ساحة الطيران… دم يتكلم

آخر تحديث 2021-01-23 00:00:00 - المصدر: المعلومة

كتب / حافظ آل يشارة

مذبحة ساحة الطيران مقدمة دموية بعد انقطاع لثلاث سنوات ، عدنا الى الاشلاء البشرية المختلطة بالتراب والاسواق الملطخة بالدم ، عاد الانتحاريون بروح الانتقام ، القاتل معروف واهداف المذبحة معروفة ، هناك فريق ، المخطط والممول والمنفذ والمستثمر كانوا في استراحة وعادوا الآن الى لعبتهم الدموية ، يوما بعد آخر تسقط قيمة الانتصار على داعش ، منذ اصبح الدواعش يقودون تظاهرات في مدن الحشد ويحرقونها تشفيا ويشتمون الله والرسول والائمة والمرجعية ولا يحق لاحد ان يمنعهم ، ثم يقتلون افراد الشرطة المنزوعة السلاح ويطاردونهم! في بلدان العالم المتظاهر يخاف من الشرطي لكن عندنا الشرطي يخاف من المتظاهر ، في بلدان العالم الشرطي مسلح والمتظاهر اعزل وعندنا بالعكس ، عندما يتحول شرطة البلد الى مجموعات عزلاء بأمر الحكومة هاربة امام متظاهرين مسلحين فمن الذي سيحترم القوات الامنية ومن سيحترم الحكومة بعد هذا المشهد المخجل ؟ القوات الامنية التي تمت اهانتها وسقطت هيبتها كيف نطالبها اليوم بكشف الانتحاريين اعتقالهم ؟ ماذا بقي لها من روح معنوية او كرامة

عندما يرى المجرمون ان الارهابيين المحكومين بالاعدام ينعمون بحياة طيبة في سجونهم المترفة ، كيف لا يرغبون في مواصلة نهجهم ، فالانتحاري عندهم اذا تفجر ففي جنة السماء واذا لم يتفجر فهو في جنة سجن الحوت !

الدول التي ترسل للعراق هذه البهائم المتفجرة ، وتوفر لها فتاوى الابادة والتمويل والغطاء الاعلامي مستمرة في نهجها لأنها لم يعاقبها احد او يردعها رادع ، لم تواجه شكوى دولية مرفقة بالادلة ، لم تمر على انفها ذبابة ، فكيف لا تتجبر وتزداد شهيتها لمزيد من الدماء ؟

البلد الذي يواجه فوضى تنظيمية عارمة في قواته الامنية ، ويتمزق قراره الامني بين قوى عديدة وقادة ومؤسسات متناقضة ، وتقف وزارة الداخلية كأحد الاطراف وليس الطرف الوحيد كيف يستطيع ان يحمي نفسه ؟

ترامب رحل وجاء بايدن ومشاكل اميركا من الداخل قد تجبره على الانشغال باطفاء حرائق سلفه المجنون ، وقد يضطر الى سحب قواته من العراق وبعض القواعد في الشرق الاوسط ، لكن اسرائيل واذرعها الخليجية لا تريد انسحابهم ، فهم طوق حمايتهم الذي لا بديل له ، يجب استقبال بايدن بمذبحة ساحة الطيران ليفهم الرسالة ، دماء ساحة الطيران تقول للعراقيين : اذا استمرت مطالباتكم بسحب القوات الامريكية فهذا هو البديل فماذا تقولون ؟

عودة الارهاب مهما كانت اسبابه تفضح حقيقتنا كدولة هشة ، او كبلد عشوائي بحاجة الى الاصلاح الشامل على أمل ان يصير دولة.