يقول المسيحيون العراقيون في البصرة إن نافذة الأمل في مستقبل أفضل اتسعت بعد زيارة البابا فرنسيس التاريخية للبلاد في الخامس من مارس (آذار) الحالي، حيث زار مدناً مزقتها الصراعات، والتقى زعماء مسلمين ومسيحيين، ووجه دعوة للسلام والتعايش.
وكان مسيحيو البصرة يترددون على ما يقرب من 13 كنيسة في المدينة، لكن بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وسيطرة "داعش" على مساحات شاسعة في العراق، لم يبق سوى ست كنائس مفتوحة للصلاة.
كنيسة مار توما
في كنيسة مار توما، مقر الأبرشية الكلدانية في البصرة والجنوب، يحاول المتحدث باسمها حسام يعقوب إعادة البناء على بقايا المجتمع المسيحي، ويقول إن مسؤولي الكنيسة جمعوا القطع الأثرية القديمة من الكنائس المغلقة في أنحاء المدينة وعرضوها في معرض صغير بين جدران كنيسته.
يضيف، "سابقاً كانت المنطقة في ليلة عيد الميلاد تحديداً تُملأ بالمسيحيين، المسلمون يهنئون المسيحيين وكان هناك تعايش، خصوصاً في هذه المنطقة بسبب وجود كنيسة، هذا السلوك مستمر إلى الآن، وهو سمة من سمات المنطقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي العام 2004، أُغلقت الكنيسة التي يعود تأسيسها إلى عام 1885. وقال يعقوب إن المنطقة المحيطة بالكنيسة كان يعيش فيها حوالى 90 عائلة مسيحية، لكن لم يعد يعيش فيها الآن سوى 13 فقط.
ويتحدث يعقوب عن إغلاق الكنائس قائلاً إن "الأسباب حصلت بعد سقوط الحكومة إثر الغزو الأميركي، فعندما تهاجر الأسر المسيحية يتم إغلاق الكنائس بطبيعة الحال".
وخلال رحلة فرنسيس، وهي أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، قام بجولة في أربع مدن، بينها الموصل، المعقل السابق لتنظيم "داعش" والتي لا يزال الدمار يغطي مناطق شاسعة فيها.
قوة السلام
وقالت ريتا آري، وهي ممن شاركوا في استقبال بابا الفاتيكان، "الزيارة كانت جميلة جداً ورفعت كثيراً من معنويات الشعب المسيحي، وزادت ثقتي بنفسي وتمسكي بالكنيسة والوطن".
وقال فرنسيس للعراقيين إن قوة السلام تتفوق على قوة الحرب.
ورحب العراقيون بالبابا وقالوا إن زيارته فرصة لتحويل اهتمام العالم لينظر إلى دولتهم المنكوبة منذ أزمنة بعيدة من منظور جديد.
وقال يعقوب، "قداسة البابا طلب من المسيحيين أن يعودوا إلى العراق، لكن مسألة العودة لا تحصل بكلمة واحدة وحسب، لأنها قد تحتاج إلى سُبُل عدة. يجب المحافظة على مسيحيي العراق الذين لا يعانون اليوم قلة فرص العمل وخسارة منازلهم وحسب، بل من مشكلة فقدان هويتهم أيضاً".
ويعد المجتمع المسيحي في العراق بين الأقدم في العالم، لكن أعدادهم تراجعت إلى حوالى 300 ألف فقط نزولاً من 1.5 مليون قبل الغزو الأميركي وما تبعه من عنف المتطرفين.