في ذكرى مرور قرن على تأسيسه.. تقرير يكشف عن أبرز التحديات التي يواجهها الجيش العراقي

آخر تحديث 2021-01-06 00:00:00 - المصدر: NRT عربية

استعراض الجيش
فوتو: ارشيف
منذ 3 دقیقة

98 مشاهدة

يحتفل العراق، الأربعاء، السادس من كانون الثاني بالذكرى المئوية على تأسيس الجيش العراقي الذي مر في مراحل عدة خلال القرن الماضي، وبات هذا الجيش يواجه عدة تحديات إقليمية في الوقت الحالي، وفقا لمراقبين.

وذكرتقرير لموقع "الحرة" الأميركي، نشر اليوم، 6 كانون الثاني 2021، انه "في كانون الثاني من العام 1921 قررت بريطانيا تأسيس أول نواة للجيش العراقي الحديث، ليكون المسؤول عن حماية الدولة العراقية الوليدة، بعد اختيار حكومة انتقالية أعقبت أحداث ثورة عام 1920 في العراق، والتي اختارت فيما بعد الملك فيصل بن الشريف الحسين لقيادة الدولة الوليدة".

وأضاف التقرير ان " أول أفواج الجيش العراقي تشكل قبل 100 عام على يد خريج الكلية العسكرية التركية، جعفر العسكري، ثم تطور من فوج واحد إلى أحد أكبر الجيوش في المنطقة خلال عقود، كما ساهم نوري السعيد، أحد أبرز السياسيين العراقيين في العهد الملكي، ببناء الجيش العراقي إداريا ولوجستيا".

ومنذ تأسيسه، لم يكن الجيش العراقي بعيدا عن الشأن السياسي، إذ اشترك في انقلاب عام 1941، قمع بعدها بقوة من الجيش البريطاني، ثم اشترك في ثورة عام 1958، التي أطاحت بالعهد الملكي وجلبت أحد ضباط الجيش، عبد الكريم قاسم، إلى الحكم.

وفي عام 1963، اشتركت وحدات من الجيش بالإطاحة بقاسم، وتنصيب الضابط، عبد السلام عارف، بدلا عنه، ثم شقيقه الضابط، عبد الرحمن بعد وفاة عبد السلام، ثم نصب الضابط البعثي، أحمد حسن البكر، على سدة الرئاسة لتبدأ فترة 35 عاما من حكم البعث.

وبعد تولي، صدام حسين، السلطة خلفا للبكر، منح لنفسه رتبة "مهيب" وهي أعلى الرتب العسكرية في الجيش العراقي، رغم أنه لم يدرس في الكلية العسكرية، كما منح رتبا لأقاربه مثل علي حسن المجيد وحسين كامل وجعل الإشراف على الجيش من مهامهم.

ونقل التقرير عن الخبير الأمني والضابط السابق في الجيش العراقي، عثمان الجنابي، قوله إن "صدام حسين أسس تشكيلين رديفين للجيش، يفترض بهما إسناده لكنهما في الحقيقة أضعفاه، أحدهما ميليشيا الجيش الشعبي، التي شكلها صدام حسين من متطوعي الحزب للقتال على جبهة إيران في الثمانينيات وضبط الأمن في المدن، وأيضا لقتال الفصائل العسكرية التي انتفضت ضده عام 1991 بعد الهزيمة التي مني بها في الكويت".

وتابع الجنابي، "كذلك أسس صدام تشكيل الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص.. وكانا يمثلان الجيش المخلص لصدام والقائم على حمايته".

وبحسب الخبير الأمني فإن "التشكيلين، ومن ثم تشكيلات جيش القدس (متطوعون) وميليشيا فدائيي صدام كانت كلها تهدف لضمان إبقاء السلطة بيد صدام وعائلته بعد أن أنهكت العقوبات الاقتصادية النظام طوال سنوات".

وأوضح انه "بعد سقوط نظام صدام، حل الحاكم المدني الأميركي على العراق، بول بريمر، الجيش العراقي، بعد 2003، ثم أعاد تأسيسه من بقايا الجنود والضباط ومتطوعين جدد".

 وبين انه "كان يفترض أن يمتلك العراق جيشا صغيرا ولكن قويا وحديثا لمجابهة التحديات الأمنية واستلام ملف الأمن من القوات الأميركية، لكن ظهور التمرد، في عام 2006، والحرب الطائفية دفعت الحكومات العراقية إلى زيادة عدد المتطوعين في الجيش بسرعة وتأسيس قوات رديفة، مثل قوات الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ"، بحسب الجنابي.

أما الضابط السابق، زياد المرسومي، فقد أشار إلى ان "هذه الزيادة السريعة جعلت الجيش العراقي الجديد مترهلا، كما إن منح المناصب بطرق ملتوية أدى إلى زيادة الفساد في الجيش وقلل كفاءته".

ولفت المرسومي، إلى ان "هذا الترهل وانعدام القيادة الكفوءة كانا السبب وراء سقوط محافظات كاملة بيد تنظيم داعش على الرغم من التفوق العددي واللوجستي الذي يتمتع به الجيش العراقي".

ويمتلك العراق الآن طائرات حديثة من نوع F16 وطائرات حربية روسية وكورية، بالإضافة إلى مروحيات عسكرية متنوعة، وتمتلك قواته العسكرية دبابات أبرامز الأميركية الحديثة ومئات المدرعات متنوعة المناشئ، لكن بحسب المرسومي، فان "هذا لا يهم" ، حيث أفاد بأنه "لاتزال القيادات فاسدة وغير كفوءة، وهناك ترهل كبير وبطء، والميليشيات تقوم بتحدي هيبة الدولة ومعنويات الجنود".

وعلى الرغم من التفوق العددي، أكد المرسومي ان "الجيش قد لا يصمد فيما لو قررت الميليشيات إسقاط نفوذ الحكومة في بعض المحافظات، وقد يقرر الجنود عدم القتال مثلما حدث في الموصل".

وقال إن "التحديات الخارجية المتمثلة بالتواجد العسكري التركي في جزء من الأراضي العراقية في الشمال والنفوذ الإيراني من الشرق هي ليست بقوة التحديات الداخلية المتمثلة في الميليشيات".

وختم بالقول انه "قبل أشهر، قامت مجموعة من عناصر الميليشيا بارتداء أزياء الحشد الشعبي العراقي، والدوس على صور مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الذي يفترض أن سلطته تمتد إلى الحشد أيضا، ومنذ ذلك الوقت وقبله حرصت الميليشيا على تحدي سلطة القائد العام، وهذا يرسل رسالة واضحة للجيش والقوات الرسمية مفادها أن لا أحد أعلى من سلطة الميليشيات التي حرصت على نسب الانتصار على داعش إليها وتهميش دور الجيش فيه".

وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أكد خلال خطابه بمناسبة مرور قرن على تأسيس الجيش العراقي، انه "كان من المؤسف حقا، أن يتحول العراق، وهو سليل الحضارة وبوابة التأريخ، الى ساحة لتصفيات وتحديات حرب عالمية وإقليمية على أرضه، وكان علينا واجب حماية بلدنا من تداعيات هذا الصراع الخطير"، مضيفا "لذلك عملنا منذ اليوم الأول على مسارات واضحة في إعادة التوازن لملف علاقاتنا الدولية".

ر.إ