعي على العراق خلال عام 2020

آخر تحديث 2021-01-02 00:00:00 - المصدر: المعلومة

كتب / د. جواد الهنداوي

رسميّاً، بين العراق و امريكا  ليست علاقة صداقة وانّما علاقة تحالفات استراتيجية، مواضيعها (واقصد مواضيع التحالفات)، الاقتصاد والأمن والسيادة والتعليم و… كما انَّ الخطاب الامريكي الرسمي يلهج ،ليل نهار، بذكر “أمن و استقرار المنطقة” و”استقرار العراق”. وللإشارة ،دون الإسهاب ، اعتدنا ومنذ سبعينيات القرن الماضي على الخطاب  الامريكي – الغربي وهو يبتدأ وينتهي بذكر “أمن واستقرار المنطقة”، ولكننا عِشنا، والمنطقة، ولم نرْ لا أمن و لا استقرار. او بتعبير آخر، أَ وصَلَنا الحرص الامريكي على أمن واستقرار المنطقة الى الحالة المُزرية التي تواجهها اليوم شعوب و دول المنطقة. مصطلح ” استقرار العراق ” دخلَ حديثاً في الاستعمال و الاستخدام في الخطاب الامريكي و الغربي ، و تزامنَ مع الدخول العسكري والسياسي الامريكي في العراق، ولكن ولتاريخ اليوم، لم يشهد العراق الاستقرار، ولربما، وللأسف الشديد، وضع العراق الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي اليوم افّضل من ان يكون عليه غداً.

لمْ و لنْ يثمرْ التحالف الاستراتيجي – الامريكي بنتائج أيجابية على العراق، والسبب هو أنَّ امريكا تتعامل مع العراق ليس وفقاً للمصالح العراقية الامريكية، وانماّ وفقاً للمصالح الاسرائيلية، وترغب وتسعى الى أنْ يصبحُ العراق كما تُريده اسرائيل. هذه هي مشكلة امريكا تجاه العراق وتجاه المنطقة، سياستها مرهونه بالمصالح والاستحقاقات الاسرائيلية.

على ضوء هذه الرؤية تعاملت امريكا مع العراق، في الماضي وفي الحاضر، وهذا ما يُفسّر قيام الحليف الاستراتيجي للعراق بتكرار شّن الاعتداءات العسكرية على العراق وانتهاك سيادته ، دون اعتبار لصفة والتزامات الاتفاقيات التي تجمع المتحالفيّن.

لنأخذ ،على سبيل المثال لا الحصر، الاعتداءات التي شنّتها الطائرات والقوات الامريكية على العراق خلال عام ٢٠٢٠، والتي أُعلنَ عنها رسمياً ومن الطرفيّن الحليفيّن ( امريكا و العراق ) :

قُبيل بدء عام ٢٠٢٠ بيوميّن ،ايّ بتاريخ ٢٠١٩/١٢/٢٩، شنّت القوات الجوية الامريكية هجوماً على  مقرات اللواء ٤٥ و ٤٦ للحشد الشعبي ، في قضاء القائم ، و راح ضحية الهجوم ٢٥ شهيد ونحو ٥٠ جريح .

وحينها دعا السيد رئيس الوزراء الى اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمتابعة تداعيات اعتداء الحليف الامريكي .

دَشّنَ الحليف الامريكي عام ٢٠٢٠ بأعتداء سافر على العراق بأغتياله الشهديّن سليماني و المهندس وذلك بتاريخ ٢٠٢٠/١/٣ ، على مقربة من مطار بغداد الدولي ، اعتداء مع سبق الإصرار على سيادة و كرامة العراق دولة وشعب ، اعتداءٌ دالٌ على تهّور و استهتار الرئيس ترامب و ادارته المعنيّة ، و يكشف وبوضوح اكثر صفة الارهاب التي تجمع داعش والتحالف الامريكي الاسرائيلي الرجعي . الاعتداء يكشفُ ايضاً أكذوبة الحرص الامريكي  على ” امن و استقرار المنطقة ” ، و على ” استقرار العراق “. المصلحة الاسرائيلية هي التي اقتضتْ ارتكاب هذه الجريمة ، و قدرات  امريكا سياسياً و عسكرياً في العراق سُخّرتْ من اجل المصلحة الاسرائيلية ، ايّ تم توظيف تسهيلات اتفاقية التحالف الامريكي العراقي لأجل الغدر والإرهاب و انتهاك كرامة وسيادة العراق !

الاعتداء كشفَ ايضاً بأنَّ الحليف الامريكي لمْ و لن يعرْ ايّ اهتمام او اعتبار للعراق حين يقرر و ينفّذ ما تتطلبه المصلحة الاسرائيلية على ارض العراق !

في ٢٠٢٠/٣/١٣ ، قام الجيش الامريكي بقصف خمسة مقرات للحشد الشعبي والجيش العراقي و مغاوير الفرقة التاسعة عشر للجيش في مناطق جرف الصخر .

في ٢٠٢٠/١٠/٤ ،قصفت القوات الامريكية مقر اللواء ١٩ للحشد الشعبي في الأنبار ، و أعلن البنتاغون بانَّ هذه الضربات كانت دفاعية و تمثل رداً مباشراً و متناسباً على التهديد الذي تشكّله التشكيلات الشيعية على القواعد الامريكية .

أختتم الرئيس ترامب أعماله العداونية تجاه العراق بالعفو الرئاسي لأربعة مجرمين ينتمون الى منظمة بلاك ووتر ” الإرهابية ” وليس الأمنية ، والذين نفذوا مجزرة النسور في بغداد في ٢٠٠٧/٩/٢٠ ،و راحَ ضحيّة هذه المجزرة ١٧ شهيد و ٢٠ جريح و معظمهم من النساء و الأطفال ، أُطلق سراح هؤلاء القتلة بعد ان قضوا خمسة سنوات في السجن بعفو رئاسي ،بدلاً من ان يقضوا ٣٠ عاماً في السجن مثلما عاقبتهم محكمة اتحادية امريكية ،لادانتهم بتهمة القتل المتعمد ،وليس بتهمة مخالفتهم قواعد الاشتباك. قرار ترامب استخفاف بالعراق الحليف دولةً و شعباً ،

واستخفاف ايضاً بحقوق الانسان وبالديمقراطية و بالقضاء الامريكي ، وضوء اخضر للجندي الامريكي في العراق او في دولة اخرى بعدم التردد في القتل ،وله رئيساً يحميه .

اعتداءات الحليف الامريكي  على العراق دولة وشعب ، والتي ذكرناها لعام ٢٠٢٠ على سبيل المثال ، تساهم في تقويض الدولة وليس في تعزيز الدولة ،تساهم  في تقويض ثقة العراق شعباً وحكومة بالطرف الامريكي ، وتُقدّم للشعوب وللدول الاخرى مثالاً و مشهداً حيّاً عن دور امريكي سئ وسلبي مع حلفاء و أصدقاء امريكا .