نسوة ديالى يأملن مشاركة أوسع في السياسة.. وناشطون يتحدثون عن “مفارقة”

آخر تحديث 2021-02-21 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم

بغداد اليوم- ديالى

بعد مرور أكثر من 15 سنة على أول مسار للانتخابات في ديالى، بدأت تغيرات جوهرية تجد طريقها في عمق المجتمع المحافظ من خلال دعم النساء المنخرطات في عالم السياسة دون خوف أو تحسس، خاصة وأن بعضهن أثبتن الكفاءة ونجحن في تجاوز عقدة الكوتا لينافسن الرجال في عدة دورات انتخابية.

عضوة مجلس محافظة ديالى السابق، نجاة الطائي قالت في حديث لـ (بغداد اليوم)، إنه "في أول انتخابات كان الوضع صعباً، والمشاركة في العمل السياسي مخاطرة قد تؤدي للتهلكة، بالإضافة إلى قيود المجتمع المحافظ الذي كان ينظر للإطار السياسي بسلبية حادة".

وأضافت الطائي، أنه "مع تجارب النساء الناجحة وتقديم أغلبهن صورة إيجابية في الأداء الحكومي أو من خلال مجالس المحافظات او البرلمان، أصبحت هناك ثقة، والمواطن يعطي صوته للمرأة رغم الهيّمنة الذكورية على المشهد العام"، لافتةً إلى أن "الانتخابات المقبلة سيكون فيها اندفاع حواء أكبر لعالم السياسة".

ولفتت إلى أن "النساء ربما بعد سنوات لن يحتاجن الكوتا للفوز بمقاعد نيابية"، موضحةً أن "حواء تنافس الرجال في  مناطق عدة".

أما عبير حسن ناشطة مدنية، فقد أشارت إلى أن "الاحزاب المتنفذة كانت تهمين على كوتا النساء في كل الدورات الانتخابية السابقة، وهي من تختار المرشحات".

وأضافت حسن، أن "قيود المجتمع والامن في ظل مشهد ملتبس وخطير قلصت  بشكل كبير من اندفاع الكثير من النساء اللائي يملكن الكفاءة والقدرة على الانخراط في العمل السياسي".

وأوضحت، أن "الوضع تغير الان، واصبحت مشاركة النساء ليس عيباً أو أمراً مخجلاً، بل هناك عشائر دعمت مرشحات بقوة في تجربة ربما هي الاولى على مستوى العراق في انتخابات 2018".

وبدوره، يقول الناشط السياسي، عبد الله حسن إن "مرشحة للبرلمان حققت في انتخابات 2018 أصواتا هي الاعلى على مستوى ديالى، وحجزت مقعدها دون الحاجة للكوتا، في مشهد هو الاول في كل الدورات الانتخابية السابقة".

حسن يضيف في حديثه لـ (بغداد اليوم)، أن "الانتخابات المقبلة ربما ستكرر التجربة، ولكن بعدد أكبر، لأن هناك بالفعل تغيرات كبيرة حيال نظرة المجتمع للمرأة السياسية".

وبيّن، أن "هيمنة الذكور على عالم السياسة تتقلص ولو بإطار محدود جدا، ولكنها تجربة ربما لم نكن نتوقعها قبل سنوات محدودة في ظل نظرة اقصاء غير معلنة للكثير من الاحزاب لدور المرأة، والتي ترى في الأخيرة رقماً يكمل القوائم وليس إطاراً يمكن أن يحقق إيجابيات تتجاوز ما يفعله الرجال في ملفات عدة".