وتحدث البابا المؤيد للحوار المباشر مع ممثلي الإسلام، عن اللقاء الثنائي مع السيستاني واصفا إياه بـ “رجل متواضع وحكيم”.
وقال الحبر الأعظم في مؤتمر صحافي، في الطائرة التي أقلته إلى روما “لقد أبدى احتراماً كبيراً خلال لقائنا وهذا يشرفني. فهو لا يقفأابدا للترحيب بزواره لكنه وقف لإلقاء التحية علي مرتين”.
وأضاف “هذا اللقاء أراح نفسي”.
وأوضح الحبر الأعظم “شكل ذلك رسالة عالمية شعرت أن من واجبي أن أؤدي حج الإيمان والتوبة هذا، ولقاء رجل كبير حكيم رجل دين تقي، وكان ذلك جلياً فقط بمجرد الاستماع إليه”.
وأضاف “إنه شخص يتمتع بالحكمة والخفر. قال لي إنه لم يعد يستقبل منذ عشر سنوات الزوار الذين لديهم أهداف سياسية أو ثقافية، بل يستقبل فقط الذين لديهم دوافع دينية”.
وأتى اللقاء بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي، مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، أحد أبرز المرجعيات الإسلامية السنية في العالم.
لم توقع أي وثيقة مماثلة في العراق، لكن البابا قال: “ستكون هناك خطوات أخرى” في هذا الحوار مع المسلمين.
وشدد على ضرورة “التقدم مع الديانات الأخرى” مستشهدا بالمجمع الفاتيكاني الثاني الذي دعا إلى الحوار مع الديانات الأخرى.
وقلل البابا من أهمية الانتقادات التي طالته قائلاً: “هناك بعض الانتقادات التي تقول إن البابا ليس شجاعاً، وهو غير واع وأنه يقوم بخطوات خارج العقيدة الكاثوليكية، وأنه على بعد خطوة من الهرطقة. إنها مجازفات. هذه قرارات تتخذ دائماً عبر الصلاة والحوار عبر طلب النصح. إنها تنتج عن تفكير وليس عن نزوة”.
البابا الأرجنتيني الذي أراد أيضاً دعم مسيحيي العراق الذين باتوا يشكلون 1% من السكان اليوم في مقابل 6% قبل عشرين عاما، لم يخف تأثره أمام كنيسة الموصل التي دمرها إرهابيو داعش، الذين هزموا قبل ثلاث سنوات. وقال البابا الذي حلّق فوق المدينة بمروحية: “بقيت عاجزاً عن الكلام” مضيفاً “إنه أمر لا يصدق، هذه الوحشية”.
في قره قوش، البلدة الأخرى في شمال العراق التي سقطت في يد داعش، استمع البابا فرنسيس إلى امرأة خسرت ابنها في القصف لكنها مستعدة للمسامحة، وقال: “تأثرت كثيراً بشهادتها، أم تعرض العفو في هذه الظروف”.
وفيما استهدفت مصالح أمريكية في العراق بصواريخ قبل وصول البابا، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الإثنين أن زيارة الحبر الأعظم بعثت رسالة “أخوة وسلام مهمة”.
وكتب بايدن “رؤية البابا فرنسيس يزور المواقع الدينية مثل مسقط رأس النبي إبراهيم، وقضاء بعض الوقت مع آية الله علي السيستاني، والصلاة في الموصل، المدينة التي عانت قبل بضع سنوات من العنف وتطرف جماعة مثل تنظيم داعش، تشكل رمزاً للأمل للعالم بأسره”.
وزار البابا الذي حصل على اللقاح ضد كورونا ومرافقيه، العراق في أوج انتشار الوباء.
وردا على سؤال حول الخطر المحتمل الذي قد يكون شّكل على العراقيين الذين حضروا للقائه في عدة كنائس، لكن أيضاً في ملعب مكتظ في أربيل في إقليم كردستان العراق، رد البابا أنه فكر كثيراً وصلى قبل أن يتخذ قراره مع “إدراك للمخاطر” في الوقت نفسه.
وقال: “في النهاية، اتخذت قراري بحرية”.
وتابع الحبر الأعظم 84 عاماً، أن زيارة العراق “كانت مرهقة” أكثر من زياراته الأخرى الى الخارج.
وأضاف البابا الذي بدا أنه يواجه صعوبة في المشي أكثر من المعتاد “لا أعلم اذا كانت الرحلات ستتباطأ”.
وفي معرض حديثه عن رحلات أخرى، ذكر البابا أنه وعد بالتوجه في أقرب وقت ممكن إلى لبنان “البلد الذي يتألم” معلناً أيضا أنه سيزور المجر في سبتمبر (أيلول).