في ذكرى اغتيال عبدالصمد: العيداني ’كعادته’.. و’كومة’ تصريحات صاروخية بلا معنى

آخر تحديث 2021-01-10 00:00:00 - المصدر: وكالة ناس

بغداد – ناس 

عام على اغتيال الصحفيين أحمد عبدالصمد، وزميله صفاء غالي، العام الماضي، بمحافظة البصرة، في حادثة هزت الرأي العام العراقي والعربي، وفي الوقت الذي يستذكر العراقيون اليوم، الذكرى الأولى لاغتيال الزميلين، يتساءل ذوو الصحفيين عن طبيعة التحقيقات التي تجريها عدة وكالات أمنية، منذ عام كامل. 

ومع حلول الذكرى الأولى لحادثة اغتيال الزميلين، عادت إلى الاذهان تصريحات قيادات أمنية ومسؤولين حول الحادثة، توعدوا فيها بالكشف عن الجناة خلال أيام.

وزير الداخلية السابق ياسين الياسري، كان قد توعد الجناة بـ "أشد العقوبات"، بعد أن أرسل فريقاً عالي المستوى لمحافظة البصرة، قال إنهم "لن يعودوا إلى بغداد من دون كشف الجناة"، فيما وعد قائد شرطة البصرة السابق رشيد فليح عائلة عبد الصمد وغالي بالقبض عن الجناة حتى وإن كانوا "أبناء أحد أكبر القادة في العراق".

أسعد العيداني محافظ البصرة لم يكن ببعيد عن تلك التصريحات، حيث وصف الصحفيين المغدوريين بـ"الأصدقاء" وأن جريمة اغتيالهم لن تمر من دون عقاب، لكن، و"كالعادة" بالنسبة للعيداني وأقرانه، تجاهل المحافظ الذي يتولى أيضاً رئاسة اللجنة الامنية في البصرة، طلبات مقابلة تقدم بها ذوو عبدالصمد، لتنثر الوعود على تراب قبر الصحفيين وتدفن معهم فيما بعد.

وقال محمد عبد الصمد، شقيق الصحفي أحمد عبد الصمد، لـ"ناس" (10 كانون الثاني 2021): إن "اللجنة التي شكلها وزير الداخلية السابق ياسين الياسري لم تتقدم أي خطوة بنتائج التحقيق"، متهماً مديرية شرطة البصرة بـ "عدم الاهتمام في الحادثة وعدم التعاون معهم".

وأضاف عبد الصمد، أن "أكثر من طلب تم تقديمه من عائلة الشهيد، لمقابلة رئيس اللجنة الأمنية العليا المحافظ أسعد العيداني لكنه لم يستجيب"، موضحاً أن "قائد الشرطة السابق رشيد فليح وقائد العمليات السابق قاسم نزال، قد وعدانا بعد أيام من حادثة الاغتيال، بأنهم سيُمسكون بالقاتل حتى وإن كان ابن أكبر قائد عراقي، لكن للأسف كانت مجرد وعود آنية".

وحول اللجنة التحقيقية، قال عبد الصمد: "نحن على متابعة مستمرة للقضية لكن لم نلمس أي تقدم بنتائج التحقيق، وكأن الملف أهمل"، داعياً "الحكومة العراقية والقادة الأمنيين إلى الإيفاء بوعودهم التي أطلقوها بعد جريمة اغتيال شقيقه، لأن الكلمة شرف". 

وسجل شقيق الصحفي أحمد عبد الصمد، عتباً أيضاً على نقابة الصحفيين العراقيين، قائلاً: إن "نقابة الصحفيين لم تتدخل في متابعة نتائج التحقيق، لتدرج وعودهم في طي النسيان.. كانت مجرد تصريحات إعلامية"، لافتاً إلى أن "الدعوة بشأن حادث الاغتيال لا زالت معلقة في القضاء العراقي دون أن تتقدم".

وبدأت التحقيقات في يوم الاحد الموافق، 12 كانون الثاني، 2020، عندما أرسل وزير الداخلية السابق، ياسين الياسري، فريقاً إلى البصرة للتحقيق في حادثة اغتيال عبدالصمد وغالي، فيما توعد "القتلة بأشد العقوبات".

 وذكر إعلام وزارة الداخلية في بيان، أن "الوزير وجه بإرسال فريق عالي المستوى برئاسة وكيل الوزراة لشؤون  الشرطة وعدد من الضباط للتحقيق بحادث قتل الصحفيين احمد عبد الصمد وصفاء عالي في البصرة"، مبيناً أن "الوزير أمر الفريق بعدم العودة لحين اكتمال التحقيق والكشف عن الجناة". 

كما أطلق محافظ البصرة، أسعد العيداني، تصريحات ’ساخنة’ في (12 كانون الثاني 2020)، قائلاً: إن "الجناة المجرمين المتورطين بحادثة اغتيال أحمد عبد الصمد، وصفاء غالي، سيتم الاعلان عنهم أمام العالم وسيتم ملاحقتهم أينما يكونوا".

العيداني، أضاف، خلال لقائه اللجنة الوزارية التي أرسلها وزير الداخلية ياسين الياسري للاطلاع على موضوع التحقيقات، أن "الأجهزة الامنية تتابع القضية المتعلقة بجريمة اغتيال الشهيدين، وهناك قضايا فنية يتم متابعتها من قبل الجهد الاستخباراتي للوصول الى الجناة"، لافتاً إلى أنه "يرفض الاعتداء على أي صحفي يقوم بواجبه في تغطية الأحداث المختلفة التي تمس حياة المواطن البصري". 

