بغداد اليوم- بغداد
عد مرور عام على تفشي وباء كورونا في العالم، غير خلالها ملامح النظام العالمي وأعاد تشكيله، فقد دمر حياة الناس وعطل اقتصادات العالم، وغير نتائج الانتخابات، كما سيؤدي إلى تحولات دائمة في القوة السياسية والاقتصادية داخل البلدان وفيما بينها.
ومع دخول الأزمة عامها الثاني، وبدء عمليات التلقيح ضد الوباء، شرح 12 خبيرا في مختلف المجالات من جميع أنحاء العالم لمجلة فورين بوليسي كيف سيصبح العالم بعد انتهاء الوباء؟
القيادة
وقال جون ألين، رئيس معهد بروكينغز، إن قلة قليلة من العالم ستخرج فائزة من هذه الأزمة الصحية العالمية، لأن المرض كان خارج السيطرة وفشلت معظم البلدان في ممارسة الانضباط الذاتي والمجتمعي حتى يتم التوصل إلى لقاحات.
وأضاف أن الوباء أصبح سريعا أحد الضغوطات على النظام الدولي الهش بالفعل، وكشف نقاط ضعفه مثل سوء تجهيز أنظمة الصحة العالمية، وأشار إلى أن دول العالم بدلا من أن تقوم ببناء تحالف عالمي متجدد لمكافحة هذا المرض المروع، اعتمدت العديد من البلدان بدلاً من ذلك على سياسات انعزالية.
وقال: "في حين أن العلم سينقذنا في النهاية، فليس هناك أمل في اتخاذ إجراءات منسقة ضد المرض، وسيكون التعافي النهائي بدون قيادة".
بينما ذكر ماري سلوتر، الرئيس التنفيذي لشركة "نيو أميركا" أن الوباء أظهر بشكل قاطع أن حكومة الولايات المتحدة ليست لاعبًا لا غنى عنه في الشؤون العالمية، بعد انسحابها من منظمة الصحة العالمية، ورفضت الانضمام إلى تحالف كوفاكس لتوزيع اللقاحات.
وأكد أن المنظمات والشركات والجامعات الأميركية الخيرية والمدنية أثبتت أنه لا غنى عنها في النظام العالمي، فقد ساعدت مؤسسة بيل وميليندا غيتس في تحالف توزيع اللقاحات، كما تعتبر شركات الأدوية الأميركية بالغة الأهمية في تطوير اللقاح وتصنيعه وتوزيعه حتى في الوقت الذي تحرز فيه الشركات الأوروبية أيضًا تقدمًا سريعًا.
وأشار إلى أن أكبر مفاجأة للوباء هو الفصل الدراماتيكي بين اقتصاد الأغنياء والفقراء، وأوضح أنه في الوقت الذي سبب فيه الوباء كارثة على أصحاب الأجور المتوسطة والشركات الصغيرة، ارتفعت أصول وثروات الأغنياء، مؤكدا أن هذه الفجوات تزرع بذور الثروة؟