سومر نيوز: بغداد..
سلّط تقرير صحفي، الضوء على الأوضاع في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، والتهديدات التركية الأخيرة التي تمثلت بـ"غزو المنطقة"، بداعي ملاحقة حزب العمال الكردستاني فيها، فيما بحث التقرير تحركات الحكومة العراقية للحفاظ على أمن القضاء وإبعاده عن الصراعات.
ويقول التقرير الذي نشرته وكالة "فرانس برس"، إنه "بعد ستة أعوام على طرد تنظيم داعش من سنجار، شمال غرب العراق، يهدد التوتر المستمر بسبب تدخلات إقليمية لتصفية حسابات بين خصوم، بأعمال عنف جديدة تشكل خطرا على الأقلية الأيزيدية التي يتركز وجودها في المنطقة".
وتالياً نص التقرير:
رغم طرد الجهاديين على يد قوات كردية بدعم من التحالف الدولي، في تشرين الثاني 2015، ما زالت المنطقة تعيش عدم استقرار يقطع الطريق أمام عودة النازحين لمناطقهم.
وسيطر مقاتلون من كردستان العراق على المنطقة في 2015 بمساندة مقاتلين أكراد سوريين وبدعم من تحالف دولي بقيادة واشنطن.
وفي المناطق المحيطة بالقضاء، انتشرت فصائل من قوات الحشد الشعبي التي ساهمت في معارك تحرير العراق من تنظيم داعش إلى جانب القوات الحكومية، وأدى وجود هذه التشكيلات المسلحة إلى عرقلة عودة النازحين إلى سنجار، حيث لا يوجد حضور كبير للحكومة الاتحادية ومنظمات الإغاثة الدولية.
وقال المحلل السياسي ياسين طه الذي يسكن القضاء: "سنجار اليوم بؤرة لتجمع الأجندات المتضاربة والأطراف المتخاصمة"، وأضاف: "سنجار تعيش حاليا وضعا معقدا وتوترا يمكن أن يؤدي إلى انفجار الأوضاع في أي لحظة".
واتفقت حكومة بغداد مع حكومة إقليم كردستان، في تشرين الأول 2020، على إدارة مشتركة في سنجار، تستند إلى وجود قوات من الحكومة الاتحادية فقط، وإخراج كل الفصائل المسلحة، وبينها قوات حزب العمال الكردستاني المعارض لحكومة كردستان.
لكن طه أفاد بأن "الواقع على الأرض أقوى من هذه الاتفاقات، وكل طرف في سنجار يرفض التخلي عن النفوذ الذي حصل عليه"، مشيرا إلى أن "تركيا تراقب وضع سنجار وتزايد نفوذ حزب العمال فيه".
نأتي فجأة ذات ليلة
وتعتبر حكومة إقليم كردستان سنجار جزءا من مناطق الحكم الذاتي الخاضعة لسيطرتها، لذلك لا تنظر بارتياح إلى وجود حزب العمال الكردستاني فيه.
ويتخذ هذا الحزب معاقل له في شمال العراق؛ ما يثير غضب أنقرة التي تعتبره منظمة "إرهابية"، داعمة لحركة التمرد التي يخوضها الحزب منذ عقود داخل تركيا؛ ما دفع أنقرة لعبور الحدود ومهاجمة معاقله هناك مرارا.
في كانون الثاني، صعدت أنقرة تهديداتها بقصف منطقة جبلية قرب سنجار مهددة بغزو المنطقة، كما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، قائلا: "بخصوص إخراج الإرهابيين من سنجار، لدي وعد دائم يمكننا أن نأتي فجأة ذات ليلة"، مضيفا: "نحن مستعدون دائما للقيام بعمليات مشتركة، لكن هذه العمليات لا تتم بالكشف عنها".
وتعطي هذه التهديدات ذريعة لفصائل الحشد الشعبي للتمسك بالبقاء في سنجار، ونقل بيان لحركة "عصائب أهل الحق"، وهي فصيل في الحشد، باستعداد الحركة "للتصدي لأي سلوك عدواني" من جانب تركيا.
ويفسر طه الأمر بأن "الفصائل الشيعية تعتبر سنجار محطة مهمة للوصول إلى سوريا"، حيث توجد فصائل أخرى شيعية موالية لإيران تقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.
وأكد مسؤول أمني عراقي رفيع في سنجار، أن الجميع يبحثون عن مصالحهم في المنطقة، موضحا أن "تركيا تقول إن عناصر حزب العمال يوجدون في سنجار، والأكراد يدعون عدم استقرار سنجار بهدف العودة مجددا إلى هناك، والفصائل تقول نريد الاستقرار لسنجار".
معاناة مستمرة
وحاول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نزع فتيل التوتر، وفق مسؤول كبير في رئاسة الوزراء أشار إلى وجود اتصالات مستمرة بين بغداد وأنقرة لمنع أي توغل تركي في المنطقة.
وقالت الباحثة في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" نسيبة يونس، إنه إذا وقع نزاع في سنجار فسيخسر الكاظمي كثيرا، مضيفة أن النزاع "سيقوض الانتصار السياسي الذي حصل عليه الكاظمي من اتفاقية سنجار، وسيلمع صورة باقي ميليشيا الحشد كمدافعين عن العراق، على حساب الحكومة المركزية"، منوهة إلى أنه في هذا الوقت، يدفع النازحون الأيزيديون المغلوبون على أمرهم، الثمن.
وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس، عن استمرار وجود حوالي 90 ألف عائلة مهجرة من سنجار، 90% منها لجأت إلى إقليم كردستان.
ويقول فيصل صالح، وهو يزيدي في السادسة والأربعين، يسكن إحدى قرى سنجار مع والدته وثلاثة من أشقائه: "ظروفنا صعبة، نعيش وسط تهديدات مختلفة".