كتب / زيد الحلي
الدكتور محمد العامري رئيس قسم العلاقات العامة في كلية الاعلام جامعة بغداد ، بصدد كتابة بحث مهم بعنوان “تجربة العراق في الاعلام الرقمي والتقليدي” وطلب مني شهادة ليثبتها في هذا البحث العلمي ، ومع شكري وامتناني لطلبه ، اقول ان العراق ، كان في مؤخرة بلدان المنطقة في مجال ” الإعلام الرقمي ” حيث وصلته تقنيات ووسائل هذا ( الاعلام ) في السنوات الاولى من الالفية الجديدة ، غير انه حجز له مكانا متقدما في هذا المجال ، فحصد اعجاب المهتمين بهذا الاعلام ، لاسيما من الاكاديميين والجامعات ومراكز البحوث بمختلف تخصصاتها ..
واظن ان من الاسباب الخفية للتميز العراقي بمجال الاعلام الرقمي رغم حداثته ، هو التاريخ الموغل في القدم للإعلام التقليدي، في الصحافة المقروءة والمرئية والمسموعة حيث كان من اوائل دول المنطقة في اصدار الصحف ، فقد صدرت جريدته الاولى عام 1869 ، اما الاذاعة فقد تأسست سنة 1936 ، والتلفزيون كان مفاجأة الشرق الاوسط حيث رأى النور في العام 1956 ..
هذا الارث، جعل دخول الاعلام الرقمي الى العراق ، سهلا ، وبرز فيه اعلاميون وتقنيون عراقيون كثر، وبلا شك ، ان الاعلام الرقمي وفر للرأي العام فرصة لتدوين المداخلات المباشرة ، ما سمح للجميع بالمزيد من الخيارات المتعلقة بالعرض والقراءة .. وفتح طرقاً جديدة أمام نشر الأخبار، فمن خلال المكونات الفنية للوسائط الجديدة، يمكن أن يوفر الاعلام الرقمي مجموعة متنوعة من الوسائط ، مثل الصوت والفيديو والتصوير الرقمي..
إن التطور سمة الحياة، لكني لازلت مؤمناّ بأن عبق عطر حبر الصحف ، يطغي على أريج عطور باريس، وستبقى الصحافة الورقية عنوانا وأرشيفاً للحياة ، واظنها لن تموت ابدا .. مجرد وقت ، وسنرى ان الصحافة الورقية ، عادت الى رونقها من جديد .. فبها نوثق المواقف ونحفظ التواريخ .. هي الحارس الامين للزمن والاحداث ، اما الاعلام الرقمي ، فهو بنت اللحظة الضائعة .. انها مثل دخان نشاهده ، لكن لا يمكن ان نلمسه !