أدى تفشي مرض إنفلونزا الطيور إلى نفوق عشرات آلاف الدواجن قرب بلدة سامراء الواقعة شمال العاصمة بغداد، فيما تكافح السلطات لاحتواء انتشار الوباء إلى المحافظات المجاورة.
وتحوّلت أقفاص حقول هيثم الحماش الواقعة في منطقة قريبة من سامراء التي تبعد حوالى 100 كيلو متر شمال بغداد إلى "مقبرة".
ويتنقل عمال ملثمون حول عدد من الدجاجات الحية لالتقاط الميتة منها وقذفها داخل مؤخرة شاحنة قريبة. ويقول الحماش لوكالة الصحافة الفرنسية، "الدجاج يموت ولا يمكننا فعل شيء حالياً".
وأحيطت حقول الحماش مؤقتاً بخنادق لمنع تسرب الدجاج المصاب، فيما يقوم أطباء بيطريون يرتدون بدلات بيضاء بفحص الفراخ المتبقية.
وبدأ الخميس 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، تفشي مرض أنفلونزا الطيور في محافظة صلاح الدين الشمالية، وسامراء إحدى مدنها.
وأعلن المحافظ نفوق 60 ألف دجاجة، لكن مزارعي سامراء يقولون إن خسائرهم كانت أعلى من ذلك بكثير.
من جانبه، يقول الحماش "فقدنا ما يقارب 190 ألف دجاجة".
وأوضح فؤاد برهان، وهو صاحب مزرعة دواجن أخرى، أن السلطات لم تكن قادرة على دعم جميع المزارع.
وأضاف، "ذهبنا إلى وزارة الصحة ولم يعطونا أي شيء، لقاح "إتش-5" غير متوفر لذلك تُرك الدجاج ليموت".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبها، أوردت وزارة الزراعة العراقية اليوم الإثنين أن العدوى انتقلت إلى الدجاج من طيور برية أتت من خارج البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة حميد نايف لوكالة الصحافة الفرنسية، "تم عزل الدجاج وتعقيم المتاجر وطوقنا المنطقة، اتخذنا إجراءات للحد من دخول أي دجاجة من سامراء إلى محافظات أخرى".
وأشار إلى أنه لا يمكن عمل الكثير. موضحاً، "لا يوجد لقاح لإنفلونزا الطيور في العراق لأن المرض لا ينتشر كل سنة. العام الماضي لم نلاحظ تفشي المرض، بينما قبل عامين كان أكبر بكثير من هذه السنة".
وتؤمّن الزراعة واحدة من كل خمس وظائف في العراق، وخمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الذي يهيمن عليه قطاع النفط.
وتسبب الانخفاض التاريخي لأسعار النفط العام الماضي، إضافة إلى جائحة "كوفيد-19" بأزمة مالية غير مسبوقة في البلاد، إذ يتوقع أن تتضاعف معدلات الفقر.
لكن هناك جانباً إيجابياً لانخفاض الواردات يتمثل في ارتفاع إنتاج البيض المحلي من 11 مليون بيضة بداية عام 2020 إلى 17 مليوناً بحلول الصيف، وفقًا لوزارة الزراعة.
ومن المرجح أن تنخفض هذه الأرقام خوفاً من انتشار إنفلونزا الطيور، إذ حظرت سلطات أقليم كردستان الشمالي استيراد الدجاج من جنوب البلاد، وأغلقت مزارع الدجاج الخاصة بها.