كتب / زيد الحلي …
اسمها ( هيئة الطرق والجسور) تتبع اداريا لوزارة هي الأوسع عنوانا في العراق (وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والأشغال العامة ) .. لكن هذه الهيئة تقف عاجزة ، برغم اسمها الرنان ، عن ترميم وادامة مقتربات واسيجة بضعة من الطرق والجسور في بغداد والمحافظات ، التي اصابها الذل والهوان نتيجة الاهمال !
لن اتحدث عن النصف الاول من اسم الهيئة وهي كلمة ( الطرق ) فقد اصبحت الطرق السريعة و( البطيئة ) كأنها شبكة عنكبوتية من التعرجات والتخسفات ، ودوائر المرور في المحافظات تسجل يوميا عشرات من حوادث المركبات بسبب الطرق التي لم تمتد اليها يد الاعمار منذ سنوات ، وان امتدت ، فإنها تقوم بالتخريب وليس الاعمار كونها ، ملآى بالحفر والمطبات ، حتى يخال للرائي ان التاريخ قد عاد بشوارع العراق مائة سنة على الاقل .. لافتقادها الى أجراء صيانة دورية سنوية او عشرية ، وإصلاح الخلل على سطوحها مثل التخدد والنزف القيري والحفر والمطبات والتشققات .. لكني اتحدث عن الجسور في العاصمة والمحافظات .. هذه الجسور تشكو الاهمال الواضح ، وشكواها وصلت الى عنان السماء ، واصبحت الحديث اليومي للمواطنين ..
سادتي مسؤولي الهيئة الكرام اسألكم طاب وقتكم : كم مرة قمتم بإجراء الصيانة لأسس الجسور .. لقد بان الصدأ عليها .. وهذا الصدأ يأكل الحديد .. والله الساتر حين يصل الى داخل خرسانة الحديد في السمنت المائي الذي يحمل هذه الجسور ، فالجسور ليست للحركة والربط بين جانبي الانهر فحسب، بل هي أيضًا لدعم استخدامات الأراضي الواقعة على امتدادها .
اما اسيجة الجسور ، فهي طامة كبرى ، وادعوكم الى زيارة سريعة الى جسر الجادرية في بغداد ، الجسر الاهم في العاصمة .. ان المرء يجد ما يخجل منه ، وكأن البلد خال من مسؤولين معنيين ، وخال من دائرة ، يحمل اسمها الثاني كلمة ( الجسور ) .. اسيجة شبيه بأكلة ( المعكرونة ) او ( الشعرية ) .. تقوسات ، وصبغ زائل ، وفتحات يعبر منها ( الجمل ) .. والغريب ان رصيف هذا الجسر الذي كان مدللا في السنوات المنصرمة حيث الادامة اليومية ، اصبح ملاذا للعوائل ، الذين يناغمون في الصباح والمساء النوارس .. فحين أمر يوميا من على هذا الجسر يلفت نظري ، منظر الاباء والامهات وهم يمسكون بأيادي اطفالهم خوفا من الانزلاق من فتحات الموت ..!!
اقترح ان تلغى هذه الهيئة .. فوجودها من عدمه .. واحد !