أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر اليوم الجمعة، أن عديد القوات الأميركية في كل من العراق وأفغانستان بات حالياً 2500 جندي بناء على رغبة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، الذي يريد وقف "الحروب التي لا تنتهي".
وقال ميلر إن "الولايات المتحدة اقتربت اليوم أكثر من أي وقت مضى من إنهاء حوالى عشرين عاماً من الحرب". وأضاف أن "خفض العديد في العراق يعكس زيادة قدرات الجيش العراقي".
وأكد ميلر أن القرار يعكس رغبة ترمب "في إنهاء حربي أفغانستان والعراق بنجاح ومسؤولية، وإعادة جنودنا الشجعان إلى الوطن". وقال إن الولايات المتحدة حققت الأهداف التي حددتها عام 2001 بعد هجمات شنّها تنظيم "القاعدة" الإرهابي على أراضيها، وهزمت متطرفي "داعش"، وساعدت "شركاءها المحليين وحلفاءها على التقدّم في المعركة".
وتقترب الولايات المتحدة من فك ارتباطها في نزاعات كانت قائمة طوال 3 رئاسات من دون نهاية منذ 2001. ويأتي الإعلان على الرغم من تحذير حلفاء للولايات المتحدة ومسؤولين أميركيين بارزين من أن خفض عدد القوات الأميركية سيضعف الحكومتين الأفغانية والعراقية في مواجهة الإرهابيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووسط انتقادات بأن ترمب تصرف بشكل متسرع منذ هزيمته، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبريان، إن خفض القوات كان يجري بحثه منذ فترة. وأوضح "قبل 4 سنوات ترشح الرئيس ترمب على أساس وعد بوقف حروب أميركا الطويلة، واليوم أعلن في الكونغرس أن ترمب ملتزم بوعده للشعب الأميركي".
وكان وزير الدفاع الأميركي المقال مارك إسبر، يصر على إبقاء 4500 جندي أميركي في أفغانستان، لدعم الحكومة خلال محادثات السلام مع حركة طالبان.
وسبق أن خفضت الإدارة الأميركية عدد قواتها المنتشرة في أفغانستان بنحو الثلثين، من نحو 13 ألفاً هذا العام، بعد اتفاق توصلت إليه واشنطن وطالبان في 29 فبراير (شباط) الماضي. ونص الاتفاق على انخراط طالبان في مفاوضات لإبرام اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية وخروج كل القوات الأميركية من البلاد بحلول مايو (أيار) 2021.
من جهة ثانية، بدد مسؤول أميركي كبير في مجال الدفاع، رافضاً الكشف عن اسمه، المخاوف من مخاطر ظهور تنظيمي "داعش" و"القاعدة" مجدداً. وقال "مسؤولو الجيش الأميركي اتفقوا على أن هذه الخطوة هي الصائبة"، مضيفاً "كان تنظيم القاعدة موجوداً في أفغانستان منذ عقود، والواقع هو أنه سيكون من غير العقلاني القول إنهم سيغادرون غداً".
وحذر كبار المسؤولين السياسيين الأميركيين وبعض حلفاء الولايات المتحدة من مخاطر سحب القوات الأميركية. كما حذر سابقاً زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل من مغبة تسريع وتيرة الانسحاب الأميركي من أفغانستان، معتبراً أن من شأن مثل هذا الإجراء أن يهدي الحركات الإرهابية "نصراً دعائياً عظيماً"، وأنه قد يؤدي إلى ما يشبه "الانسحاب الأميركي المذل من فيتنام" عام 1975.