كتب / فاضل حسين الخفاجي
المعروف عـن المجتمع العراقــي هو مجتمع استهلاكــــي ، وهـو الـبقـرة الحـلوب للتـاجـر والوسـيط .. وهؤلاء لايكــتـفـون بفـرض الاســعار التي تناسبهم ، بـل البـعض مـنهم يـعمـد ايضـا ً الى الـتـفـنن في اسـاليب الـغـش ، لـتصل ارباحهـم احيانا ً الى 100% ، وهــذا المسـتهلك مــن هـو الــذي يـحـميـه ؟ ومــن يـقـف في وجـه التـلاعـب بـقـوتـه اليومـي ؟ وكلنـا يعـلم ان هـناك ظـروف صحـيـة ( جائـحـة كورونا ) تـمر على العـراق وكل دول العالـم وسـبـبت هـذه الجائحة لان تضطر الحكومة الى الحظـر المـتكرر ولعـدة ايام اسبوعيا مما يجـعل الكـثـير مـن الايـادي العاملة التي تعتاش فــي قـوتـهـا اليومـي علــى العمل باجـور يوميـة او العمل ب ( البسـطيات ) .., وهـذا جعـل الكثير من شـعب الـعراق مـمن يعـتمـد على رزقــه اليـومي يعاني مـن شـظف العـيش ولـم تـفـكر الحكومـــة بالتعامل مع هذه الحالة .. مما تسـبـبت بـنتائـج اجتماعيـة سلبـية وبضمنها حـالات الانـتحار والـطلاق .. الخ ومـا زاد فـي الطـين بله هــو ارتـفـاع سـعر الـــدولار الامريكي.مقابـل سـعر الدينار العراقي ممـا جـعل الاسـعار تـلتـهب .. والمواطن يتسائل وبحرقـة .. ماهي حـجة الحكومـة المتمنثلة بوزارة المالـية من تغيير سعر الصرف من 1190 ديتار مقابل الدولار الامريكي الى سعر 1450 دينار وان اســعار النـفـط لامســت ال 70 $ دولار للبرميل الواحد .. اي ان الحجة التي تعكـزت عليهـا وزارة الماليـــة قـد زالـت وان الامور عادت الى ما قبل تخـفيض سعر الدينار العراقي .
يقـسم الـشـعب في العــراق الى قـســــمين ، شـأنـه شـأن أكـثر المـجتمـعات : فـقــير وغــني وبـيـنهـما الـطبقـة الـوســطى التي تـشـبه الـبارومـتر والتي في امكانـها ، ووفـق الـظروف ، أن تـقـرر الانـتماء الى احـدى الـجـبـهـتين : جـبهة الـفـقـر أو جـبـهنة الـغـنى . … والفـقـير في العـراق يـزداد فقـرا ً والغـنـي يزداد غــنى .. خاصة في مـوجـة الغـلاء .. وعلى الــفـقـير الذي لايـملك موردا ً ثـابـتا ً أو كسـاد في مـهـنته ، إلا ان يـدق على رأسـه عسـى ان تـسـتـمع الحـكومــة الى صوتـه ..
نسـمع في الاعــلام في كل يوم وخـلال هـذه الـفترة القريبـة من الانتخـابات اصـواتـا ً ل ( الـنـواب أو ممثلوا الشعب ) انـهم يعترضون على رفــــــع سعر الدولار الامريكي مقابل الدينار العراقي .. وفـي الـغرف المظـلمة .. يـوافـقـون على رفع السعر للدولار .. ولو كانـوا هم فعلا يعترضون لاجـبروا وزيــر الماليـة على العودة الى السعر القديم ولديهم الـحـجـة الـدامـغـة وهي عودة سـعر النـفط الى ما قـبل جائـحة كورونا .. ويحرجون الحكومـة الــــــى عودة سعر الدينار العراقي الى سابق عهده في الموازنة للعام الحالي 2021 . والمشـكلة انهـم يـتصورن ان الشـعب العراقي لايـعرف مخاتلاتهــــــــــم ومـناوراتـهم هذه وهي من اجل التحضير للانتخابات المقبلة المزمع اجراءها في تشرين الاول 2021 ..