أما قائد التحقيق، وكيل وزير الداخلية اللواء محمد الساعدي، فقد أدلى هو الآخر بدلوه، من التصريحات، آنذاك، حيث قال: إن "الأيام القادمة سيتم تقديم تقرير للوصول إلى النتائج النهائية بحادثة اغتيال الشهيدين الصحفيين في المحافظة". 

لكن على رغم الوعود التي أطلقها عدة مسؤولين في مختلف الوزارات والوكالات الأمنية، إلا أن مسلسل الاغتيالات طاول عدة ناشطين آخرين، فبعد 7 أشهر اغتال مسلحون مجهولون الناشط المدني تحسين الشحماني، لتلتحق به بعد 3 أيام الناشطة المدنية رهام يعقوب بنيران مسلحين مجهولين كالعادة.

إقرأ/ي ايضاً: من التحريض الإيراني ’العلني’ إلى الرصاصات الثلاث.. قصة رهام يعقوب

و أعلن قائد شرطة البصرة اللواء عباس ناجي، في (19 اب 2020)، فتح تحقيق بواقعة اغتيال الناشطة الطبيبة "رهام" على يد مسلحين مجهولين. 

وأكد ناجي في بيان، إنه "كلفنا فريقاً من ضباط اكفاء للتحقيق بجريمة اغتيال امرأتين في الشارع التجاري وسنعلن النتائج خلال اليوميين المقبلين". 

لكن لم يتم الكشف عن اي نتائج بعد مرور أكثر من 5 أشهر على وعود قائد الشرطة.

إقرأ/ي ايضاً: العيداني يصدر بياناً مشتركاً مع قيادي في كتائب سيد الشهداء ويتحدثان عن ’مندسين’

و نشر مرصد الحريات الصحفية تسجيلاً فيديوياً كان الصحفي أحمد عبدالصمد قد وثقه قبل اغتياله، خلال تغطيته تظاهرات (10-1) في محافظة البصرة. 

يتحدث عبدالصمد في التسجيل الذي اطلع عليه "ناس" عن "تهديدات يتلقاها من ميليشيات بسبب تطرقه لانتقاد ايران في تغطياته الصحفية".

ويقول الصحفي الذي قتلته مجموعة مسلحة مساء الجمعة في الفيديو الخاص، إنه كان يتلقى "تهديدات مبطنة بسبب تجاوزه خطوطاً حمراء تتعلق بإيران والميليشيات المسلحة والاحزاب".

وقبل ساعات فقط من مقتله، نشر عبدالصمد، مقطعاً مصوراً من وسط مدينة البصرة، تحدث خلاله عن "حملة اعتقالات عشوائية واعتداءات طالت المتظاهرين، على يد قوات الصدمة وقوات أمنية أخرى". 

وتساءل عبدالصمد، “لماذا لا يتم اعتقال أحد أو قتل أحد، خلال التظاهرات المؤيدة لإيران”، مشيراً إلى أن “ذلك يكشف من هو الطرف الثالث”. 

 وقال: إن “كل شخص حر برفع الهتافات التي يريدها سواء كانت ضد إيران أو أميركا”، فيما هاجم من وصفهم بـ “الذيول”. 

وأكد الصحفي، أن “قضيتنا قضية وطن، وسنستمر في مطالب اختيار رئيس وزراء مستقل وانتخابات مبكرة، ومحاسبة ومحاكمة الفاسدين..والتظاهرات قادمة”. 

وفي آخر تصريح لرئيس اللجنة الامنية العليا المحافظ اسعد العيداني، في (7 كانون الأول 2020)، حول ملف التحقيق بجرائم اغتيال الصحفيين والناشطين في المدينة، قال: ان "التحقيقات وصلت الى مراحل معينة، وهي بعهدة وزارة الداخلية واللجان المختصة"، مؤكداً أن "التحقيق لم يتوقف". 

وأضاف العيداني أن "محافظة البصرة هي المحافظة الوحيدة التي كشفت قتلة المتظاهرين، مثل حالة الشهيد عمر حيث تم كشف الضابط الذي اطلق النار خلال اقل من 24 ساعة"، مشيراُ الى ان "اي اغتيال سياسي في العالم لم يكشف خلال ايام -اذا كانت اغتيالات البصرة سياسية- فلا يمكن كشفها خلال ايام". 

وختم العيداني بالقول "لن أسمح لأي قاتل أن يسرح ويمرح ويتمشى في البصرة ولدينا معلومة عنه". 

ويشغل العيداني أعلى سلطة أمنية في المحافظة، وشهدت فترته تصاعد في عمليات الاغتيال لاصحاب الرأي من ناشطين وصحفيين، لم يكشف خلالها نتائج أي عملية اغتيال.

وفي (10 كانون الثاني 2020)، كان “مسلحين مجهولين يستقلون سيارة رباعية الدفع، هاجموا الصحفي أحمد عبدالصمد مع زميله المصور صفاء غالي، اللذان يعملان في قناة دجلة خلال تغطية التظاهرات المستمرة وسط مدينة البصرة”.    

وأطلق المسلحون عدة رصاصات من مسافة قريبة صوب الصحفي الذي كان يستقل سيارة قرب مقر قيادة الشرطة، مما أسفر عن مقتله في الحال.  

وعمل أحمد عبدالصمد في عدة مؤسسات صحفية، من بينها قناة الفيحاء، ثم قناة إن آر تي عربية، ثم قناة دجلة.